الوفد -الحوادث - تطلب الطلاق من بعد إختفاء زوجها 20 عامًا موجز نيوز

تطلب الطلاق من بعد إختفاء زوجها 20 عامًاالخميس 16 مارس 2017 11:20 مساءً أرشيفية
كتبت -أمنية إبراهيم

جلست سيدة فى العقد السادس من العمر فى آخر القاعة، حملت حافظة من الأوراق وضعت يدها على خديها، وعيناها سارحتان فى السماء، وكأنها تناجى ربها بأن يرحمها ويقف معها فى أزمتها وتتمكن من التخلص من لقب زوجة لم تعشه أو تشعر به مع زوج هجرها منذ أكثر من عشرين عاماً دون سبب واضح.

وقفت تسرد قصتها الغريبة، التى كانت تحمل مأساة حقيقية بسبب العادات والتقاليد التى تجبر الرجل على التزوج من إحدى قريباته أو من بنات قريته حتى لو لم يشعر اتجاهها بأى مشاعر إنسانية، قالت: تزوجت منذ أكثر من أربعين سنة لم أر زوجى طيلة هذه المدة سوى فترات قليلة من زواجنا، ومنذ عشرين عاماً اختفى تماماً وتركنا تصمت لحظات ثم تستكمل كلامها أعتقد أننى لو رأيته مصادفة فى أى مكان، فلن أتعرف عليه بسهولة بسبب تغير ملامحنا وحتى لو رأى أولادنا، فلن يتعرف إليهم فقد تركنا وأطفالها فى عمر الزهور والآن أصبحوا شباباً.

وقالت علوية: تزوجت زوجى بحكم طبيعة عائلتنا حيث تتزوج الفتاة وهى فى سن صغيرة ولا ترى زوجها سوى ليلة الزفاف لم تعترض أى فتاة على حياتها، وكنا نرضى بحياتنا ونحاول أن نحافظ على البيت والزوج والأولاد». 

«زواجنا لم يكن مثاليًا، خاصة أننى لم أعجب زوجى أو يشعر ناحيتى بأى عاطفة حتى لو من باب العشرة لم أنكسر أمام برود زوجى حاولت بشتى الطرق أن ألفت انتباهه إلىّ، لكنى فشلت تماماً وعندما بحثت عن أسباب شعوره بالجفاء ناحيتى فوجئت بأنه لم يكن يرغب فى الزواج منى وكان على علاقة بإحدى فتيات القرية، وعندما طلبت من أسرته الارتباط بها، فوجئ برفض تام لطلبه وهجوم وإنذارات بحرمانه من حقوقه المالية والتبرؤ منه فى حال إصراره على الارتباط بها وبسبب خوفه من كسر قواعد قريتنا وحرمانه من الميراث تزوحنى رغماً عنه.

وبذلك جنى على نفسه وعلىّ، خاصة أنه رفض أن يتعامل معى أو يترك لقلبه فرصة، بأن يشعر بى أو يهتم بى.. بل كانت مشاعره وعواطفه معلقة بحبيبته الأولى التى فشل فى الزواج منها.

صمتت السيدة وبدا على وجهها الحسرة على سنوات عمرها التى ضاعت بسبب عادات وتقاليد بالية دمرت حياة عشرات الأسر بدون ذنب.

استكملت الزوجة المهجورة مأساتها، قائلة: تحملت الحياة بهذه الطريقة الباردة التى فرضها علىّ زوجى ولم أتمكن من أن أشكوه لأسرتى أو أسرته وفضلت أن أكتم بداخلى ما أواجهه من حياة باردة بائسة افتقرت كل معانى المودة والرحمة، فقررت التفرغ لتربية الأولاد وفى أحد الأيام خرج زوجى من بيتنا ولم يعد بحثنا عنه كثيراً حتى أهله لم يعلموا عنه أى شىء وظل اختفاؤه سؤالاً محيراً فى ذهن أهالى قريتنا وفى ليلة وضحاها تحولت إلى أب وأم لأطفالى لا تعلم عن قسوة الحياة ونزلت إلى سوق العمل وعملت فى مجالات مختلفة حتى أتمكن من تدبير نفقات أطفالى وقررت الاعتماد على نفسى ووفقنى الله فى العمل فى أحد المستشفيات نظراً لاجتهادى ترقيت فى عملى وكنت مثالاً للأم المجاهدة والحقيقة أن ما حدث كان بتوفيق من الله مرت السنوات سريعاً كبر أبنائى وأصبحوا شباباً وفتيات وتمكنت من تزويجهم جميعاً وأصبح لكل منهم بيت مستقل وقرروا أن يكون بيتى هو بيت العائلة الخاص بهم ليتمكنوا من التجمع به حتى نتماسك أكثر ويرتبط الأحفاد ببعضهم بعضاً وفى إحدى الزيارات فوجئت بأبنائى يطالبوننى برفع دعوى طلاق على والدهم الذى اختفى، مضيفين أنه هجرنى منذ أكثر من عشرين عامًا حتى إنه لا يعرف ملامحهم، مضيفين أنه ما فائدة أننى ما زلت زوجة لرجل رحل وتركنا بدون أسباب حتى لم يفكر أن يسأل علينا يومًا حتى وبالفعل اقتنعت بحديثهم، وأتيت إلى المحكمة لرفع دعوى الخلع بعد زواج دام أربعين عامًا، ويمكن أن تقولى إنه لم يتم أصلاً فلم نكن أزواجاً بمعنى الكلمة.. أتيت لطلب الطلاق من زوج أصلاً غير موجود ربما يكون هجرنى من أجل حبيبته القديمة أو ربما يكون قد مات وربما.. ولكنى أريد أن أتخلص من عبء أننى زوجة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى