أمريكا تنشر قوات حرس حدود في سوريا.. كيف ترد تركيا؟

أمريكا تنشر قوات حرس حدود في سوريا.. كيف ترد تركيا؟
أمريكا تنشر قوات حرس حدود في سوريا.. كيف ترد تركيا؟

[real_title] "قرر الرجل الثري.. ماذا يفعل الرجل القوي؟".. عندما يؤرخ التاريخ يومًا لأهوال سوريا ستُذكر الكثير من القصص المبكية، وبعد سبع سنوات من تلك المآسي منذ اندلاع شرارة الثورة، يبدو أنّ النذير الكبير لم ينتهِ بعد.

 

مدعى هذا التهديد الخطير ما كُشف عنه مؤخرًا، بإعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، خطةً لتشكيل قوة أمنية تسمى بـ"حرس الحدود"، تضم 30 ألف مقاتل ومقاتلة بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية"، وهو الأمر الذي بدت ملامح رد تركيا عليه عسكريًّا من خلال بدء قصف عنيف على عفرين شمالي سوريا.

 

قال التحالف في بيانٍ له: "يعمل التحالف بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية على تشكيل وتدريب قوة أمنية حدودية سورية جديدة، وفي الوقت الحالي هناك حوالي 230 شخصًا يجري تدريبهم في المرحلة الأولى، لكن الهدف النهائي يكمن في تشكيل قوة تتضمن نحو 30 ألف شخص".

 

البيان أضاف أنّ "هذه القوات ستنتشر على الطرف الشرقي لنهر الفرات الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعلى الحدود الشرقية والشمالية لسوريا".

 

ثارت تساؤلات عديدة بشأن هذا التطور، لكنّ الثابت الوحيد من كل ذلك أنّ تركيا هي الأكثر قلقًا بشأن التهديد الكبير الذي تتعرض له من القوات الكردية، وهو بالأساس سببٌ رئيسٌ في تدخل تركيا عسكريًّا في سوريا وعند الحدود العراقية.

 

ولعلّ رد الفعل التركي يبرهن مدى الخوف من هذه الخطوة، إذ هدّدت أنقرة عسكريًّا وبشكل واسع، ما قد يُدخل الأزمة السورية في مرحلة خطيرة تنهي آخر الآمال للحفاظ على ما تبقى من الدم السوري.

 

بشأن تكوين قوات حرس الحدود، تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على 30% من الأراضي السورية، العماد الأساسي لهذه القوة.

 

وبدأت تدريبات المقاتلين الجدد في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي أثار غضب أنقرة التي تقول إن الوحدات الكردية هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربًا ضد الحكومة التركية منذ أكثر من أربعة عقود.

 

مكتب الشؤون العامة للتحالف الدولي كشف تفاصيل القوة الجديدة التي سيكون نصفها تقريبًا من المقاتلين المخضرمين في قوات سوريا الديمقراطية والعملية مازالت جارية لتجنيد النصف الآخر.

 

وستنتشر القوة على طول الحدود السورية التركية في الجزء الواقع تحت سيطرة القوات الكردية والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطا فاصلا بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا.

 

ومن المرتقب أن يقوم 15 ألفًا من هذه القوات بالحفاظ على أمن الحدود بحسب بيان مكتب الشؤون العامة للتحالف.

 

وقال المكتب في بيانه، إنّ العمليات ضد تنظيم "الدولة" ستنتهي قريبًا بعد دحره في محافظة دير الزور، لذا عليهم البدء بإنشاء نقاط تفتيش بحرفية عالية والقيام بعمليات مكافحة العبوات الناسفة بدائية الصنع.

 

ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا نحو ألفي عنصر، ومن المرجح أن يبقوا في سوريا لحين التأكد من هزيمة تنظيم "الدولة" كليًّا، والوصول إلى حل للصراع الدائر في سوريا والمساهمة في إعمار البلاد، بحسب القيادي الكردي آلدار خليل.

 

وصرح خليل مؤخرًا، بأنّ الوجود الأمريكي في سوريا سيطول وهم غير مستعجلين في المغادرة إلى أن تتعافى مدن مثل الرقة وهذا قد يتطلب عامين على الأقل من الآن.

 

وقالت فوزة يوسف القيادية الكردية: "من أجل أن نتجنب أي هجوم، يجب أن تكون هناك قوة رادعة تقوم بحراسة الحدود التي تفصل بين مناطقنا والمناطق الأخرى، ويجب أن نحمي المكتسبات التي قمنا بتحريرها إلى الآن".

 

أثارت هذه القوة ردود أفعال عديدة من قِبل الأطراف التي دور عسكري على الأرض، فنظام بشار الأسد اتهم قوات سوريا الديمقراطية بـ"الخيانة" لتعاملها مع التحالف الدولي، واعتبرت الوجود الأمريكي في سوريا غير شرعي وعليها المغادرة.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدّد عقب إعلان الخطة بخنق هذه القوة حتى قبل أن تولد، وقال: "القوات المسلحة التركية أكملت استعداداتها لعملية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال غرب سوريا وبلدة منبج".

 

كما استدعت وزارة الخارجية التركية، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في تركيا في العاشر من يناير الجاري، مطالبة إياه بتوضيحات بشأن تلك القوة، رافضة وجودها الذي سيضر بأمنها القومي على حد تعبيرها.

 

وأكّد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين أنّ "الحديث عن إنشاء هذه القوة وتدريبها أمر مثير للقلق لا يمكن قبوله"، وأنّ "تركيا ستواصل قتالها لأي تنظيم إرهابي بغض النظر عن اسمه وشكله داخل وخارج حدودها".

 

وأضاف أنّ "واشنطن تلعب بالنار في استمرارها في دعم تلك القوات".

 

روسيا هي الأخرى تعهّدت بـ"الرد المناسب" على خطوة تشكيل هذه القوة، واعتبرتها تهديدًا لمصالحها في المنطقة.

 

وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف: "هدف واشنطن من هذه القوة هو زعزعة الاستقرار في سوريا والإطاحة برئيس النظام وضمان مصالحها واستمرار وجودها في سوريا".

 

وأضاف: "سنتخذ بالتعاون مع شركائنا الإجراءات ذات الشأن لإرساء الاستقرار في سوريا".

 

حلّل الباحث والمحلل السوري ميسرة بكور لـ"مصر العربية"، ماذا تعني هذه الخطوة، وما يجب أن تفعله أنقرة من أجل وقف هذا الخطر.

 

يقول بكور: "هذا تصرف غير مسؤول ويفصح بكل وضوح عن الأهداف الأمريكية ومخططاتها لمستقبل المنطقة، ويكشف بما لا يدع مجالًا للشك أنّها تصر على دعم العصابات الإرهابية الانفصالية شمالي سوريا، الأمر الذي يستفز كل القوى الوطنية السورية وكذلك تركيا والمصالح الأمريكية التركية المشتركة".

 

ويضيف: "هذا الأمر يؤكد أيضًا السياسات العدائية الأمريكية تجاه تركيا، رغم الاتصال الهاتفي بين ترامب وأردوغان، حيث قيل وقتها إنّ واشنطن ستقيد دعمها للعصابات الكردية، وهذا ما ثبت كذبه من خلال هذا التصرف".

 

ويشير إلى أنّ إعلان تشكيل جيش من المرتزقة على الحدود هو عمل لا يمت لمصالح السوريين بصلة ولا ثورته، وهو انحياز واضح وفاضح للمتطرفين الانفصاليين الذين مارسوا أبشع أنواع التنكيل والإرهاب بحق أبناء المناطق التي سيطروا عليها.

 

ويذكر: "نحن من جهتنا نرفض رفضًا قاطعًا تشكيل هذا الجيش بهذه الكيفية والنوعية فهم مرتزقة وإرهابيين متطرفين، ونحن لا نقبل أن يتم استفزاز الأصدقاء الأتراك في الداخل السوري، وهذا التصرف غير المسؤول يدعم أهداف الإرهابيين الانفصاليين بخطوة تخالف قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، ويراد منه أن يكون مسمارًا في خاصرة تركيا، وهذا ما لا نقبل به على الإطلاق".

 

يؤكد أنّهم يرحبون بدعم الولايات المتحدة للشعب السوري وقواه العسكرية المتمثلة في الجيش السوري الحر فقط، معتبرًا أي دعم عسكري مقدم للجيش الحر هو دعم للتطرف والانفصاليين وبخاصةً إذا كان ذلك مقدمًا إلى قوات سوريا الديمقراطية.

 

ويصرح: "نتفهم الموقف المتشدد من الأصدقاء الأتراك ونحن في نحن في نفس الخندق معهم من التصدي لعصابات سوريا الديمقراطية، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، ونتطلع لأن تقوم تركيا برد فعل تتجاوز الأقوال بالأفعال والتصريحات، بما في ذلك توجيه ضربات استباقية لمراكز تجمع تلك الميليشيات والمرتزقة الذين تحالفوا ضد مصالحنا الثورية والوطنية".

 

وفيما يتعلق بالموقف الروسي، أعرب بكور عن عدم الثقة في موسكو الذين دعّموا الإرهاب والانفصاليين في مرحلة من المراحل، مشيرًا إلى اختلاف راهن في المصالح.

 

أمّا موقف طهران، فأوضح بكور أنّه ليس من صالح إيران تقوية نفوذ العصابات الكردية الانفصالية لأنّ الأمر سينعكس عليها مستقبلًا.

 

بينما نظام الأسد، فقد أكّد أنّه "خارج إطار التغطية"، وأنّ كل ما يعنيه هو الحفاظ على رأسه بأقل الخسائر وأكبر مساحة ممكنة من الوطن السوري لكنّه ليس بوارد الرد على التصرفات الأمريكية، بل قد يصل الأمر إلى القبول بهذا التطور من أجل التقارب أكثر مع واشنطن.

 

ويوضح أنّه من الحكمة أيضًا أن تتواصل الحكومة التركية مع العراق من أجل السيطرة على المناطق الحدودية السورية - العراقية، وتحديدًا في المناطق المتنازع عليها ومحافظات شمال العراق (إقليم كردستان).

 

ويؤكّد أنّه من الضروري منع تواصل العصابات الكردية من الجانبين، سواء من الحدود العراقية أو السورية والتصدي إلى تهريب الأسلحة إلى الداخل التركي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى