#اليوم السابع - #فن - علا رضوان تكتب: التتر.. اللمسة الفنية الأولى

التتويجة الصوتية والمعروفة أيضا بتتر المسلسل هى جزء لا يتجزأ من تجربة المشاهدة الدرامية، وهو اللحظة أو الإعلان الأول عن العمل واستعراض لأجوائه، وهو أداة قوية لإرسال رسالة تعزيز عن الموضوع الذى يتناوله العمل سواء كانت أغنية أو مجرد قطعة موسيقية مجردة  كتتر مسلسل جودر العظيم ألحان عزيز الشافعى.

ومن التترات القوية والملفتة لهذا الموسم تتر مسلسل الحشاشين للمخرج المتميز بيتر ميمى، وكان اختيار كلمات الأغنية المصاحبة للتتر "سمعت صوتا" من رباعيات الخيام ولحن رياض السنباطى وغناء وائل الفشنى اختيار موفق، فكانت الجسر الذى نقل المشاهد من الواقع إلى زمان ومكان وعالم القصة وينبئ المشاهد بأنه بصدد عمل تاريخى قوى ومختلف، فكانت هذه الأبيات "سمعت صوتا هاتفا فى السحر نادى من الغيب غفاه البشر، هبوا املأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأس العمر كف القدر".

ظهرت هذه التتويجة أيضًا فى أغنية التتر لمسلسل "وبقينا اتنين" للمخرج طارق رفعت، فكانت أغنية «حبنا وحكاياته» مقدمتها بدأت بلحن رشيق وكلمات تقول: "كنا سنة حاجة وتسعين، كنا ساعتها صغيرين، كان كل اللى بيملى قلوبنا، ثانية نقوله بنظرة عين، كان الباب قدام الباب، ولا عاملين للدنيا حساب"، أضافت براءة صوت المطربة جنات للأغنية واختيار الكلمات بعناية عزز موضوع المسلسل وما يحمل من رسائل عاطفية مثل الحب والفراق والتحولات التى تحدث لنا جميعا وهى من كلمات الشاعر أمير طعيمة وألحان محمد رحيم.

لا شك كانت أغنية مدحت صالح تتصدر كل التترات بصوته المميز وبأغنيته «أهلا يا عصابة» وهى تتر مسلسل إمبراطورية ميم، إخراج محمد سلامة، الأغنية كلمات عليم وألحان إيهاب عبدالواحد. ودون مشاهدة أى مشاهد من المسلسل تستطيع تخمين الموضوع الذى تدور حوله الأحداث بمجرد سماع كلمات الأغنية «عيلة، شيلة، زحمة، ليلة، هيلة، بيلة، قومة، ميلة، يا رب تديم لمتنا وبيتنا علينا كمان» وخفة إيقاعها والتى تحكى عن البيت الكبير الذى يعج بالحب والمشاكل وأحلام هموم صاحب هذه الأسرة الكبيرة وكل ما يعتريها من اتفاق واختلاف.

حمل تتر مسلسل صيد العقارب إخراج أحمد حسن، علامة مميزة بأغنية للمطربة نوال الكويتية فى أول تعاون لها فى غناء تتر مسلسل مصرى بصوتها، فكانت «كلنا واحد» كلمات أحمد حسن راؤول التى تقول «كنا واحد وتقاسمنا، والشيطان وسوس هزمنا، قلنا مش ممكن نبعد هنبعد، جه فى ثوانى قلب كيانا»، لحنها تامر عاشور وتوزيع أحمد إبراهيم، كلمات الأغنية تشير لحدث درامى يخص فردين فى إطار تغير حدث لهما ممزوج بالغموض والتشويق.

فى النهاية فإن التتر عنصر لا يمكن تجاوزه وهو أداة فنية مؤثرة وقوية، وفى إمكانه أن يعلق فى أذهان المشاهد ويساهم فى إعطاء هوية خاصة للعمل وجعله تجربة لا تنسى.