امتنع عن ذكر اسمهم في بورما وبكى معهم في بنجلاديش.. البابا للاجئي الروهينجا: سامحوني

بعد أن اعتمد البابا فرانسيس دبلوماسية حذرة خلال زيارته إلى ميانمار "بورما سابقا"،  متفاديا أي إشارة علنية مباشرة إلى الروهينجا ، طلب بابا الفاتيكان في بنجلاديش "المغفرة" من اللاجئين "الروهينجا" باكيا خلال استماعه إلى روايات 16 شخصاً منهم.
 

وانتظر البابا الذهاب إلى بنجلاديش ليلفظ اسم  الأقلية المسلمة "الروهينجا"، المستخدم كثيراً في المجتمع الدولي والذي كرّره في ساحة مار بطرس في روما، بعد أن امتنع عن لفظه خلال زيارته إلى ميانمار، وهي الأولى لبابا من الفاتيكان.


ويعد اللقاء مع الروهينجا بادرة رمزية للغاية للتضامن مع الأقلية المسلمة الهاربة من العنف في بورما، حسبما أبلغ البابا الصحافيين على متن الطائرة خلال عودته إلى روما ، حسب فرانس برس.


وقال البابا "كنت أعلم أني سألتقي بالروهينجا لكن لم أعرف أين ومتى، بالنسبة إلي كان هذا أحد شروط الرحلة".

 

وأضاف البابا "بكيت، وحاولت أن أخفي ذلك"، مضيفا "هم بكوا أيضا".


وأشار إلى أنه حدّث نفسه "لا يمكنني أن أغادر دون أن أقول كلمة لهم".
 

وقال متوجهاً إليهم: "مأساتكم قاسية جداً وكبيرة جداً لكن لها مكانة في قلوبنا".


وتابع: "أطلب منكم المغفرة نيابة عن هؤلاء الذين أساؤوا إليكم، خصوصاً وسط لامبالاة العالم".


وأشار الى أن "هؤلاء الإخوة والأخوات يحملون في داخلهم ملح الله"، مضيفاً: "دعونا لا نغلق قلوبنا، دعونا لا نحول أنظارنا في اتجاه آخر. وجود الله اليوم اسمه روهينجا أيضاً".


وشكّلت هجرة هذه الأقلية المسلمة نقطة الاهتمام الأولى في زيارة البابا الى آسيا ، وعقب لقاء بين الأديان في دكا، وقف وفد من اللاجئين الروهينجا بينهم نساء وأطفال في طابور صغير للقاء الحبر الأعظم واحداً تلو الآخر. وقد استمع البابا اليهم بحزن وهو يهزّ برأسه.


وأمسك البابا بأيديهم للتعبير عن دعمه لهم ووضع يده على رأس طفلة، فيما كان يستمع إليهم من خلال مترجم فوري من دون التكلم مباشرة.


وروى محمد أيوب، البالغ 32 عاماً، أن طفله الذي يبلغ ثلاث سنوات قُتل أثناء أعمال العنف في ولاية راخين في بورما.


وقال قبيل اللقاء: "البابا هو قائد العالم. كان يجب أن يقول اسم روهينجا؛ لأننا شعب الروهينجا" وذلك "منذ أجيال".


وجهشت بالبكاء شوكت عكرا، وهي فتاة تبلغ 12 عاماً، بعد لقائها البابا. وقالت: "والداي قُتلا، لم أعد أشعر بالسعادة".


واستذكرت هزيرة بيغوم وهي امرأة من الروهينجا عملية اغتصابها.


وقال حافظ محمد نصرالله، البالغ 27 عاماً الذي أعلن نفسه ناطقاً باسم الروهينجا: "نريد استعادة مواطنيتنا في بورما. إنها المرة الخامسة التي تهرب فيها عائلتي من الاضطهاد الى
بنجلاديش".


واستخدم البابا تعبير الروهينجا للمرة الأولى في بنجلادش، بعد أن نصحه رئيس أساقفة يانجون بأن استخدامه في بورما قد يشعل التوتر ويعرض المسيحيين للخطر.


وهذه الكلمة ذات حساسية بالغة في بورما ذات الغالبية البوذية، لأن الكثيرين هناك لا يعتبرون الروهينجا مجموعة إثنية مستقلة بل متطفلين جاؤوا من بنجلادش.


وقال البابا إنه لو استخدم هذه الكلمة في خطاب رسمي في بورما فإنه بذلك يكون قد أوصد الباب بينه وبينهم، مضيفا "هم كانوا يعلمون مسبقا بما كنت افكر".


وأكد انه "بالنسبة إلى الشيء الأهم هو أن تصل الرسالة".


وقال البابا إنه "راض جدا" عن لقاءاته في بورما، مشيرا إلى أنه خلال الاجتماعات المغلقة
مع المسؤولين كان أكثر حرية في التعبير عن رأيه من اللقاءات العامة.


والبابا فرانسيس الداعي إلى سياسة "مدّ الجسور" عندما يتنقل بين الدول، اعتمد من الفاتيكان خطاباً شديد اللهجة حيال مصير الروهينجا، قبل هجرة أكثر من 620 ألفاً منهم الى بنجلاديش في الأشهر الثلاثة الأخيرة.


واعتبرت منظمة الأمم المتحدة وواشنطن أعمال العنف في بورما التي نتج عنها نزوح جماعي قسري للروهينجا، "تطهيراً عرقياً".


ودعا البابا الذي قام بزيارة الى بورما استمرت أربعة أيام، البوذيين البورميين إلى "نبذ جميع أشكال عدم التسامح والأفكار المسبقة والكراهية" متجنباً ذكر الروهينغا بشكل مباشر.


وتنتشر في هذا البلد كراهية الأجانب والمسلمين وتعتبر غالبية سكانه أن الروهينجا، الذين تطلق عليهم اسم "البنجاليين"، من المهاجرين غير الشرعيين .


ومنذ وصوله الى دكا،  الخميس، آتياً من رانجون، طلب البابا من المجتمع الدولي اتخاذ "تدابير حازمة" لحل هذه الأزمة الانسانية، لاسيما من خلال تقديم المساعدات الطارئة لبنجلاديش.
 

وأشاد إمام بنجلاديش فريد الدين مصود، الجمعة، بـ"الدعم الكبير" الذي عبر عنه البابا الى الروهينجا.


وخلال اللقاء بين الأديان الذي عقد الجمعة، استمع البابا الى مسلم وهندوسي وبوذي وعضو في المجتمع المدني وكاثوليكي، قبل أن يتحدث بدوره.


وأشار البابا إلى أن التزام بنجلاديش تجاه الحرية الدينية يجب أن تكون "نداء محترماً لكن حازماً وموجهاً الى كل من يسعى إلى التحريض على الانقسامات والكراهية والعنف باسم الدين".


وفي أبريل 2016، زار البابا فرانسيس جزيرة ليسبوس اليونانية واصطحب معه إلى الفاتيكان 12 لاجئاً سورياً مسلماً.


وقال المتحدث باسم الحبر الأعظم، غريغ بورك، إنه لم يكن على جدول أعمال هذه الرحلة فكرة الدخول الى المخيم الهائل الذي يضمّ 900 ألف لاجئ من الروهينجا في جنوب بنجلاديش.


وصباحاً، استقبل نحو 100 ألف من أفراد الأقلية الكاثوليكية في بنجلاديش القلقة بشأن تنامي التطرف الإسلامي، البابا فرانسيس بالترحيب في أجواء بسيطة واحتفالية.


وتشكل زيارة بابا الفاتيكان الى بنجلاديش، حدثاً للأقلية المسيحية الصغيرة التي تعد 375 ألف شخص (أي 0،24% من 160 مليون نسمة).

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى