عمرو الخياط : نجوم الفضائيات .. دولة داخل الدولة

عمرو الخياط : نجوم الفضائيات .. دولة داخل الدولة
عمرو الخياط : نجوم الفضائيات .. دولة داخل الدولة
تحت عنوان " نجوم الفضائيات .. دولة داخل الدولة " جاء مقال الكاتب الصحفي عمرو الخياط بجريدة أخبار اليوم ليطرح سؤالا هل أصبح نجوم الإعلام أو بالتحديد نجوم برامج التوك شو في القنوات الفضائية دولة داخل دولة... ؟؟ والى نص المقال

سؤال يفرض نفسه الآن بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها الفضائيات بعد وقف برنامج ومن قبله إنهاء تعاقد مع عدد من المذيعين.. الحقيقة أن هناك خلطا واضحا فيما يقدم يوميا علي الفضائيات المختلفة.. ما بين الرأي وتقديم المعلومة.. فقد أصبح الجميع منظرين وأصحاب رأي متناسين أن مهمتهم الأساسية هي تقديم برامج أو بمعني أدق مذيعين.. يريدون حوارا أو تحقيقا.. وليسوا أصحاب رأي أو تنظير.. تلك الحقيقة التي اختلطت في الفتره الأخيرة وأصبح كل مذيع له منبر يومي يقدم فيه وجهة نظره وليس وجهة نظر ضيوفه.

وأصبح الجميع بلا استثناء نجوما بسبب النموذج الذي قدموه.. ولكن في الوقت نفسه هل شاهدت أحدا من مشاهير الإعلام أو مقدمي البرامج يقف في طابور المواطنين لقضاء حاجته بأي مصلحة حكومية أو شاهدت أحدا منهم بأي وحدة مرور يجدد أو يستخرج رخصة سيارته أو حتي يستخرج شهادة ميلاد أو جواز سفر.. ؟؟؟ الإجابة بالطبع لا.. وبالتأكيد أن جميعهم يستخدمون تلك الوثائق إلا أن أحدا منهم لا يشقي في استخراجها بل تأتيه سعيا من خلال شبكة علاقات تدار تليفونيا ما كانت لتكون إلا بسبب امتهان الظهور الإعلامي لكسب حيثية مميزة في المجتمع تخلق من صاحبها نجما ولا تندهش إذا اكتشفت أن غالبية أعضاء تلك الشبكة الحكومية من موظفي أجهزة الدولة السيادية أو غير السيادية ممن تمكنهم مناصبهم من قضاء المصالح والحوائج.

ولكن المدهش والمثير أن تجد ذلك الإعلامي الذي يحمل هاتفه عددا غير قليل من أرقام تليفونات أعضاء تلك الشبكه الرسمية وغير الرسمية يهاجم الدولة التي تمارس المحسوبية متناسيا أن تلك المحسوبية إنما أوجدها أمثاله لخدمة أمثاله.

ناهيك علي أن هناك حالة بين هؤلاء مقدمي البرامج يمكن أن نطلق عليها شهوة الشهرة.. حتي بعضهم شارك كضيف شرف بشخصيته الحقيقية في بعض الأفلام وجميعهم مارس الظهور الإعلامي في دولة مرت بثورتين فتضخمت ذاته وحساباته وظن هؤلاء أنهم قادرون علي مواصلة ترهيب وابتزاز الدولة لكسب مساحات جديدة تضاف لرصيد استعلائهم علي الدولة والمواطن.

وغاب عن أذهانهم أن الدولة تحصنت وتشبعت من ألاعيبهم اليومية فلم تعد تتوتر أو تهتز من أصواتهم أو صورهم بعد ما تلقت جرعة مركزة من الحملات الإعلامية التي استقبلها جسم الدولة فتحصنت وأدركت استجابات جديدة وآليات أجدد.

وفي ظل انتشار تلك الحالة انخفضت معدلات مشاهدة غالبيتهم فأصبح مركزه الاجتماعي مهددا ففضل الهروب التكتيكي ليخرج من المشهد كبطل مضطهدا أو يبني حيثية جديدة علي مظلوميته الوليدة.. الغريب أن جميعهم مازالت ذاكرة هاتفه تحمل أرقام أعضاء الشبكة الحكومية معتقدا أن أحدا لا يعرف ما يظنون أنهم يفعلونه في الخفاء ويظهرون به فوق الأسطح.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صدي البلد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى