إشراك الحوثي في «تسوية اليمن».. حل أمريكي أم مكايدة للسعودية؟

إشراك الحوثي في «تسوية اليمن».. حل أمريكي أم مكايدة للسعودية؟
إشراك الحوثي في «تسوية اليمن».. حل أمريكي أم مكايدة للسعودية؟

[real_title] على الرغم من التقارب الكبير في العلاقات السعودية الأمريكية، إلا أن الأخيرة قررت أن تكايد الرياض في اليمن بسبب موقفها الذي لم يكن إلا متواضعاً من قضية القدس من أجل الحفاظ على ماء الوجه فقط. بحسب مراقبين.
 

وجاءت المكايدة الأمريكية بمد اليد لجماعة الحوثي بالحديث بشكل مباشر عن حق الحوثي في التسوية السياسية، وهو ما جعل السعودية تستلم وتفتح ميناء الحديدة وذلك بعد الصاروخ الذي استهدف قصر اليمامة.

 

وأعلنت الخارجية الأمريكية، أن لاحل عسكريا للأزمة اليمنية دون مشاركة الحوثيين في أي تسوية سياسية قادمة.

 

وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم ليندركينغ قال إن هناك مجالا للحوثيين في التسوية السياسية باليمن إذا لم يهاجموا السعودية أو يهددوها، مؤكدا أنه لا حل عسكريا للأزمة اليمنية.

 

ترحيب حوثي

 

وأعلنت جماعة الحوثي، ترحيبها بتصريحات الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، التي أكدت فيها ادارة ترامب أن للجماعة مكان في أي تسوية سياسية، ودعت التحالف العربي للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

 

ودعا الحوثيون الإدارة الأمريكية، إلى اتخاذ خطوات فعلية وعملية للحد من الكارثة والمعاناة الإنسانية في اليمن، وقالت خارجية الحوثي: "يمكن لواشنطن أن تلعب دورا هاما، من خلال وقف بيع الأسلحة والذخائر، بما في ذلك المحرمة دولياً، للرياض وأبوظبي، وأن تبذل المساعي الجادة لبدء مفاوضات سلام حقيقية، تجمع كل الأطراف اليمنية للوصول إلى ترتيبات تسوية سياسية وسلام دائم يشارك فيه الجميع.
 

ويأتي هذ التقارب الكبير بين جماعة الحوثيين والإدارة الأمريكية، عقب تقديم اليمن مشروع قرار يدين قرار ترامب بشأن القدس، والذي صوتت عليه معظم دول العالم.

 

ابتزاز للخليج
 

واعتبر مراقبون التقارب الحوثي الأمريكي، يعري شعار الحوثيين "الموت لأمريكا"، ويؤكد أن واشنطن توفر غطاء سياسي لميليشيات إيران في المنطقة حتى تبتز دول الخليج الثرية.

 

وظهر الغضب الأمريكي من السعودية للعلن مع طلب ترامب من السعودية إيقاف حصارها المفروض "فورا" على شحنات المساعدات الواردة لليمن، حيث تشن حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين.

 

وكانت المملكة العربية السعودية أدانت القرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وحذرت الرياض من من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة وفقا لبيان صادر من الديوان الملكي.
 

تحيز أمريكي

 

وفي 6 ديسمبر الماضي اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في خطاب من البيت الأبيض، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر وزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وبدء التعاقد مع المهندسين المعماريين.

 

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلبمان بن عبدالعزيز للرئيس الأميركي خلال اتصال هاتفي أن أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة، موضحا أن سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.
 

ويرى مراقبون أن التحيز الأمريكي لجماعة الحوثي فيه ابتزاز سياسي وانتقام أمريكي من الرياض والحكومة اليمنية على خلفية قرار إدانة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

 

فخ أمريكي للسعودية

 

بدوره، قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن هناك مصالح أمريكية في استمرار الحرب، لاستنزاف السعودية وتقوية إيران في المنطقة، ومنذ بدء الأزمة اليمنية، حذرنا السعودية أن هناك خطة غربية لوضعها في الفخ، لكنها لم تدرك ذلك الفخ، وما زالت حتى اللحظة غير آبهة لما يحدث.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن وجود الرافعات الأمريكية في ميناء الحديدة بعد أن أعلن التحالف أنها منطقة عسكرية، يعيق التحالف ويقوي أكثر الحوثيين، وأمريكا تعمل دائمًا مع الأمر الواقع، والحوثي يسعى لفرض ذلك.

 

وأوضح أن اليمنيون في الوقت الحالي، وبعد أن انقلب الحوثيين على شريكهم في الحرب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لم يأملوا أو يدعوا لتسوية سياسية مع هذه المليشيات لأنها أصبحت تغرس مفاهيم الولاية لعلي، والتبيعة لإيران، وهذا يفترض على الشعوب العربية أن تساعد الشعب اليمني من أجل تخليصه من هذا السرطان.

 

وأكد الطاهر أنه لن يكون هناك تسوية سياسية، مالم يعود الحوثيين إلى أدراجهم في صعدة، وحديث أمريكا عن أن هناك تسوية ساسية، هو حديث مصالح ذاتية لها.
 

المصالح تتصالح

 

فيما يرى المحلل السياسي المتخصص في الشأن العربي عبدالشافي مقلد، إنه توجد صداقة دائمة فى السياسة ولا عداوة دائمة، إنما مصالح دائمة، فمن يتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية من منطلق الصداقة أو التأسيس لها فهو واهم.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن أمريكا لا تتعامل بنهج الصداقة أو حتى المصالح المُتبادلة إنما لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها سواء بالدبلوماسية والتصريحات البرّاقة المؤقتة أو بسياسة لي الزراع، وهنا وقعت المملكة العربية السعودية فى فخ أمريكا وتحديدًا فى شِباك دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الأكثر تبجحًا وغطرسة الذى يتعامل مع المملكة وكأنها فريسة ومغنم.

 

وأوضح أن أمريكا تمارس سياسة العقاب مع كافة الدول وعلى رأسها الدول العربية وفى القلب منهم ممالك وإمارات "المال"، على خلفية موقفهم من قرار "ترامب" الأخير بنقل مقر سفارة دولته بتل أبيب إلى القدس، فهنا تصطدم مع السعودية فى اليمن على الرغم أن الرياض أبدت رفضها للقرار الأمريكى بشأن القدس، لكنه كان رفضًا على استحياء وأمريكا لا تُريد موقفًا كهذا، إنما تتعامل مع هذا القرار بمبدأ الموافقة المباشرة أو الرفض القاطع، والرياض رفضته على استحياء أى أنها لا تُمانع فى تنفيذه لكن واشنطن تُريدها موافقة علنية صريحه.

 

وأشار إلى أن بداية الصدام بين واشنطن والرياض بدأت من اليمن، كنقطة ضعف للمملكة تأخذها أمريكا مدخلًا لعقابها، فالسعودية سقطت فى الوحل بما فعلته فى اليمن الذي تحول من سعيد إلى حزين، بسبب التدخل السعودي الغير مدروس بها، مؤكداً الصدام الأمريكى السعودي فى اليمن ليس نهاية المطاف، فالرياض ستنكوى بنار واشنطن إثر موقفها من "قرار القدس" فضلًا عن سياسة ترامب الهوائية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى