#اليوم السابع - #فن - ماجدة خير الله تكتب: بابا جه كوميديا عائلية بدون ابتذال

ماجدة خير الله تكتب: بابا جه كوميديا عائلية بدون ابتذال

خلال عشرة أعوام فقط استطاع أكرم حسنى أن يقفز من الأدوار المُساعدة لبعض نجوم الكوميديا إلى البطولات المُطلقة فى السينما والتليفزيون، حتى أنه كاد أن يصبح ركنًا أساسيًا فى الدراما الرمضانية، والميزة التى يقدمها أكرم حسنى أن وجوده سوف ينقذنا ولو مؤقتًا من ضحالة وسخافة بعض المُهرجين الذين ينتمون زورًا لفن الإضحاك، والممثل الكوميدي لابد وأن يتمتع بالذكاء وحسن الاختيار والقدرة على تطوير نفسه من حين لآخر ليقيم خطواته ويدرس موضع قدمه، وأعتقد أن أكرم حسنى من هذا الصنف الذى لايتوقف كثيرًا عند أعماله التى لم تحقق نجاحًا ويتجاوزها سريعًا، وهذا العام يقدم مسلسل بابا جه إخراج خالد مرعى وتأليف وائل حمدى مع محمد إسماعيل أمين.

 

فكرة المسلسل بها قدر كبير من الابتكار، ويصعب أن تتنبأ بما يمكن أن تكون عليه الأحداث أو الشخصيات، فنحن أمام رب أسرة فى الأربعينيات من عمره، فقد وظيفته المرموقة من ثلاث سنوات حيث تم الاستغناء عنه أثناء انتشار جائحة الكورونا، ومنذ ذاك الحين أصبح عاطلاً عن العمل بينما زوجته "نسرين أمين" تعمل بجد وتصرف على البيت، وعلى طفلتهما الوحيدة التى تشعر أن والدها اصبح عبئًا عليها وعلى والدتها، وإنه لايقوم بدوره كأب بل يقضى وقته فى ألعاب ترفيهية ولم يفكر يومًا فى البحث عن عمل جديد، ما يدفع زوجته الى إهانته وتذكيره بأنه أصبح بلا فائدة ولا لزوم لوجوده والغريب أن هذه الإهانات لا تزعجه.

 

ولكن نقطة التحول تحدث عندما تعلن مدرسة ابنته عن حفل تحفز فيه الأطفال على التخلى عن أشيائهم عديمة المنفعة مثل الألعاب أو الكتب القديمة والتى تسبب كركبة فى البيت بلا داعى بحيث إن ممكن لطفل آخر أن يستفيد منها، وفى هذا الحفل يفاجأ الأب "أكرم حسنى" بأن طفلته تعلن أمام الجميع استغناءها عنه لعدم جدوى وجوده فى حياتها، وفى نفس اللحظة يهرع طفل آخرإلى هذا الاب ويتمسك به بقوة وإصرار، وهو مايحتم أن يذهب معه ويكون له أبًا، ورغم صعوبة الموقف يضطر أكرم حسنى الى الذهاب مع الطفل الى منزله والتعامل معه كأب بديل بعد أن علم أنه فقد أباه، ونظرًا لتمسك الطفل به يضطر أن يقضى معه اليوم ويلعب معه ألعابا لم يشاركها مع ابنته، وعندما تحضر أم هذا الطفل وهى مذيعة شهيرة "فريال يوسف" وتجد طفلها وقد تعلق بهذا الرجل تضطر لأن تعرض عليه أن يمارس دور الأبوه مقابل مبلغ من المال، ويجدها فرصة جيدة لأن يتكسب بعض المال لعله يسترد احترام ابنته وزوجته، ثم يتوسع فى أداء دور الأب لأبناء آخرين مثل شاب فى المرحلة الثانوية "عمر رزيق" يُطلب منه إحضار ولى أمره، فيتصل بأكرم حسنى لأداء هذا الدور ويكتشف كما نكتشف معه أن الأب ليس فقط ممول ولامكنه "A.T.M" بل أن وجوده الإيجابى ضرورة حتمية وأنسانية لايستغنى عنها الابناء، نحن لازلنا فى الحلقات الأولى من مسلسل "بابا جه" الذى يعتبر نقلة نوعية فى أسلوب أداء كل من أكرم حسنى ونسرين أمين ،ويلعب "محمد أوتاكا" نفس الدور تقريبا الذى كان يؤديه فى مسلسل"اللعبة" مع هشام ماجد وشيكو، وهو دور التابع الذى يتذاكى فيسبب مشاكل وأزمات  بحسن نية، الكوميديا فى المسلسل تنبع من دقة نسج المواقف، ويتميز بسرعة الإيقاع وعدم اللجوء للاستظراف ولا الإفيهات اللفظية، من الوجوه التى أتوقع لها النجاح الطالب الفاسد الذى يؤديه "عمر رزيق"، ويعتمد المسلسل على مشاركة عدد كبير من النجوم فى أدوار شرفية، ما يثرى العمل ويحقق القدر الأكبر من المتعه للمشاهد، الكوميديا فن شديد الصعوبة ويحتاج الى أفكار جديدة ومبتكرة والى ممثل يدرك أن تطوير الأداء هو السبيل الوحيد للبقاء فى حالة نجاح مستمرة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر اليوم السابع وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق #اليوم السابع - #فن - ردود فعل متباينة لـ فيلم MEGALOPOLIS بعد عرضه فى مهرجان كان السينمائى
التالى #اليوم السابع - #فن - فنانون صدموا الجمهور بإصابتهم بمرض السرطان.. آخرهم محمد عبده