الشروق - عملية «الجار الطيب» الإسرائيلية في الجولان السوري الشرق الاوسط

الخميس 16 نوفمبر 2017 05:06 مساءً كشف مؤخرا عن تفاصيل اللقاءات التي أجرتها وزيرة التنمية الدولية البريطانية المستقيلة بريتي باتل دون إعلام المسؤولين البريطانيين، ومن بينها أن الوزيرة كانت تعتزم تخصيص جزء من المعونات الخارجية التي تقدمها بريطانيا لتمويل العمليات الجراحية التي تجري في المستشفيات العسكرية الإسرائيلية للجرحى السوريين.

وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن استعداد للتدخل لحماية سكان بلدة حضر الدرزية في الجولان السوري عندما تعرضت لهجوم من قبل مقاتلي "جبهة النصرة".مصاب سوري داخل سيارة اسعاف تابعة للجيش الاسرائيليتقول إسرائيل أنها عالجت 4 آلاف سوري في مستشفياتها العسكرية

"عمليات إنسانية"

هذان الحدثان يدلان على حجم نشاط إسرائيل في الجولان السوري. وكانت بداية تدخل إسرائيل فيما يجري في سوريا منذ بداية الأزمة السورية عندما استقبلت أواسط 2013 بضعة جرحى من السوريين، واتسع ليصل إلى رعاية أكثر من 200 ألف مدني سوري ثلثهم من النازحين من مناطق اخرى إلى الجولان. وتشمل عمليات الإغاثة الاسرائيلية حاليا 35 قرية وتجمعا سكانيا سوريا قرب الحدود.

وحسب المعلومات التي سمحت السلطات الاسرائيلية بنشرها في وسائل الاعلام، تسعى إسرائيل إلى تحقيق جملة من الأهداف عبر هذا النشاط بينها ما هو عسكري وأمني يخضعان لرقابة شديدة إلى جانب عمليات الإغاثة.

وأطلقت اسرائيل اسم "سياسة الجار الطيب" على العملية التي تقوم بها للتعامل مع النازحين وسكان المناطق المجاورة لخط وقف إطلاق النار مع سوريا.

وبدأ الجيش الاسرائيلي بتطبيق هذه السياسة خلال حقبة وزير الدفاع السابق موشيه يعالون عام 2013 واقيمت وحدة عسكرية خاصة مهمتها الاشراف على ذلك.

وحسب البيانات الرسيمة الإسرائيلية نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 عملية "انسانية". 44 منها في شهر سبتمبر/أيلول 2017، ولا تكاد تمر ليلة دون أن يكون الجيش الإسرائيلي منخرطا في عملية من هذا النوع خلف خطوط وقف اطلاق النار.

وشملت أخر علمية قام بها الجيش الاسرئيلي إقامة مستوصف كبير خلف جدار الأسلاك الشائكة الذي يمثل خط وقف اطلاق النار بين البلدين، وتقوم منظمة خيرية أمريكية مغمورة بإدارته بينما تقوم إسرائيل بتوفير الحماية له.معونات
المعونات المقدمة تأتي من مختلف الجهات من بينها إسرائيل

ويقع مقر قيادة عملية "الجار الطيب" في مرتفعات الجولان السورية المحتلة داخل مقر القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي ويديرها ضابط اسرائيلي رفيع برتبة لواء سبق وأن خدم في الضفة الغربية المحتلة ويجيد اللغة العربية، ويعرفه أبناء المنطقة بإسم "أبو يعقوب".

"كسب العقول والقلوب"

ويقول الضابط إن بلاده تهدف إلى كسب قلوب وعقول أبناء المنطقة والنازحين إليها من بقية المناطق كي ينأوا بأنفسهم عن العناصر غير المرغوب فيها وعن الحكومة السورية والجماعات الموالية لها.

من الواضح أن اسرائيل تهدف الى خلق منطقة عازلة داخل الأراضي السورية وبطول الحدود بين البلدين، خالية من الجماعات المتطرفة وحزب الله اللبناني وغيرها من القوى التي تدور في فلك ايران.

وتقول إسرائيل إن مستشفياتها استقبلت 4 آلاف مصاب سوري حتى شهر اكتوبر/تشرين الأول 2017 وأغلبهم من فئة الشباب وأغلب الإصابات ناجمة عن عمليات قتالية عسكرية. ولا يقوم الجيش الاسرائيلي بالتدقيق في هويات المصابين لمعرفة ما اذا كانوا مسلحين أم لا. ويقتصر الأمر على التفتيش البدني وبعدها يتم نقل المصاب إلى المشافي من قبل الجيش الاسرائيلي.

ونفى "ابو يعقوب" صحة ما جاء في تقرير لصحفية "وول ستريت جورنال" الأمريكية في يونيو/حزيران 2017 عن تمويل إسرائيل للمسلحين في سوريا. وأضاف "أنا اقدم الملايين على شكل مساعدات فقط، وليس هناك دولار واحد يقدم نقدا".

وتدخل اثنتا عشرة شاحنة كبيرة محملة بمواد الاغاثة إلى داخل الأراضي السورية أسبوعيا كما يقول أبو يعقوب.

وكانت الصحيفة الأمريكية قد نقلت عن أحد قادة جماعة "فرسان الجولان" المسلحة المعارضة في المنطقة ويعرف باسم "أبو صهيب"، ان العلاقة بين جماعته واسرائيل بدأت عندما أخذت إسرائيل بتقديم العلاج للجرحى من مقاتلي المعارضة في مستشفياتها.

وقال أبو صهيب للصحيفة "إن اسرائيل وقفت إلى جانبنا ولولا مساعدتها لما استطعنا أن نصمد حتى الان".

وتتنوع المساعدات التي تقدمها إسرائيل للسوريين الذين يعيشون على الطرف الآخر من السياج الحدودي وتشمل المعكرونة وأغذية الاطفال والوقود ومولدات الكهرباء والطحين ومعدات ضخ المياه من الآبار، بل حتى المصل المضاد للدغات الافاعي.

ويحتفظ الفريق الصغير الذي يديره "أبو يعقوب" بسجلات مئات الأطفال الذين هم بحاجة إلى عناية طبية، بينهم أطفال يأتون من مناطق تبعد نحو 14 كم من الحدود وصولا إلى محافظة درعا.جرحى سوريين
جرحى سوريين عند نقطة اللقاء على السياج الحدودي مع اسرائيل

"إغاثة المحتاجين"

يحمل المستوصف الملاصق للسياج الحدودي الاسم العبري "مازور لاداخ" ومعناه إغاثة المحتاجين، وتقوم مؤسسة خيرية مسيحية أمريكية بإدارة هذا المستوصف الذي يضم 20 متطوعا ما بين طبيب وممرض.

وينتهي الدوام في العيادة بحلول الساعة السادسة مساءً حيث يغادر المرضى إلى منازلهم وتستطيع العيادة تقديم الخدمات لنحو 1000 مريض اسبوعيا، بحيث يتفادى المرضى او ذووهم دخول اسرائيل وتجنب شبهة التعامل مع إسرائيل. وسيتم تزويد العيادة بأجهزة التصوير الاشعاعي وحاضنات حديثي الولادة وغيرها من المعدات الضرورية للاصابات الطفيفة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر بوابة الشروق وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى