التنسيق الحضاري: مصر لم تفقد هويتها الثقافية والتراثية حتى يومنا هذا

التنسيق الحضاري: مصر لم تفقد هويتها الثقافية والتراثية حتى يومنا هذا
التنسيق الحضاري: مصر لم تفقد هويتها الثقافية والتراثية حتى يومنا هذا
افتتح المهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، ندوة بعنوان "الهوية الثقافية والحضارية" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذى أطلقته لجنة العلاقات الثقافية الخارجية بمجلس كلية الألسن بجامعة عين شمس.

جاء ذلك تحت رعاية الدكتورة منى فؤاد عميد الكلية، والدكتورة نهلة غريب، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وبحضور عبد الجواد أبو كب، رئيس تحرير بوابة روز اليوسف، والدكتور عبد المعطي سالم، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة سلوى رشاد، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عاطف بهجات، رئيس لجنة العلاقات الثقافية والخارجية بالكلية.

وأكد المهندس محمد أبو سعدة، أن حتمية التصدي بكل حزم وقوة لتشويه الآثار ووضع تماثيل في منتهى القبح لا تمت إلى حضارتنا بأى صلة في بعض الميادين العامة، مما أوجب على الدولة أن تتدخل على الفور وتجرم من يصنع تلك التشوهات في الآثار، ومن يصنع تلك التماثيل المشوهة لا يدرك حجم الكارثة التى يقوم بعملها، حيث إن كل الأعمال التى تترك في الفراغات العامة ستكون ميراثًا للأجيال القادمة، والتى ستشكل وجدانهم الثقافي والحضاري في المستقبل".

وأكد عبد الجواد أبو كب، رئيس تحرير بوابة روز اليوسف، أن ألسن عين شمس في العامين الأخيرين بذلت جهدًا كبيرًا في تغيير المنتج وهو "الطالب"، حيث لم تكتف الكلية بتدريس مناهج اللغة فقط، ولكنها أيضًا أرادت تخريج طالب يعي الثقافة قبل اللغة ، مضيفًا أن الألسن أيضًا تحتفظ برونقها الذي أنشأت من أجله وأنشأت عليه، على الرغم من وجود كليات و معاهد شبيهه لها.

وتابع المهندس محمد أبو سعدة حديثه مؤكدًا على وجود مأساة في الحفاظ على التراث العربي بسبب الصراعات و الحروب السياسية؛ فتوجد دول فقدت حضارتها مثل سوريا التى فقدت ذاكرتها التراثية، كذلك اليمن و العراق التى اختفت هويتهما الثقافية بسبب ما تشهدانه من صراعات دامية.

وأكد أن مصر لم تفقد هويتها الثقافية و التراثية حتى يومنا هذا؛ ولكنها وضعت نصب عينيها هدف إعادة بناء هويتها والحفاظ على تراثها الثقافي، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد ونوعية الملابس والأفراح كلها تندرج تحت مصطلح الهوية المصرية؛ موضحًا أن الدولة لديها أرشيف موثق عن حضارتنا وهويتنا الثقافية بحيث يحول بينها و بين تلاشي تراثنا التاريخي عبر مرور الزمان.

وأضاف أن قضية الهوية الثقافية تمثل تراثًا لابد من وجود مباني تمثله مثل ما تركه لنا أبائنا وأجدادنا من مباني تتمثل في القاهرة الفاطمية و ثقافة العمران في هذا الوقت، وأيضًا تجربة الخديوي إسماعيل في قلب القاهرة وما تركه لنا من تراث معماري مميز نفتخر به؛ حيث جعل من القاهرة أجمل عواصم العالم في أربعينيات القرن الماضي؛ وتعتبر تلك المباني إرثًا حضاريًا وثقافيًا يجب أن نسعي إلى المحافظة عليه ليصل إلى الأجيال القادمة ليستلهموا منه قوتهم الثقافية والحضارية، ويتبلور ذلك الزخم الحضاري في مخيلتهم لينتج إبداعًا جديدًا يتوافق مع عصرهم.

وإستطرد قائلًا أن الدولة تسعى بكل جهودها فى الوقت الحالى لإعادة الجمال لمناطق القاهرة الفاطمية و الساحات الموجودة بها؛ بهدف ترك ما ورثناه عن أبائنا و أجدادنا للأجيال القادمة بدون تشويه ليستكملوا مسيرتهم و هم مزودين بذاكرة حضارية و ثقافية نابعه عن فنون أجدادهم؛ بما يؤصل مبدأ التواصل بين الأجيال فى مصر، مشيرًا إلى أن عدم أرشفة أى معبد أو مكان أثرى يؤدي إلى فقدانه عاجلًا أو أجلًا ؛ لافتًا إلى أن الهوية يتم فقدها بالنزاع الذي يكون أبعد من التراث.

وشدد على أن الدولة تتحمل مسئولية تغيير وعي المواطنين ورفع ثقافتهم لأن الثقافة عبارة عن معارف متراكمة وحياة متكاملة تضم عادات وسلوكيات و وعي بكافة مناحي الحياة، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة التى تسهم فى رصد و معالجة أى مفاهيم دخيلة تشكل خطرًا على هوية ووجدان وثقافة المواطن المصري.

وأكد أن الدولة عندما وضعت إستراتيجية 2030 منحت الثقافة الأولوية الأولي في إنشاء المدن الجديدة وإعادة رسم الخريطة المرورية للبلاد كافة بالتعاون مع المهندسين المعماريين المتخصصين في الجوانب الجمالية بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، مشيرًا إلى أن إستراتيجية 2030 إرتكزت على تنمية وعي المواطن لتذوق الثقافه والمعارف العامة قبل استقبالها في مخزونه الفكري، كما شدد على ضرورة إنماء ثقافة الاختلاف بين المواطنين المصريين؛ من خلال التعود على الاختلاف وليس الخلاف؛ فلابد في النهاية الاتفاق بشكل عام لتكوين صورة واحدة لتراثنا الحضاري الذي هو ملك للإنسانية كلها و ليس فقط أبنائنا من الاجيال القادمة فقط.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صدي البلد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى