الجمعة 14 أكتوبر 2016 12:12 مساءً كتب - خالد على أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصاً صامتة.. وأحداثاً تطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثراً لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان سنة 2013 المكان مركز دار السلام بسوهاج قتل الأم وأبنائها الثلاثة العميد خالد الشاذلى فى شهر أبريل عام 2013م، كنت رئيساً لفرع البحث الجنائى لقطاع شرق سوهاج، يقول: جاءنى عامل يدعى بهيج وصفى، 55 سنة، من قرية الكشح التابعة لمركز دار السلام، يصرخ ويستنجد ويستغيث «مراتى وأولادى مقتولين فى البيت»، وبعد أن هدأت من روعه أخبرنى بأنه عامل بسيط يخرج صباحاً إلى عمله ويأتى فى المساء، تاركاً زوجته وأبناءه الأربعة، هناء، 18 سنة، حاصلة على مؤهل متوسط، ومارى 12 سنة، وبيشوى 8 سنوات، ورستين 6 سنوات، مضيفاً بعد أن ملأت الدموع عينيه وسالت على وجهه أنه عاد إلى منزله عقب انتهاء عمله فوجد زوجته فرحانة جرجس، 44 سنة، ربة منزل، وكل أبنائه غارقين فى دمائهم ما عدا هناء الابنة الكبرى وجدها نائمة فى غرفتها. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة، وانتقلنا إلى مكان البلاغ، وبالفعل وجدنا الزوجة قتيلة على السطوح بجوار فرن العيش البلدى، بينما وجدنا الأبناء قتلى فى الشقة، وكانت المهمة شاقة لأننا لم نشاهد أى كسر فى أبواب المنزل، كما تبين لنا عدم سرقة شيء من المنزل، وقمنا بنقل الجثث إلى مستشفى دار السلام المركزى بعد أن أمرت النيابة العامة بتشريحها لبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن. وبعد مناقشة الزوج والابنة الناجية من المذبحة، همس فى أذنى أحد مصادرنا السرية بأن حاتم رسمى وشهرته شنودة، 18 سنة، طالب ثانوى، كثير التردد على المنزل أثناء غياب رب المنزل، فقمنا بضبطه وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف بجريمته تفصيليا، وكانت المفاجأة أن الجريمة قام بها بالتنسيق مع الابنة الكبرى، بعد أن رفضت أسرتها تزويجها له، حيث قامت بفتح الباب له فى غياب أبيها، وكانت أمها على سطح المنزل تعد الخبز البلدى، فقام بضربها بماسورة حديدية على رأسها ولم يتركها إلا جثة هامدة، وأضاف أنه لم يكن ينوى قتل الأبناء لكنه فوجئ بهم، فقام بقتلهم حتى لا يقوموا بالإبلاغ عنه. اعترف شنودة وهناء بجريمتهما تفصيليا وقاما بتمثيلها أمام النيابة العامة، فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات، وأحالتهما محبوسين إلى محكمة جنايات سوهاج فقضت بإعدامهما شنقاً.