فيديو من داخل «السجن الذهبي».. الأمراء المعتقلين يتمتعون بكل وسائل الرفاهية إلا الحرية

منذ الرابع من نوفمبر الجاري والأقاويل والشائعات تنتشر حول الأوضاع في سجن "ريتز كارلتون" الفاخر في الرياض الفندق الاشهر في العالم ، الذي تحتجز فيه السلطات السعودية نحو 200 من النخبة بينهم 11 أميراً، اثنان منهم هما أولاد عم لولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بتهم استغلال السلطة وتبييض أموال.


الصحافية في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، ليس دوسيت، اقتحمت أسوار الفندق لتكشف مايدور داخل " السجن الذهبي" بعيدا عن الأعين، في زيارة تعد الأولى التي تنظمها السلطات في المملكة لوسيلة إعلامية، إلى داخل الفندق الفخم ، منذ اعتقال رجال الأعمال والأمراء. 


ونشر حساب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على يوتيوب تقريراً مصوراً لمراسلة الشبكة من داخل الفندق .


وتقول معدِّة التقرير إنها توجهت بعد منتصف الليل برفقة الشرطة إلى فندق ريتز-كارلتون حيث تم احتجاز المتهمين بالفساد في السعودية من قِبل السلطة الجديدة التي يديرها محمد بن سلمان.
 

رفاهية كاملة بلا حرية 

وقالت في بداية التقرير: "لا أحد يدخل هنا دون ترخيص رسمي؛ هذا أحد أشهر الفنادق بالعالم، وأفخم وأكثر الفنادق رفاهيةً في الرياض، قد أصبح سجناً ذهبيًا".
 

وأضافت أن مسئولين سعوديين رافقوها وطلبوا منها عدم تصوير الوجوه أو تسجيل أي أحاديث.

تحدثت الصحفية في توقيت، قالت إنه في ساعات الصباح الأولى، وقالت إن المعتقلين يشربون في البهو قهوة كما بأي فندق 5 نجوم في العاصمة .

وأضافت: "معظم الاشخاص المجبَرين على البقاء هنا، يقضون وقتهم بمفردهم، في محاولة للحد من الإضرار بسمعتهم".
 

وقالت إن هواتفهم المحمولة أُخذت منهم، لكن هناك خط هاتف يمكنهم من خلاله الاتصال بمحاميهم وأفراد أسرهم، حتى مديري شركاتهم، التي ما زالوا يحاولون إدارتها، حسب قولها.

في تقريرها، قالت مراسلة "بي بي سي" إن أكثر السجناء المدلَّلين في العالم يتمتعون بكل وسائل الرفاهية إلا الحرية، والدولة ستدفع الحساب للفندق، مضيفة: "هذا السجن لا يضاهَى؛ حوض سباحة فخم ومطاعم وصالة رياضية، وكل شيء فاخر، وصالة بولينج، لكن معظم السجناء يبقون في غرفهم".

 

عملية ودية

ونقلت عن مسئولين في الفندق إنه عندما أحضر المحتجرون الى هنا في الرابع من نوفمبر كانوا غاضبين، ولكن البعض اعتقد أن ما يحصل مجرد استعراض وأنه سينتهي.ولكن عندما أدركوا أنهم سيبقون هناك، أعربوا عن سخطهم.
 

وذكرت المراسلة أنها ذهبت لمقابلة أحد السجناء، "لم يعرفني باسمه، يقول إنه يقضي وقته مع محاميه ويركز على قضيته".
 

وقالت إن "كبار المسئولين الذين يتولون القضية يعتبرون أن التحقيق الرسمي لم يبدأ بعد، ويصفون الوضع الحالي بـ(العملية الودية)".

وأفادت بأن "95 في المائة من المعتقلين ينوون عقد صفقة لدفع مبالغ طائلة من ثرواتهم من أجل الخروج من ريتز كارلتون"، وفقاً لمصادرها، ما أكد تقرير وكالة "بلومبرج"، اليوم الخميس، حول بدء الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين بدفع مبالغ لتسوية القضايا المتهمين بالتورط فيها مقابل إطلاق سراحهم.
 

الأمير الطموح

وقالت المراسلة  في تقريرها :" ولي العهد  محمد بن سلمان ذو الـ 32 عاما احتجز امراء ووزراء وبعض أكبر المليارديرات لمكافحة الفساد أو لتركيز السلطة !!. إلا انه بعد هذه الأسابيع مازال الكثير من الأسئلة تدور حول لماذا تمت عملية الاعتقال بهذا التوقيت وهنا "، مشيرة إلى انه خارج هذا السجن الذهبي استقبل الكثير من السعوديين عملية الاعتقال بترحاب لانهاء الفساد في المملكة .

وتابعت :" إن هناك مخاطر لهذه العملية .. فالأمير الطموح يجازف بصنع العديد من الأعداء مما يهدد الاستقرار وعملية الاصلاح التي تحتاجها مملكته بقوة ".
 

و اختتمت ليس دوسيت تقريرها قائلة:"أن الأمير يأمل بأن يغادر الجميع الفندق بنهاية هذا العام فكلما زادت هذه المحنة كلما طرح العديد من الأسئلة هنا وفي الخارج عن ما يحدث في الداخل".


عمليات التعذيب المزعومة 

وكانت صحيفة بريطانية قد زعمت أن الأمراء السعوديين ورجال الأعمال المحتجزين، ضمن حملة مكافحة الفساد التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، يتعرضون إلى عمليات تعذيب من قبل متعهدين أمريكيين. 
 

نقلت "دايلي ميل" البريطانية عن مصادر سعودية القول إن "الأمراء ورجال الأعمال الأثرياء يتم تعليقهم من أرجلهم وضربهم من قبل متعهدين أمريكيين"، الأمر الذي نفته عدة مصادر سعودية.
 

ولفتت الصحيفة إلى أن احتجاز الأمراء ورجال الأعمال تبعه إجراء تحقيقات، قالت عنها المصادر إنها تتم من قبل "مرتزقة أمريكيين" أحضرهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
 

ونقلت "دايلي ميل" عن أحد المصادر قوله "يتم ضربهم وتعذيبهم وصفعهم، كما أنهم يتعرضون لإهانات، فهم يريدون كسرهم".
 

"بلاك ووتر" بالسعودية 

وقالت الصحيفة إن "شركة "بلاك ووتر"، وهي أكاديمية عسكرية أمريكية خاصة، هي المسؤولة عن هذه التحقيقات، مشيرة إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون قد تحدث أيضا عن تواجدها في السعودية".
 

ونقلت الصحيفة عن مصدر القول "إن ولي العهد السعودي صادر أكثر من 194 مليار دولار من الحسابات البنكية والأصول للمحتجزين"، مشيرا إلى أن "القائمين على حراسة فندق "ريتز كارلتون" هم جميعا من قوات الأمن الخاصة، لأن ولي العهد لا يريد ضباط سعوديين ممن كانوا يؤدون التحية للمحتجزين في السابق".
 

وأضاف المصدر للصحيفة "خارج الفندق، حيث يتم احتجازهم، يمكنك أن ترى مدرعات القوات الخاصة السعودية، ولكن في الداخل يوجد فقط شركات أمن خاصة"، مشيرا إلى أنهم "تم جلبهم من أبو ظبي".

وتابع المصدر لـ"الديلي ميل": "ولي العهد يجري بعض التحقيقات بنفسه. عندما يكون الأمر كبير، يطرح بنفسه الأسئلة. ويتحدث معهم بطريقة لطيفة، ثم يترك الغرفة ليدخل المرتزقة. ويتم ضرب السجناء وتعذيبهم وتعليقهم، كما أنهم يتعرضون للإهانة".
 

وأوضح المصدر أن اسم "بلاك ووتر" يجري تداوله على أنه يوفر المرتزقة. "غير أن شركة الأمن الخاصة المثيرة للجدل لم تعد موجودة تحت هذا الاسم وأصبح اسمها "أكاديمي"".
 

إلا أن المتحدث باسم شركة "كونستيليس"، الشركة الأم لـ"أكاديمي"، نفى هذه الادعاءات، قائلا "لا يوجد لنا وجود في السعودية ولا تجري تحقيقات".
 

وردا على سؤال عما إذا كان أفراد من الشركة متورطون في أي نوع من أنواع العنف أثناء الاستجواب، قال المتحدث: "لا. شركتنا ليس لها وجود في المملكة العربية السعودية. ليس لدينا محققون ولا نقدم أي محققين أو مستشارين أو خدمات أخرى مماثلة".
 

وكان اسم شركة "بلاك ووتر" قد طرحه الرئيس اللبناني ميشال عون، عندما كتب على "تويتر" يقول إن رئيس الوزراء سعد الحريري محتجز في السعودية من قبل حراس "بلاك ووتر"، وذلك قبل أن يقوم بحذف التغريدة.
 

كما أن مزاعم الانتهاكات تحدثت عنها أيضا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إذ نقلت عن مصدر طبي قوله "إن 17 من المحتجزين بحاجة إلى رعاية طبية".
 

إلا أن المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة باعشن، قالت للصحيفة الأمريكية "إن النيابة العامة تضمن أن إجراءات الاحتجاز تمتثل للقوانين والقواعد".
 

استدراج بن طلال 

ونقلت "دايلي ميل" عن مصدر قوله إن "الأمير محمد بن سلمان كان قد دعا الأمير الوليد بن طلال للقائه في قصر "اليمامة، إلا أن قوات الأمن ألقت القبض عليه قبل يوم من موعد اللقاء المحدد".
 

وأوضح المصدر، حسب زعم "دايلي ميل"، "فجأة في الساعة 2.45 صباحا تم نزع سلاح جميع حراسه، الحرس الملكي لولي العهد اقتحم منزله. تم جره من غرفة نومه الخاصة وبملابس النوم مكبل اليدين، وضع في الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي، وتم استجوابه مثل المجرم"، مضيفا "تم تعليقه من أرجله، فقط لإرسال رسالة".

واختتمت "دايلي ميل" تقريرها بالقول إن المواطن الأمريكي الذي تتم إدانته بجرائم التعذيب في الخارج، تصل عقوبته إلى 20 سنة سجن.
 

النفي السعودي
من جانبه، نفى اللواء الركن طيار متقاعد عبد الله غانم القحطاني ما قالته الصحيفة البريطانية، واصفا التقرير بأنه يأتي ضمن الحملات الإعلامية المتواصلة لتشويه السعودية.
 

اللواء القحطاني قال لـ"سبوتنيك" إنه "لا يجب أن نغفل أن هناك حملات إعلامية متواصلة ومستمرة ضد السعودية، ليس من اليوم، وليس في هذا الجانب الذي هو شأن وطني داخلي لمحاربة الفساد وإنما منذ فترة طويلة".
 

وتابع "وفي هذا الجانب تشير الصحيفة إلى أن هناك تعذيب لبعض المتهمين بالفساد، سواء مسؤولين أو موظفين أو وزراء أو أمراء. وهذا يدخل ضمن جانب الخرافات، وبالأصح الاتهامات التي تسعى لتشويه الحقائق وتشويه ما تسعى له المملكة، وهو محاربة الفساد. كما تعرضت له من حملات دعائية ظالمة وهي تحارب الإرهاب، فلا يمكن فصل المسارين عن بعضهما".
 

 وأكد القحطاني على أن حديث "الدايلي ميل" غير صحيح ولا يستند إلى حقيقة واقعية ولا مصدر رسمي، وحتى من قاله لا يمتلك من الحقائق والأدلة ما يسند به هذا الرأي أو الاتهام أو الرؤية أو التحليل.
 

وأشار اللواء المتقاعد إلى أن الحقيقة هي أن "المتهمين محفوظة كرامتهم، بمكان معتبر ويعاملون بنظام المملكة العربية السعودية المعمول به قضائيا وقانونيا وتحقيقيا وإجرائيا وما إلى ذلك، ولم يخرج أبدا عن نطاق القوانين المعمول بها والمعلنة في المملكة".
 

وتابع "أما ما ذكره التقرير من أن شركات حراسة أجنبية تسمى بلاك ووتر تتدخل في الأمر، فهو يحمل في طياته النفي، لأن السعودية لديها أجهزة أمن متقدمة جدا ومحترفة ولا ينقصها أن تلجأ لهذه الشركات التي لها سمعة سيئة في العالم، نحن نعلم ما فعلته في العراق".
 

وتساءل القحطاني مستنكرا، "فهل يصدق عاقل أن تلجأ السعودية إلى هذه الشركة أو أي شركة أخرى لكي تقوم بالتحقيق والقيام بعمل هو من واجبات الأمن الداخلي السعودي الذي هو متمكن ويسيطر على الإرهابيين وعلى مجريات الإرهاب واستطاع أن يداهم أوكارهم وهم متخفين".
 

واستطرد: "هؤلاء الرجال تم توجيه الاتهام إليهم وتم وضعهم في مكان يليق بكل حقوق الإنسان، بل لم نر في العالم كله ولا في مكان مصدر الخبر أن هناك دولة أرادت أن تحقق مع بعض مواطنيها فوضعتهم في مكان يحفظ لهم كرامتهم. هي لم تأخذهم إلى السجون المعروفة لأنهم لا يزالوا متهمين. ولم يصدر ضدهم أي حكم قضائي، فكيف لهذا المصدر أن يقول إنهم يتعرضون للتعذيب. حقيقة هذا أمر مضحك، وإذا ما أطلع عليه المواطن السعودي يعلم يقينا أن مثل هذا الخبر ليس له مصداقية".
 

وهاجم القحطاني وسائل الإعلام الغربية قائلا "هي الدايلي ميل والغارديان وواشنطن بوست ونيويورك تايمز، وجميع الصحف الغربية، هي ليست جديدة على توجيه الاتهامات للسعودية، ولا على نشر ما يكون في صالح أعداء المملكة وهذا شيء معروف، وحتى الغرب يدركه، ونحن لا نستغرب هذه الشائعات لأنها ليست الأولى، ونحن متأكدين أنها لن تكون الأخيرة. كما أن الصور المرفقة بالتقرير تظهر أن هناك نوايا ليست جيدة وإنما معادية". 
 

وكانت السلطات السعودية قد بدأت، في الرابع من نوفمبرالجاري، حملة اعتقالات واسعة وتجميد الحسابات لشخصيات بارزة. وارتفع عدد الحسابات المصرفية المجمدة في البنوك السعودية إلى أكثر من 1700 حساب، وفق مصادر مصرفية في تصريحات صحافية في وقت سابق.
 

وضمت قائمة المعتقلين عدداً من الأمراء ورجال الأعمال البارزين، منهم الأمير الوليد بن طلال، والوليد الإبراهيم، والأمير تركي بن ناصر، وخالد الملحم، وبكر بن لادن، وصالح عبدالله كامل، وناصر بن عقيل الطيار، ومحمد حسن العمودي. وشملت أيضاً الأمير فهد بن عبد الله بن محمد، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود. كما ضمت القائمة اثنين من أبناء العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبدالعزيز وغيرهما.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى