البوليساريو تهدد والمغرب يستعد.. طبول الحرب تدق في الصحراء الغربية

[real_title]  

بوادر حرب تدق طبولها في الصحراء الغربية بين الغريمين التقليديين، المغرب وجبهة البوليساريو، بعد فشل كافة محاولات التفاوض والحلول السلمية.

 

ودائما ما تلوّح جبهة البوليساريو بالعودة إلى الحرب في ملف نزاع الصحراء الغربية، فيما يؤكد المغرب استعداده لمواجهة أي طارئ عسكري من هذا القبيل.

 

ورغم استبعاد المراقبين نشوب حرب بينهما بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 1991، إلا أن تطورات الأحداث على أرض الواقع لها رأي آخر، فالمشادات الإعلامية والتصريحات المضادة علا صوتها مؤخرًا بين الطرفين.

 

البوليساريو تهدد

 

 

لوحت جبهة '' البوليساريو'' مؤخرًا باستعدادها لخوض مواجهة مسلحة مع المغرب، تنطلق من معقلها بتندوف.

 

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات لعبدالله لحبيب، "وزير دفاع" الجبهة، قال فيها إن " الجيش يحضر نفسه للتعامل مع أي طارئ أو احتمال من أجل القيام بالدور المنوط به''.

 

وفي تصريحات سابقة أكد مسئولون في الجبهة أن ''هناك 25 ألف عسكري مجندين، يوجدون في حالة تأهب في الصحراء وما وراء جدار الدفاع الذي شيده المغرب''.

 

وسبق للجبهة إجراء استعراض عسكري قرب الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا في 25 ديسمبر الماضي.

 

المغرب تستعد

 

 

بدوره وجه الجيش المغربي وحدات الدرك الحربي بالخطوط الأمامية التي تفصل بين الجيش المغربي وعناصر جبهة البوليساريو، بالاستعداد والتحرك وبدء مناورات قرب المراكز الحدودية، ومنع عناصر الجيش من الإجازات، عقب تهديدات الجبهة.

ونشرت صحيفة «المساء» المغربية أن البوليساريو تخطط لحرب مباغتة ضد المغرب بدعم جزائري، وأن وحدات فرقة المشاة البرية تتحرك لأول مرة منذ حرب الصحراء مع إعلان حالة استنفار قصوى.

 

وأشارت الصحيفة لما أسمته بـ "تحركات مشبوهة" من عناصر أمنية تابعة للبوليساريو على الشريط الحدودي مع المغرب بمحاذاة منطقة الكركرات، وأخرى شمال حدود موريتانيا.

 

عمليات التسليح

 

وكشفت  تقارير جديد أن دولة المغرب لا تزال من أهم الدول التي تشتري الأسلحة من أمريكا، في الوقت الذي تتنامى المخاطر على حدودها.

 

وقالت صحيفة "اليوم 24" المغربية إنه "في الوقت الذي كشف فيه تقرير حديث لوزارة التجارة الإسبانية أن مقتنيات المملكة من السلاح الإسباني لم تتجاوز سلاحا واحدا، حيث اقتنى المغرب مدفعية واحدة قدرت قيمتها بـ14.8 مليون يورو، أظهر تقرير جديد أن الجيش المغربي لايزال من بين أهم زبناء أمريكا من السلاح".

 

وأضافت الصحيفة أن مصنع "رايثون توكسون" الأمريكي المتخصص في صناعة القاذفات، الموجود في ولاية أريزونا، وقع عقدا مع القوات المسلحة الملكية من أجل إنتاج قاذفات جو-جو، لصالح طائرات F16 بلوك52.

 

وذكرت أنه بعد القنابل الذكية "إير سول" وذخيرة  JDAM، سيتعزز العتاد الحربي بقاذفات جو-جو، وذلك حسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية.

 

ومن المتوقع أن يمنح هذا العقد الجيش المغربي قاذفات من طراز  AIM-120 AMRAAM، يتراوح مداها بين 75 و160 كيلومترا حسب كل نوع، معززة بنظام قيادة ورادار نشيط، بحسب الصحيفة.

 

ونقلا عن مصادر عسكرية أمريكية، فإن العقد المبرم يضم، كذلك: ذخيرة لباقي العتاد، وقطع غيار لباقي قاذفات الصواريخ، في الوقت الذي يتوقع فيه أن ينتهي العمل بالعقد في تاريخ 31 يناير 2020.

 

وتتنامى المخاطر على حدود المغرب، إذ أجرت وحدات وتشكيلات عسكرية راجلة ووحدات مدفعية وآليات قتالية مختلفة، من جبهة البوليساريو، استعراضًا عسكريا بالناحية السابعة بآغوينيت قرب الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا.

 

أجواء ملتهبة

 

 

الأجواء بين المغرب وجبهة البوليساريو ملتهبة منذ عدة أشهر، ما يثير المخاوف بشأن إمكانية نشوب احتكاك عسكري قد يؤدي إلى حرب شاملة.

 

ولازالت جبهة البوليساريو تتواجد في منطقة الكركرات الصحراوية في الحدود المتاخمة لموريتانيا، رغم انسحاب القوات المغربية من المنطقة، بعد طلب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس"، من المغرب والبوليساريو الانسحاب من المنطقة العازلة، لضمان استمرار وقف إطلاق النار.

وأظهرت أشرطة فيديو تواجد عناصر البوليساريو، في منطقة الكركرات بعد انسحاب الطرف المغربي.

 

تحذيرات مغربية

 

وحذر رضا الفلاح، السياسي المغربي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن زهر بأكادير، من التهاون بتحركات البوليساريو.

 

وقال في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام المغربية إن "تقدير العدوان المتوقع يجب أن يضع في الحسبان إمكانية مشاركة قوات من مختلف أجهزة الجيش النظامي الجزائري، ومرتزقة من جنسيات مختلفة إلى جانب الميليشيات الانفصالية"، داعيا إلى عدم "الاستهانة بالانفصاليين بما في ذلك الجيش الجزائري، ومن تم إعداد خطط منسجمة مع السيناريوهات المحتملة لتحركه على رقعة الميدان من أجل ترتيب رد منسق وناجع ضده".

 

وأضاف أن "منطق الجيو - استراتيجيا والمتغيرات الجيوــ سياسية والجيوــ اقتصادية بالمنطقة يقتضي عدم استبعاد الخيارات العسكرية، وتطوير استراتيجيات الرد المضاد والسريع بالاعتماد على تنظيم وتنفيذ محكمين لخطط الدفاع والهجوم في حينها وبالتناسب مع حجم الخطر المحتمل".

 

وشدد على ضرورة "إعداد نسق استراتيجي متكامل يجمع بين القدرة الدبلوماسية والعسكرية، ويزاوج بين الإمكانيات الاقتصادية والبشرية والتكنولوجية، في إطار تقوية الروح المعنوية والإرادة الوطنية والكفاءة التنظيمية على مستوى القيادة والتخطيط".

 

ويرى الفلاح أن "فصائل البوليساريو المسلحة تحاول التموقع استراتيجيا على مسافة قريبة من المحاور الطرقية المؤدية إلى المدن الكبرى والتجمعات السكانية والبنى التحتية ومراكز الانتاج الاقتصادي على الشريط الساحلي للأقاليم الصحراوية"، موردا أن ذلك "يشكل تحولا خطيرا في خطط الانتشار الاستراتيجي واقترابا غير مسبوق من المنشآت المدنية والعسكرية الحيوية".

 

دعم جزائري

 

ويقول مراقبون إن البوليساريو لا تملك قرارها بل تنفذ أوامر الجزائر لافتعال تشنجات عسكرية بالمنطقة بهدف التأثير على مساعي موريتانيا للتقارب مع المغرب التي تجلّت بتعيين سفير لها في الرباط، خاصة مع بروز شكوك حول عدم فعالية المعبر الرابط بين موريتانيا والجزائر.

 

واعتبر هؤلاء افتتاح معبر تندوف-ازويرات مسعى جزائريا إلى احتكار البوابة الأفريقية في محاولة تروم عزل المغرب عن عمقه الأفريقي، إذ أن مختلف المبادلات التجارية مع دول جنوب غرب أفريقيا تتم عبر معبر الكركرات الخاضع لسيطرة المغرب.

 

وفي رأييهم تشير المناورات المسلحة التي قامت بها جبهة البوليساريو إلى أن أزمة الكركرات، لم يتم احتواؤها بشكل كامل على الأرض من طرف الأمم المتحدة عبر المينورسو، رغم أن المغرب قام بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة في فبراير الماضي، كبادرة حسن نيّة اتجاه المنتظم الدولي ولأجل “الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

 

إيواء الإرهاب 

 

 

الناشط السياسي المغرب نور الدين سليمي، قال إنه رغم التوترات بين الطرفين إلا أن ملف الصحراء حسم لصالح المغرب، وذلك باعتراف دول عربية وإقليمية كبرى بمغربية الأرض، لافتًا إلى أن دعم الجزائر لجبهة البوليساريو مزيف فهى لا تريد إلا مصلحتها فقط.

 

وزعم في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الجزائر هي من صنعت جبهة البوليساريو، كونها تريد استعمار المغرب للاستيلاء على خيراته، لكنها لا تستطيع الدخول في حرب.

 

وأكد أن إنشاء جمهورية الصحراء الغربية، مضر للمجتمع الدولي والإقليمي، وذلك لما تمثله من خطر وإمكانية إيوائها للإرهاب.

 

صراع طويل

 

 

ويعود الصراع حول الصحراء الغربية إلى عام 1975 ويضع المغرب الذي يقول إن المنطقة جزء من أراضيه في مواجهة جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.

 

وأدى هذا النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى حرب استمرت حتى عام 1991 حين تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، ونشرت الأمم المتحدة قوة لمراقبة احترام الهدنة، على أساس إجراء استفتاء حول مصير المنطقة وهو ما لم يحدث كما فشلت محاولات للتوصل إلى اتفاق دائم.

 

وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت عام 2001 إجراء استفتاء للصحراويين على الاستقلال أم البقاء كإقليم مغربي، ولكن حصل خلاف بين المغرب والبوليساريو في شأن تحديد "الصحراويين" الذين يحق لهم التصويت، ذلك أن كل طرف يشكك بالسكان المقيمين في مناطق الطرف الآخر.

 

ويتهم المغرب قادة البوليساريو بالفساد والاستفادة من مشكلة اللاجئين عبر الحصول على المساعدات الدولية والاتجار بها بدل إيصالها إلى مستحقيها من اللاجئين.

 

في المقابل، يعزو الصحراويون المطالبون بالاستقلال تمسك المغرب بالسيادة على "الصحراء الغربية" إلى وجود ثروات كبيرة في أراضيها وبخاصة الفوسفات والثروة البحرية الهائلة، فضلاً عن كون "الصحراء" ثلث مساحة المغرب.

 

وفي 2015، قدم مبعوث الأمم المتحدة تقريره إلى مجلس الأمن، فأقر بفشله في تقريب وجهات النظر خلال الجولات الثلاث التي قام بها مع أطراف النزاع.

 

وتبدو قضية "الصحراء الغربية" مستعصية على الحل بسبب رفض الطرفين تسوية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى