الوفد -الحوادث - تنتحر يأسًا من الحياة موجز نيوز

الوفد -الحوادث - تنتحر يأسًا من الحياة موجز نيوز
الوفد -الحوادث - تنتحر يأسًا من الحياة موجز نيوز
تنتحر يأسًا من الحياةالخميس 30 مارس 2017 11:38 مساءً أرشيفية
كتب - نصر اللقانى

أصبحت «دعاء» محط أنظار جميع طلاب الجامعة لجمالها الملائكى وتفوقها الدراسى، وحظيت على مساندة جميع الأساتذة الذين توقعوا لها مستقبلاً باهراً خاصة بعد أن حصلت على تقدير امتياز خلال الثلاث سنوات الجامعية الأولى ووصلت إلى الفرقة الرابعة استعداداً للعمل وتحقيق حلمها فى أن تصبح معيدة وعضواً فى هيئة التدريس، ولكن تدخلت الأقدار لحرمانها من تحقيق هذا الحلم، حيث أصيب والدها بالمرض الذى التهم جسده النحيل، وأهملت «دعاء» دراستها وتغيبت عن حضور المحاضرات لمتابعة والدها الذى ساءت حالته يوماً بعد يوم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة خلال عدة شهور ليتركها مع والدتها، وبعد أيام الحداد فوجئت بحلول موعد امتحانات نهاية العام وحاولت الاعتذار عن عدم دخول الامتحانات لكن والدتها أقنعتها بضرورة حضور الامتحان لتحقيق حلمها وإسعاد روح والدها فى قبره، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ونجحت بتقدير مقبول وانهار حلمها فى التعيين كمعيدة ورضيت بالأمر الواقع وعاشت مع والدتها حتى تقدم لها أحد الشباب الحاصل على دبلوم فنى الذى عاد من العمل فى إحدى دول الخليج، وخلال شهور قليلة تم الزفاف وانتقلت إلى بيت الزوجية وسريعاً ما دبت الخلافات بينها وبين زوجها لفارق الثقافة والفكر والتعليم بينهما، وتأكدت من استحالة استمرار الزواج بينهما وحرصت على عدم الإنجاب رغم إلحاح الزوج وأسرته على الإنجاب، لكنها كانت ترد دائماً: لما يأذن ربنا ودى حاجات فى علم الغيب.

ومع استمرار الخلافات كان الطلاق هو الحل الوحيد، وعادت «دعاء» لتعيش مع والدتها حيث التحقت بعدة أعمال لتساعد فى نفقات المعيشة، خاصة أن معاش والدها لا يكفى.

ورفضت فكرة الزواج مرة أخرى رغم وجود العديد من الراغبين فى الارتباط بها، وأكدت لوالدتها أنها جربت نصيبها ورضيت بقضائها.

وبعد سنوات قليلة ماتت والدتها لتصبح دعاء وحيدة فى الدنيا وأغلقت بابها على نفسها ورفضت الانتقال لتعيش مع الأقارب وتوقفت عن زيارة الجيران، وعاشت وحيدة داخل المنزل تسترجع جميع ذكرياتها مع والدها ووالدتها منذ طفولتها، مروراً بسنوات شبابها، وتبتسم عندما تتذكر بعض المواقف مع والدها.

ومرت سنوات واقتصر خروج «دعاء» من منزلها على الذهاب صباحاً إلى السوق لشراء بعض المستلزمات من الأطعمة وسرعان ما تعود إلى منزلها وأصيبت بأمراض القلب وأوصاها الأطباء بضرورة الانتظام فى العلاج حرصاً على حياتها، لكنها أهملت الأدوية حتى تستريح من الحياة وتمنت الموت.

وهو ما تحقق لها عندما أصيبت بأزمة قلبية حادة.

ورفضت تناول دواءها.. نعم قتلت نفسها انتحرت من كانت مشروع أستاذة جامعية، ولكن قسوة الأيام والظروف حولتها إلى يائسة من الحياة تتمنى الموت وقد حصلت عليه بامتناعها عن تناول دوائها، وتقرير الطب الشرعى يقول إنها أزمة قلبية حادة، والحقيقة هى انتحار برغبتها وكامل إرادتها بعد رفضها تناول الدواء.. وهذا ما تأكد بعد أن وجد بعض أقاربها «ورقة» كتبت فيها أنها تنتوى الرحيل عن الدنيا لتلحق بأبيها وأمها، وأنها لن تتناول علاجها مرة أخرى وستترك أزمتها القلبية تقضى عليها.. ماتت دعاء، بل انتحرت دعاء هاربة من ضياع الحلم والزواج والأسرة وأصبحت حكايتها قصة يتداولها أهل قريتها كلٌ بوجهة نظره، منهم من وجد لها العذر فى الانتحار، ومنهم من لامها على فعلتها، ولكن فى النهاية.. كانت هذه نهاية «دعاء».

 

loading...

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح.. ويطالب مجلس الأمن بالتدخل