أبو مازن وصفقة القرن.. صفعة على وجه من؟

أبو مازن وصفقة القرن.. صفعة على وجه من؟
أبو مازن وصفقة القرن.. صفعة على وجه من؟

[real_title] "يعرضون علينا أن تكون أبو ديس عاصمتنا وأبلغنا ترامب أنّنا لن نقبل مشروعه وصفقة القرن هي صفعة وسنردها".

 

"كل صفقة مشبوهة تنتقص أي شيء من حقنا التاريخي في فلسطين، صفقة فاشلة لن تلزم شعبنا اليوم ولا في المستقبل وسنقف سدًا منيعًا في وجهها".

 

هذان موقفان صدرا عمن يتصدر المشهد الفلسطيني، الأول من الرئيس محمود عباس، والثاني عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.

 

منذ 2011، تراجعت القضية الفلسطينية عن صدارة المشهد العربي، وإن كانت وجدانيًّا في ضمائر الشعوب ظلّت هي القضية الأم، إلا أنّه مع سطوع شمس ترامب منذ أن كان مرشحًا رئاسيًّا أمريكيًّا ووعده المشؤوم بإعلان القدس المحتلة عاصمةً للاحتلال عادت فلسطين "أولى القضايا" على وسائل الإعلام تلفزيونيًّا في أحيانٍ، وكذا على منصات السوشيال ميديا.

 

في ديسمبر الماضي، أثار ترامب بقراره ذاك الدنيا ولم يقعدها في قلوب المناصرين للقضية الفلسطينية، لكنّ ما يبدو فإنّ الدنيا قعدت واسترخت، طبقًا لما يُكشف من تسريبات.

 

من بين هذه التسريبات، ما كُشف عن صفقة القرن، التي أثارت الريبة أكثر من حملت يقينًا بحل القضية الفلسطينية.

 

بدأ الأمر بصحف أمريكية، تحدّثت عن أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض على الرئيس عباس تفاصيل صفقة القرن، بل قيل إنّ "ابن سلمان" ضغط على عباس للموافقة وهدّده بأن تتم الإطاحة به من رئاسة السلطة.

 

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أنّ ولي العهد السعودياقترح على الرئيس عباسأن تكون بلدة أبو ديس عاصمة لفلسطين.

 

وزعمت الصحيفة أنّ "ابن سلمان أعطى الرئيس الفلسطيني مهلة شهرين للقبول بالصفقة وإلا سيكون مجبراً علىالاستقالة"، مؤكدةً أنّ "هذه التفاصيل التي وصفتها بالمثيرة جاءت عقب المفاوضات التي عقدت بين عباس وابن سلمان وراء الأبواب المغلقة في الرياض في نوفمبر الماضي".

 

وحينها خرج الرئيس الفلسطيني نافيًا ذلك الكلام، مؤكدًا أمام القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة، في مدينة إسطنبول التركية، أنّ العاهل السعودي قال له أثناء المباحثات: "كلمة واحدة، وهي لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وغير ذلك لا تسمعوه من أحد".

 

مساء الأحد الماضي، قال عباس إنّه تلقّى عرضًا بإعلان بلدة أبو ديس قرب القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية، وأنه رفض ذلك.

 

عباس صرّح في خطاب في افتتاح اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله: "يعرضون علينا حاليًا أن تكون أبو ديس عاصمتنا وأبلغنا ترامب أنّنا لن نقبل مشروعه، وصفقة القرن هي صفعة وسنردها".

 

وكان الرئيس أبو مازن قد زار السعودية في السادس من نوفمبر الماضي، بشكل مفاجئ، وقد تبع هذه الزيارة غير المخطط لها العديد من التكهنات حول ضغوطات سعودية على الرئيس الفلسطيني للقبول بـ"صفقة القرن".

 

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني كشف تفاصيل "مرعبة"، إذ قال إنّ ولي العهد السعودي أبلغ الرئيس عباس بالتفاصيل الكاملة حول صفقة القرن التي تعدّها الإدارة الأمريكية للمنطقة، خلال زيارة عباس للسعودية.

 

مجدلاني كشف: "حسب ما قاله بن سلمان فإنّ صفقة القرن تحمل تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، وسيكون هناك حلف إقليمي ضد إيران، على اعتبار أنها هي العدو وليست إسرائيل، وذلك حسب ما أبلغه مستشار الرئيس الأمريكي لعملية السلام جاريد كوشنر".

 

وأضاف: "مضمون هذه الصفقة أنّ القدس واللاجئين والحدود خارج أي عملية سياسية، والمستوطنات في الضفة الغربية باقية، والمعروض هو أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي، على أن يكون مركز الحكم الذاتي في قطاع غزة، وتقاسم وظيفي في الضفة الغربية".

 

لكن مجدلاني نفى أن يكون حديث بن سلمان مع عباس قد تضمّن أي شيء حول عزله، خلافًا لما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في وقتٍ سابق.

 

وتابع: "الرئيس أبو مازن ردّ في حينه أن هذا الأمر مرفوض وغير مقبول لدينا بالمطلق، والمقبول لدينا في أي تسوية مع إسرائيل أن تكون مرجعيتها مبادرة السلام العربية".

 

وضّح الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديثه لـ"مصر العربية"، ماذا بعد موقف السلطة من الصفقة المزعومة.

 

الرقب قال: "أبو مازن تحدّث عن صفقة القرن بشكل أساسي، وقال إنّه سيتم رد الصفعة لهم في إشارة إلى ترامب.. أعتقد أنّ الأمر في حاجة ماسة إلى أكثر من حراك دبلوماسي".

 

وأضاف: "علينا تغيير أدواتنا على الفور، لأنّنا قدّمنا شكاوى في المحافل الدولية دون أي نتيجة، وإصرار أبو مازن على أنّ المقاومة الشعبية السلمية أشبه بإعادة استنساخ للمهاتما غاندي يعيد نفسه من جديد.. هذا الأمر لم يعد مسموعًا في هذا العالم الظالم".

 

وتابع: "كنت أتمنى أن يطلب عباس دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها، وألا يترك المجال للاحتلال وداعميه لاتخاذ كل هذه الإجراءات.. لابد أن يكون هناك ألمًا للاحتلال".

 

واستطرد: "دعوة العالم العربي إلى زيارة القدس ستأتي مع الوقت ضمن سياسة التطبيع التي نحن في الأساس نطالب بقطيعتها، لأنّ من سيدخل إلى هناك سيتم ذلك عبر الاحتلال، وهذا الأمر ستكون له دلالات كبيرة".

 

وأوضح الرقب: "أبو مازن كان قد دعا الدول العربية بقطع علاقاتها مع الاحتلال.. يجب علينا نحن أولًا أن نقطع علاقاتنا مع الاحتلال".

 

وأشار إلى أنّ المرحلة الحالية "صعبة جدًا، حيث يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصفية قضية اللاجئين من تقليص الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا، رغمّ أنّ أهم ما في القضية الفلسطينية هما القدس وقضية اللاجئين".

 

وقال: "ما يُسرب عن صفقة القرن بأنّ ترامب يحاول إقصاء هذين الملفين من التفاوض ويترك الملفات الأقل سخونة يتم حلها عبر المفاوضات، فهذا الأمر مرفوض من الداخل الفلسطيني، وعلينا أن ننفذ أفعالًا قوية ولا نكتفي بالكلام".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى