صحف لبنان: "التريث" نهاية لأزمة الاستقالة.. وبحث "سلاح حزب الله" صعب

اتفقت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في اختيار إعلان رئيس الوزراء تريثه في تقديم استقالته من منصب رئيس الوزراء كمانشيت رئيسي.

ورحبت الصحف المنتمية لتحالف 14 آذار في تغطيتها بالقرار، وأعلنت الوقوف وراء الحريري، بينما اختلفتا الصحيفتان الكبريان المنتميتان لتحالف "8 آذار" في التعاطي مع قرار التريث، ففي حين رأته صحيفة الديار قرارا ديكتاتوريا، رحبت به صحيفة الأخبار، واعتبرته انتهاء للأزمة الناشبة منذ إعلان الحريري استقالته في الخامس من نوفمبر (تشرين ثاني) الجاري.

العودة عن الاستقالة: بحث سلاح المقاومة شكليات لهضم العودة

عنونت صحيفة الأخبار صدر صفحتها بمانشيت "العودة عن الاستقالة انقلاب آل سعود لن يمرّ"

وأكدت الصحيفة المنتمية لحزب الله أن "تريث الرئيس سعد الحريري في تقديم استقالته له معنى واحد هو العودة عنها، وكل ما يشاع عن مؤتمرات حوار وبحث في سلاح المقاومة لا يعدو كونه شكليات لهضم هذه العودة، وإعادة الانتظام الى العمل الحكومي.

وأضافت الصحيفة "أما وقد تريّث الرئيس سعد الحريري في تقديم استقالته، فإن الخطوة التالية المتوقعة هي عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، في وقت ليس ببعيد، وهو ما بدأه رئيس الحكومة فعلياً، أمس، بافتتاحه المؤتمر المصرفي العربي، وبإعلانه أنه سينصرف إلى توقيع بريده المتراكم منذ ثلاثة أسابيع."

ووصلت الصحيفة إلى نتيجة مفادها أن " التريث يعني عودة عن الاستقالة، وبذلك تكون مفاعيل أزمة إقالة الحريري واحتجازه في السعودية قد انتهت... وكأنها لم تكن."

التريّث ديكتوتارية و"سلاح المقاومة" والنأي بالنفس يحتاج إلى سنة لحلّه

بينما رأت صحيفة الديار القريبة من النظام السوري، وتحالف "8 آذار" في إعلان التريث نوعا من الديكتاتورية، وتساءلت "هل في لبنان أزمة حكومية سياسية أم هنالك أزمة كيان وانتماء، وهل الجميع يطبّقون الفدرالية وشرها، دون إعلانها، ثم يقولون بلبنان الوطن ثم يقولون بلبنان أولا؟"

ورأت الصحيفة أن مطالبة الحريري بتنفيذ مبدأ "النأى بالنفس صعبة التنفيذ مؤكدة أنه حتى "إذا استطاعت طاولة الحوار الوصول إلى حلول، فإن سحب خبراء حزب الله من اليمن يحتاج إلى وقت ثم إن انسحاب حزب الله من العراق يحتاج إلى أشهر، كما أن انسحابه من سوريا يحتاج إلى سنة أو سنتين.

وتابعت الصحيفة "ثم إن البحث في سلاح حزب الله في لبنان يحتاج إلى وضع سياسة دفاعية كاملة تشمل الجيش والأجهزة الأمنية والشعب والمقاومة اللبنانية، وحزب الله لتحديد كيفية ردع أي عدوان إسرائيلي على لبنان، لأنه بات معروفا أن الجيش اللبناني عبر انكشاف كل ثكناته العسكرية ووزارة دفاعه وأسلحته ودباباته –حسب تعبير الصحيفة- فإن الطيران الإسرائيلي قادر على تدميرها، أما وجود المقاومة تحت الأنفاق وعدم ظهور صواريخها والقيام بإنشاء مراكز تحت الأرض في غرف عمليات ووجود عناصر مسلحة كي تنهض من الانفاق وتتصدى للجيش الاسرائيلي وتهزمه، كما فعلت في لواء غولاني في مارون الراس ومحيطها، على حد قول الصحيفة."

الحريري يتريّث.. و«أهل الوفا» يبايعون خياراته

وإلى صحيفة المستقبل المملوكة لآل الحريري حيث رأت أن إعلان يعني "انقضاء مرحلة الترقب والتحليل والتأويل مع إضفاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فسحة من والأمل على أرض الواقع السياسي المأزوم، افساحاً في المجال أمام بلورة شراكة وطنية حقيقية تضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح وتنأى به جدّياً عن نزاعات وصراعات الخارج بشكل يصون استقراره ويجدد الاعتصام بحبل الطائف دستوراً ووفاقاً وطنياً وصولاً إلى الابتعاد عن كل ما يُفسد للود قضية في العلاقات اللبنانية – العربية.

ورأت الصحيفة في كلام الحريري ما أسمته خارطة طريق "رسمها بتجاوبه مع تمني رئيس الجمهورية ميشال عون التريث في تقديم استقالته، علّها بخطوطها الوطنية العريضة تُشكل مدخلاً جدّياً للحوار المسؤول بين أهل الربط والحل في إعادة بناء الدولة وإعادة ترميم الثقة الأخوية المتبادلة بين لبنان والعرب.

وتوجّهت الصحيفة باسم تيار المستقبل بالامتنان والتقدير للحشود الشعبية التي تقاطرت من كل لبنان-حسب وصفها- إلى بيت الوسط لتجدد الثقة بخيارات الرئيس الحريري، مؤكدة أن "جمهور التيار قدّم مشهداً وطنياً راقياً ورائعاً في الوفاء لزعامته وفي تأكيد التفويض لدورها ومكانتها في الشراكة الوطنية"

ماذا جرى ليل الثلاثاء ـ الأربعاء قبل إعلان الحريري التريث؟

ونقلت صحيفة الجمهورية عمن وصفتهم بالقريبين من الرئيس سعد الحريري ارتياحَهم التام إلى الخطوة الاستيعابية التي خطاها فريق 8 آذار والتسوية التي حِيكت في ساعات الفجر قبل إعلان الحريري التريّثَ في الاستقالة والتي على أساسِها أُبلِغَ الحريري أنّ القوى السياسية ستتعاون معه في التزام سياسة النأي بالنفس.

وقالت الصحيفة أن مصدرا وزاريا بارزا في فريق 8 آذار أكد لها «أنّ الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل سفرِ الحريري إلى السعودية، وتباعاً ستستعيد الحكومة عافيتَها ومعها البلد، كاشفاً أنّ معظم ما تمَّ الاتفاق عليه داخل دائرة ضيّقة جداً منذ خروج الحريري إلى منزله الباريسي قد تحقّقَ ضِمن خريطة طريق من نقاط عدة يقدر الجميع عليها من دون تحميلِ أيّ فريق ما لا يقوى على فِعله، فتنازُلات محدودة ومعقولة كانت وافيةً للغرض وجَعلت الفريقَين يلتقيان في منتصف الطريق."

وشرحت الجمهورية المشهد حسبما علمت به ولخصته في "أنّ اتصالات مكثّفة جرت ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بين أطراف لم يتجاوز عددهم أصابعَ يدٍ واحدة وكان محورها عون - بري - الحريري عبر معاونيهم، ترافقَت مع اجتماعات بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل ومعاون الأمين العام لحزب الحاج حسين خليل، وتخَلّلها تنسيق مع مستشار رئيس الحكومة نادر الحريري فأفضت إلى التسوية ـ البيان الذي أجرى بري والحريري مراجعةً أخيرة له وهما في طريقِهما من مكان الاحتفال بعِيد الاستقلال إلى بعبدا قبل ظهرِ الأربعاء.