إسرائيل تحتفل بالذكرى الـ40 لزيارة السادات: مصر تقاتل معنا بنفس الجبهة

إسرائيل تحتفل بالذكرى الـ40 لزيارة السادات: مصر تقاتل معنا بنفس الجبهة
إسرائيل تحتفل بالذكرى الـ40 لزيارة السادات: مصر تقاتل معنا بنفس الجبهة

احتفلت إسرائيل بذكرى مرور 40 عاما على زيارة السادات للقدس، وذلك في مستهل إطلاقه لعملية السلام بين البلدين في أعقاب نصر أكتوبر 1973، وهي الزيارة العلنية الأولى لزعيم عربي للقدس المحتلة، وما ينظر إليه مراقبون باعتبارها أولى خطوات التطبيع والقبول العربي بشرعية الاحتلال، وفي تلك الذكرى وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو التحية للسادات معتبرا أن البلدين باتا يقاتلان الآن في الجبهة نفسها.

 

وبعد 40 عاما من الزيارة، تبدو العلاقات المصرية الإسرائيلية في أعلى مستوياتها وفقا للتصريحات الرسمية التي وصفتها بالسلام الدافئ، وبلغ التنسيق الأمني مستوى غير مسبوق، بحسب تصريحات الجانب الإسرائيلي، بينما وعد الرئيس المصري عقب لقائه الودي مع نتنياهو  بأن تقوم 50 دولة عربية وإسلامية ببناء علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا تم تسوية مشكلة فلسطين.

 

وفي إطار الاستعدادات للاحتفال بهذه المناسبة، وجهت الحكومة الإسرائيلية دعوة لشخصيات مصرية، على رأسها السيدة جيهان السادات (زوجة الرئيس الراحل)، للمشاركة في فعالياتها، غير أنها جميعا رفضت تلبيتها.

 

الحماسة الإسرائيلية للاحتفال بذكرى الزيارة، رآها أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، تُعد بحد ذاتها دليلا قاطعا على أنها كانت الرابح الرئيس من ورائها، لكنه اعتبر أن إجماع الشخصيات المصرية على رفض تلبية الدعوة الإسرائيلية يعد في حد ذاته دليلا قاطعا على حجم واستمرار الرفض المصري لإسرائيل التي ينظر إليها باعتبارها العقبة الرئيسية في طريق السلام.

 

وبالتزامن مع ذكرى مرور 40 عاما على زيارته للقدس، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقال في كلمته خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعي، «نحتفل اليوم بمرور 40 عاما على الزيارة التاريخية للرئيس المصري أنور السادات إلى القدس وإسرائيل».

 

وتابع «اتخذ السادات خطوة شجاعة وجاء إلى الكنيست، جاء إلى إسرائيل، وقد رحب به البلد بكامله».

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي لفت إلى أن السلام بين مصر وإسرائيل مر بفترات صعود وهبوط، مؤكدا على أن «الآن مصر وإسرائيل على نفس الجانب الذي يقاتل الإرهاب الإسلامي المتطرف».

 

تصريحات نتانياهو سبقتها دعوة من وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى الدول العربية «المعتدلة» لاتباع خطى السادات، وتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، في محاولة لتشكيل ائتلاف إقليمي لتحييد التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط.

 

ونشرت مواقع إسرائيلية صورا للزيارة التي وصفتها بالتاريخية، وحرص وزراء إسرائيليون على التبشير بقرب انضمام دول عربية كبرى إلى خطى مماثلة على طريق التطبيع، وكشف بعضهم عن اتصالات سرية وعلاقات غير معلنة مع عواصم عربية، واعدين بقرب تحول تلك العلاقات إلى الشكل الرسمي العلني.

 

لكن حسن نافعة في مقاله اعتبر رغم كل ذلك أن إسرائيل تحتفل بتلك الذكرى وحدها، بينما لا يزال الشعب العربي ينظر إليها على أنها خطوة أحادية الجانب من السادات لم يرض عنها الشعب، ولا حتى كل السلطة ووزراء السادات الذين استقال أحدهم، ورفض آخرون مرافقته في تلك الزيارة.

 

وأعاد التذكير ببعض التفاصيل المحيطة زيارة السادات في 19 نوفمبر 1977، مشددا على أن السادات لم يتشاور حول قراره زيارة القدس مع أي من المسؤولين المصريين أو العرب، ولم يخضع هذا القرار لدراسة مسبقة حول فرص واحتمالات نجاحه ولم يعرضه على أي من مؤسسات صنع القرار أو مراكز الأبحاث، وبالتالي يعد قرارا فرديا بحتا يتحمل بنفسه كامل المسؤولية عنه.

 

كما ذكّر بأن وزير خارجية مصر حينها اسماعيل فهمي استقال فور علمه اعتزام السادات زيارة القدس من وسائل الإعلام، أما محمد رياض، وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية وقتها، فقد اعتبر مستقيلا وسمع خبر تقديم استقالته من الإذاعة لمجرد رفضه إعداد برنامج زيارة اعتبرها «غير بروتوكولية» ومن ثم لا تدخل في دائرة اختصاصه، من منطلق أنها زيارة «غير تقليدية» تتطلب ترتيبات وإجراءات لا يستطيع ان يقررها من تلقاء نفسه.

 

حتى في الأوساط العسكرية، رفض الفريق الجمسي، وزير الدفاع المصري، رفضا قاطعا الذهاب إلى القدس لرئاسة اللجنة العسكرية التي قرر السادات في مفاوضاته مع بيغين في مدينة الاسماعيلية تشكيلها. وحين علم الجمسي بأمر هذه اللجنة قال لوزير الدولة للشؤون الخارجية، وبوضوح أنه كجندي مصري يحترم البذلة العسكرية التي يرتديها لا يمكن أن تطأ قدماه أرض إسرائيل قبل أن يتم انسحاب آخر جندي إسرائيلي من آخر شبر من الأراضي المصرية المحتلة.

 

وختم قائلا: بعد أربعين سنة من زيارة القدس، لم تحصل مصر لا على الاستقرار ولا على الازدهار، وتحولت سيناء المنزوعة السلاح إلى مرتع للإرهابيين، واليوم يريد بعض العرب أن يتحالفوا مع إسرائيل ضد إيران التي تصور الآن على أنها «العدو».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى