#اليوم السابع - #فن - محمد عدلى يكتب عن يحيى وكنوز: هكذا ندهتنى النداهة

محمد عدلى يكتب عن يحيى وكنوز: هكذا ندهتنى النداهة

أتذكر يومها كأن ما حدث لم يمر عليه عشرون عامًا، كأنها تجربة ابنة اليوم أو الأمس على الأكثر، يومها عندما استيقظت على أجراس المنبه التى طالما كرهتها؛ لأنها تذكرنى بضرورة الاستيقاظ مبكرًا للمدرسة وأنا أكرهه منذ صغرى، اليوم بداية عام دراسى جديد، فى مدرسة جديدة انتقلت إليها دون معرفتى بالأسباب، فجأة أصبحت وحيدًا فى مدرسة جديدة بعيدًا عن أصدقائى وأساتذتى الذين كنت قد تعودت عليهم وأحببتهم، ارتديت ملابسى وحملت حقيبتى على كتفى وأنا أستعد ليوم ملىء بالمفاجآت، تخيلت وقتها أنها غالبًا ستكون مفاجآت تشبه أجراس المنبه إياه، سرحت فيما ينتظرنى حتى وجدت نفسى على بُعد خطوات بسيطة من المدرسة الجديدة، وقبل أن أخطو خطواتى الأولى داخل المدرسة لمحت بجانبه مكتبة صغيرة معلق عليها ورقة مكتوبة بخط اليد «أى كتاب بربع جنيه.. ويمكن استبداله بكتاب آخر خلال نفس الأسبوع بـ١٥ قرش فقط»، وتحت تلك الورقة وجدت كتبًا صغيرة جدًا فى حجم كف اليد مكتوب عليها الرجل المستحيل، كنت لا أملك من الدنيا وقتها إلا نصف جنيه هو مصروفى اليومى إضافة لكيس السندوتشات، قررت التضحية بنصف المبلغ لاكتشاف عالم رجل المستحيل الذى جذبنى من أول نظرة لغلافه.

مر اليوم الدراسى وبعد الانتهاء من واجباتى ليلاً بدأت قراءة الكتاب الذى دفعت فيه دم قلبى، ومنذ اللحظة التى فتحت فيها الصفحة الأولى لم أنته حتى انتهت القصة كاملة، كانت بعنوان «لهيب الثلج»، فى اليوم التالى استبدلتها بقصة «الضربة القاضية» ودفعت الفرق، وبعدها قرأت «الرصاصة الذهبية»، يوما بعد يوم انتهيت من السلسلة كلها وبدأت سلسلة ملف المستقبل، هنا أدركت أننى دخلت بإرادتى عالمًا يبدأ من جديد كلما انتهيت منه، أدركت أن النداهة ندهتنى لأغرق فى دنيا من الشخصيات والأحداث والحكايات كانت البداية الحقيقية لحبى لتعلم كيف أحكى حكاية بشكل مشوق وممتع كما يفعل دكتور نبيل فاروق فى رواياته، مرت الأيام وحالفنى الحظ فى ظهور أول أعمالى الدرامية للنور وكان موجهًا للطفل، لأكتشف وقتها أن الشغف لدى هذا الجيل هو نفس شغفى قديمًا لكن آليات العصر والتقدم التكنولوجى جعل التعبير عنه مختلفًا تمامًا، من هنا كان التحدى فى مواسم «يحيى وكنوز» هو كيفية مخاطبة جيل يملك العديد من الاختيارات والبدائل، كيف تقدم له أعمالًا تنال إعجابه وتحترم عقله؟، أرى أن العمل كان محظوظًا لتبنى الشركة المتحدة له وإنتاجه على أكمل وجه والحرص على تكامل وتضافر كل العناصر بداية من الكتابة مرورا بالأداء الصوتى والرسوم المتحركة حتى فرص الإذاعة فى كبرى قنوات الشركة واختيار وقت مميز للإذاعة والحرص على التسويق للعمل ووصوله للجمهور، مع نجاح يحيى وكنوز أدركت أنه توجه مدروس وتم التخطيط له جيدًا من قبل القائمين على الشركة، وهو تقديم أعمال تناسب كل الأذواق فى الأجيال الجديدة، المغامرات التاريخية فى يحيى وكنوز، والدراما الاجتماعية فى مسلسل نورة، والحكايات المرتبطة بالمعلومات الدينية فى سر المسجد، والحكايات المسلية المختلفة فى نور والكوكب السعيد، أعلم جيدًا أن النداهة التى ندهتنى قديمًا فى عالم الرجل المستحيل تحاوطنى حتى الآن مع كتابة كل عمل جديد، لكننى أتمنى مؤخرًا أن تنادى نداهتى الخاصة كل أطفال اليوم ورجال المستقبل للعوالم التى نقدمها فى أعمالنا بأفضل الإمكانيات الحديثة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر اليوم السابع وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #فن - مسلسل الحشاشين الحلقة 21.. حيلة جديدة لـ حسن الصباح مع زيد بن سيحون ويحيى