#اليوم السابع - #فن - نجوم الموسيقى التصويرية يحركون المشاعر في دراما رمضان

تجتمع عناصر التمثيل والتأليف والديكور والأزياء فى مهمة خلق صورة بصرية تجذب المشاهد للعمل وتعبر عن أحداثه ومضمونه الدراما، فهى تخاطب العين بشكل أساسي، فيما يبقى عنصر الموسيقى التصويرية أمام تحدٍ نقل كل ذلك إلى أذن المشاهد، وخلق حالة ترابط مع المسلسل، فكثيرًا من الأعمال الدرامية التلفزيونية تبقى عالقة فى الأذهان بفضل موسيقاها التصويرية.

وفى الدراما الرمضانية الحالية، نجح الكثير من المؤلفين الموسيقيين فى خلق حالة الترابط بين المشاهد والعمل الفني، وإضافة الحيوية على السرد الدرامى لأحداث المسلسلات، وأيضا تحرك مشاعر المشاهدين وتزيد من تفاعلهم مع تطور قصة العمل والتصاعد الدرامى فى أحداثه.

الاعتماد على الموسيقى التصويرية فى الدراما المصرية، تطور عبر العقود المختلفة، حتى بات عنصرا أساسيا لنجاح المسلسلات، فهى تعبر عن مشاعر الشخصيات ودوافعهم، وتعزز من تجربة المشاهد وتجعله أكثر قربا للعمل الفني.

نقلت الموسيقى التصويرية بدراما رمضان الجارى المشاهد إلى عوالم شتى، تاريخية فى «حسن الصباح» أو فانتازيا خيالية مع حكايات «ألف ليلة وليلة» من خلال «جودر»، أو عبرت عن دعم للقضية الفلسطينية بمسلسل «مليحة»، وكذلك الطبقة الشعبية البسيطة فى «حق عرب»، لتسحر قلوب المشاهدين، وسط هذا التنوع الدرامى الثري.

شادى مؤنس.. هوية مصرية تزين أجواء ألف ليلة وليلة فى موسيقى «جودر»

بأوركسترا روسى، وأجواء «ألف ليلة وليلة» وبشكل وهوية مصرية، وضع شادى مؤنس الموسيقى التصويرية لمسلسل «جودر»، الذى يعرض حاليا فى دراما رمضان ونجح فى جذب الانتباه ولفت الأنظار إليه بشدة، فى تجربة شديدة الخصوصية نظرا لارتباط جمهور الدراما الرمضانية بهذه الحكايات الخيالية التراثية الشهيرة، وكان المشاهدون ينتظرون بترقب شديد كيف كانت ستظهر من جديد بعد غياب.

تميزت موسيقى شادى مؤنس فى «جودر» بالقدرة على التعبير عن روح المغامرة والمخاطر التى ترتبط برحلة البطل الرئيسى للعمل الذى يجسد دوره ياسر جلال، لتظهر موسيقى بأجواء غرائبية تقنع المشاهد بهذا العالم الأسطورى، ليمزج بين الموسيقى الكلاسيكية والشرقية أيضا، كما أنه طعّم كل ذلك بالتيمة الشهيرة الخاصة بسيموفونية ريمسكى كورساكوف «شهرزاد».

ينتمى شادى مؤنس لجيل تربى على حكايات «ألف ليلة وليلة» التى كانت تعرض بشكل دائم فى رمضان، لذا فهو يعرف جيدا مدى ارتباط هذا الجيل بالقصص التراثية الشهيرة، ليجد نفسه أمام تحدٍ يتمثل فى الحفاظ على هذا الرونق والنوستالجيا الخاصة بالعمل، وأيضا تطوير الموسيقى بما يتناسب مع إمكانيات العصر الحديث.

ويؤمن شادى مؤنس بأهمية العمل الجماعى ومردوده الطيب فى العملية الإبداعية، لذا يعتمد على مجموعة متناغمة من العازفين، يتعاون معهم فى معظم أعماله، وهم من ظهروا فى فيديو بثه عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، يعزفون موسيقى مسلسل «جودر»، ونال الفيديو إعجاب الكثير من متابعيه، كما مزج بين طريقة العزف أو الصوت المصرى مع الأوركسترا الروسى، ليظهر ذلك الأداء المتناغم فى النهاية والذى يمزج بين الشرقى والغربى.

واللافت للنظر أن شادى مؤنس استخدم العديد من الأنماط الموسيقية فى مسلسل «جودر» منها استعراضات من أجواء «ألف ليلة وليلة»، وموشح تغنت به المطربة كارمن سليمان، وأيضا مشاهد بها إيقاع موسيقى مغربى، ويخدم هذا التنوع الموسيقى السياق الدرامى للمسلسل، معتمدا أيضا على التنوع فى استخدام الآلات من ثقافات مختلفة.

شادى مؤنس الذى يحرص على وضع الهوية المصرية فى أعماله الفنية، وضع أيضا هذا العام الموسيقى التصويرية لمسلسل «صيد العقارب» بطولة غادة عبدالرازق، ليعبر بموسيقاه عن الأجواء الخاصة بالمسلسل وحالة الإثارة والتشويق التى تفرضها أحداثه.

فى سجل الفنان شادى مؤنس العديد من الأعمال الدرامية التى وضع لها الموسيقى التصويرية، منها «جزيرة غمام» الذى عرض العام قبل الماضى وحقق نجاحا كبيرا، ومن بطولة أحمد أمين وفتحى عبدالوهاب، إذ وضع موسيقى تخدم الدراما والصورة، لا تطغى عليها لكن تساندها لتزيد من عناصر جمالها.
كما سبق لشادى مؤنس أن وضع الموسيقى التصويرية لأعمال دارت أحداثها فى فترة تاريخية سابقة منها «الفتوة» بطولة ياسر جلال، و«سوق الكانتو» بطولة أمير كرارة وفتحى عبدالوهاب ومى عز الدين.

 

عمرو إسماعيل.. نوستالجيا خاصة بـ«الكبير أوى» ويعبر عن الطبقة الشعبية فى «حق عرب»

يحرص دائما الموسيقار عمرو إسماعيل، على أن يقدم موسيقى مختلفة ويضع بصمته الخاصة فى أعماله الفنية، إذ يتألق فى الماراثون الرمضانى 2024 بالمشاركة فى أكثر من عمل فنى، مضيفا لمسة موسيقية جذابة، ويقدم لنا الكوميدى فى مسلسل «الكبير أوى»، والدراما الشعبية فى مسلسل «حق عرب»، ومسلسل « بيت الرفاعى»، وكل عمل له موسيقى مميزة تترك بصمة فى قلوب المشاهدين. 

استطاع عمرو إسماعيل أن يحافظ على نجاح الموسيقى التصويرية لمسلسل «الكبير أوى» بطولة أحمد مكى خلال الـ8 أجزاء، وتعلق الجمهور المتابع للمسلسل بالموسيقى وخلق حالة خاصة من النوستالجيا المرتبطة بهذا العمل الذى حافظ على نجاحه لفترة كبيرة فى الدراما المصرية.

مسلسل «الكبير أوى» يتميز بموسيقى تصويرية تدمج الموسيقى الصعيدية مع أنواع موسيقية غربية أخرى مما يزيد من الأجواء الكوميدية على المسلسل الرمضانى، إذ نلاحظ ذلك فى دمج «الراب سين» مع الموسيقى الصعيدية الشهيرة وآلات مثل الربابة، أو دمجها مع الموسيقى العالمية لأغنية bella ciao فى حلقات المحاكاة مع المسلسل الإسبانى الشهير la casa de papel والتى نالت إعجاب الجمهور.

يشارك أيضا عمرو إسماعيل فى الماراثون الدرامى الرمضانى بمسلسل «بيت الرفاعى» للفنان أمير كرارة، وهنا يقدم موسيقى مختلفة تماما ومتنوعة، فى إطار درامى، حيث ينقل المشهد للجمهور بطريقة مختلفة والإحساس بالحدث عن طريق الموسيقى التصويرية، التى تضيف للعمل نجاحا كبيرا.

كما يأخذنا الموسيقار عمرو إسماعيل لمنطقة الجمالية، ويشارك فى مسلسل «حق عرب» للفنان أحمد العوضى، الذى يتمتع بموسيقى تصويرية جديدة، لم يقدمها من قبل، وينال العمل إعجاب الجمهور.

يتميز عمرو إسماعيل بامتلاكه حسا فنيا كوميديا، يجعله قادرا على وضع موسيقى تصويرية تبعث على البهجة فى الكثير من الأعمال الدرامية سواء فى السينما أو التليفزيون ومنها «رجالة البيت»، «الواد سيد الشحات»، «سبع البرمبة»، «أحدب نوتردام»، و«البعض لا يذهب للمأذون مرتين»، لكنه أيضا يضع بمهارة الموسيقى التصويرية لأعمال جادة منها مسلسل «هجمة مرتدة» وغيرها من الأعمال.

 

 

أمين بوحافة.. موسيقى صادقة تلمس القلوب فى «الحشاشين»

كتب - محمود ترك

تجذب الدراما المصرية عددا كبيرا من المبدعين العرب فى مجالات مختلفة، وإن كان نجوم التمثيل يخطفون الأضواء بشكل لافت للنظر، لكن الموسيقى التونسى أمين بوحافة نجح فى خطف أذن جمهور الدراما الرمضانية بموسيقاه التى وضعها للعديد من المسلسلات، آخرها مسلسل «الحشاشين» بطولة كريم عبدالعزيز والذى يعرض حاليا ضمن دراما رمضان 2024.

لم تكن مهمة الموسيقى التونسى أمين بوحافة سهلة فى مسلسل «الحشاشين»، وجاء اختياره لهذا العمل فى إطار حرص صناعه على دعم العمل الفنى التاريخى المهم فى كل التفاصيل الفنية من أزياء إلى ديكور وإخراج وطاقم تمثيل مُزين بالنجوم.

لذا فإنه كانت أمام «بوحافة» مهمة صعبة نظرا للثقة الشديدة التى يضعها فيه صناع العمل، لخلق أجواء ملحمية للعمل التاريخى تتناسب مع الصورة البصرية للمسلسل، لينجح الموسيقى التونسى فى مهمته وخطف انتباه مشاهدى المسلسل بالتتر الذى اعتمد فيه على خلق أجواء صوفية، مع صوت يشبه صوت الدروع فى المعارك، ومزج ذلك بآلات وترية وصوت الناى، ليخلق أجواء خاصة من الغموض والترقب وأصوات نسائية فى الخلفية.

الموسيقى الذى نافس فيلمه «بنات ألفه» على جوائز الأوسكار مؤخرا، سجل الموسيقى التصويرية لـ«الحشاشين» فى براج وتركيا وألمانيا وفرنسا، واستعان بنحو 45 منشدا و92 عازفا لصنع موسيقى بأجواء خيالية تضاهى موسيقى هذه النوعية من الأعمال التاريخية العالمية.

من الاستماع إلى أغنيات محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وسيد درويش، تعلق أمين بوحافة بفن الموسيقى منذ صغره، إذ تعلم العزف على البيانو وعمره كان وقتها 3 سنوات، ليسير خلف هوايته ويتعلم فى معهد الموسيقى العربية بتونس، وتطورت ذائقته الفنية أكثر مع الاطلاع على أعمال وسيمفونيات بيتهوفن، وبرامز، وسترافينسكى.

بوحافة الذى انجذب للموسيقى العالمية، يحرص فى موسيقاه التى يضعها للعديد من الأعمال الدرامية على أن تعبر عن الهوية العربية، الأمر الذى نلمسه فى موسيقى «الحشاشين» مع مزج آلات وترية وأوركسترا سيمفونى وإنشاد صوفى، كما أنه يحرص على أن تكون الموسيقى مناسبة للشخصيات الدرامية وأماكن وقوع الأحداث، لتشعر على سبيل المثال بأجواء مظلمة بالموسيقى الملازمة لشخصية «حسن الصباح» التى يجسدها كريم عبدالعزيز، وأجواء من الترف بمشاهد مدينة سمرقند.

موسيقى عربية ساحرة بامتياز يجيد بوحافة صنعها للأعمال الدرامية العربية، وله إسهامات بارزة فى الدراما المصرية، منها الموسيقى التصويرية للمسلسل الشهير «ونوس» بطولة يحيى الفخرانى، وأيضا موسيقى «لا تطفئ الشمس، هذا المساء، باب الخلق، جراند أوتيل، طريقى، حارة اليهود» وغيرها من الأعمال العربية ومنها «ممالك النار».
اللافت للنظر فى مسيرة بوحافة مع الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية تميزه الشديد فى التعامل مع الأعمال التى تدور أحداثها فى فترة زمنية سابقة، مثل «الحشاشين، أهو ده اللى صار، طريقى» فهو يجيد صنع الموسيقى المناسبة لهذه الفترات الزمنية على اختلافها.

ويعد الموسيقى التونسى من الموسيقيين الذين يفضلون قراءة النص الدرامى لاكتشاف القصة والشخصيات وطبيعة الأماكن، قبل أن يبدأ فى وضع الموسيقى التصويرية التى تناسب كل ذلك، مثلما فعل من قبل فى أعمال منها «مكان فى القصر، جبل الحلال، الأب الروحى».

موسيقى أمين بوحافة تنقل للمشاهد مشاعر الشخصيات، وتجعله يعيش فى عالمها، حتى أنها كفيلة بالتعبير عن الحوار الدائر بين شخوص العمل الدرامى، ويعتمد فيها على أن تكون موسيقى صادقة ومعبرة تلمس القلوب.

 

 

«مليحة» و«مسار إجبارى» و«إمبراطورية ميم» موسيقى من نوع خاص لـ خالد حماد وأمين خلف

جذبت الموسيقى التصويرية للعديد من الأعمال الدرامية الرمضانية انتباه المشاهدين، إذ أضافت أجواء خاصة على هذه الأعمال، خاصة أنها عبرت عن المضمون الدرامى وصراع الشخصيات وتفاصيل القصص المختلفة، ومنها الموسيقى التصويرية لمسلسل «مسار إجبارى» الذى يحكى عن التقاء شابين يكتشفان لحظة وفاة والدهما أنهما شقيقان، وكل منهما من عالم ومجتمع وبيئة وأفكار مختلفة.

نجح أمين خلف فى وضع موسيقى تصويرية تمزج بين هذين العالمين، سواء مجتمع أحمد داش «حسين عمر البرنس» أو عصام عمر «على عمر البرنس».

وتألق «خلف» فى تجربته الأولى من نوعها بالدراما التليفزيونية، بعد أعمال قليلة فى السينما، وكان له نصيب من الإشادات بالعمل الذى اعتمد على مواهب شابة رفقة دعم نجوم كبار، وأخرجته نادين خان. عبرت موسيقى «مسار إجبارى» عن الشارع المصرى وشخوص العمل ودوافعها وطبيعتها الحالمة باستخدام آلات بسيطة وألحان هادئة.
أما خالد حماد فقد تميز فى تحدين كبيرين بالموسم الدرامى الرمضانى الحالى، ليضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «إمبراطورية ميم» بطولة خالد النبوى، فالجمهور المتابع للسينما يرتبط بشكل كبير بموسيقى الفيلم الذى عرض فى السبعينيات، ويحفظ نغماتها، لذا كان على حماد أن يصنع موسيقى خاصة تعبر عن الدفء العائلى بالمسلسل الرمضانى الحالى. من أجل خلق حالة الجو الأسرى فى موسيقى مسلسل «إمبراطورية ميم» اعتمد «حماد» على الاستعانة بآلات تحمل الروح المصرية ومنها القانون والناى مع مزجها بأوركسترا عالمية، مما أضاف طابعا خاصا للمسلسل الرمضانى.
التجربة الثانية شديدة التميز لخالد حماد فى رمضان الحالى كانت من خلال مسلسل «مليحة»، الذى بدأ عرضه فى النصف الثانى من شهر رمضان، وتدور قصته حول فتاة فلسطينية شابة تسعى للعودة إلى أرضها، وتقابل جنديا مصريا وتتصاعد الأحداث.

التحدى الذى واجه «حماد» فى هذه التجربة يتمثل فى أهمية العمل الدرامى الداعم للقضية الفلسطينية، والذى يؤكد على حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، ويفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلى.