محللون أكاديميون لـ «الرياض»: منح ولي العهد ميدالية «جورج تينت» يـقـدر دور المملكـة وجهودها في بــراءة الأديــان من ظاهــــرة الإرهـــاب

أكد عدد من المختصين والأكاديميين بأن تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- ميدالية "جورج تينت" التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب ونظير إسهامات سموه غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين بأنها تؤكد دور المملكة في براءة الأديان من المعتقدات والأفعال الشيطانية من الفئات الإرهابية.

وقال أستاذ علم النفس الجنائي ورئيس الدراسات بكلية الملك فهد الأمنية د. ناصر العريفي لـ"الرياض": نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو ولي العهد -حفظه الله- بحصوله على هذه الجائزة التي تؤكد بأن المملكة هي من أول الدول التي واجهت الإرهاب، وأن الجائزة تدل على بذل المملكة مجهوداً كبيراً جداً في مجال مكافحة الإرهاب حتى أنها أصبحت بمقدمة الدول في العالم بمكافحة الإرهاب ومحاولة القضاء عليه بجميع الطرق والوسائل سواء كانت هذه الوسائل أمنية أو فكرية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها، وقد أكد سموه الكريم "على أن الإرهاب لادين له ولا وطن وأن جميع الأديان السماوية بريئة من المعتقدات والأفعال الشيطانية للفئات الإرهابية، مبيناً أن جميع الآراء الدينية والسياسية والاجتماعية السلبية التي تستخدم الدين كأداة على امتداد التاريخ الإنساني لا تعبر عن حقيقة الدين الذي تنتسب إليه أو تنسب أفعالها له، وأضاف العريفي بأنه بناء على ما ذكر من قبل سموه الكريم فإن ذلك تم تأكيده في عدة مؤتمرات ولقاءات علمية ومحافل سياسية للحذر من مغبة ربط الإرهاب بدين معين لا سيما الإسلام، وأكد على أن الأديان في أصلها السماوي تعزز قيم التسامح والرحمة وليس العنف، ويجب الكشف عن الأبعاد الفكرية والسياسية والاجتماعية الكامنة وراءها، ومن هذا المنطلق فقد بدأت المملكة بتبني عدد من المؤتمرات وإنشاء عدد من المراكز لمحاربة ظاهرة الإرهاب ومقاومة أفكار ربط الدين بالإرهاب، ومن هذه المؤتمرات حوار الأديان والتعايش معها ومكافحة ظاهرة الإرهاب وإنشاء مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية لمعالجة الفكر بالفكر والتوجيه الفكري والمعنوي السليم، كما شاهدنا مساهمة المملكة في العديد من المحافل الدولية التي تؤكد براءة الأديان من ظاهرة الإرهاب، وبيان تسامح الدين الإسلامي ورفضه لكل أنواع العنف والقسوة، والدعوة إلى التسامح ولم الشمل سواء في الداخل أو الخارج، ومحاولة الربط بين الأديان وإقامة العدل واللجوء إلى الله وحده، وعدم الخلط في الأحكام الشرعية واستغلال البعض للدين والبعد عن الكراهية والحقد على الآخرين واتباع جماعات غير منضبطة دينياً ولا سلوكياً، أو التحيز إلى العنصرية الدينية أو غيرها أو اتهام معين بما لايرضاه الله سبحانه وتعالى والعمل على مأ أمرنا الله به.

وذكر أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود د. عبدالرحمن المطرف بأن حصول ولي العهد -حفظه الله- على ميدالية "جورج تينت" لتميزه في مجال مكافحة الإرهاب ليس إلا تأكيداً وترسيخ لما عرف عن سموه الكريم من تفانيه وحرصه في خدمة قضايا أمته، ليس ذلك وحسب بل لجهوده المبذولة في خدمة الإنسانية على المستوى المحلي والدولي، كيف ولا هو الذي يحمل راية مكافحة العدو الأكبر للإنسانية "الإرهاب" الذي لا ينتمي لدين أو ملة، فقد نجح سموه وبشكل ملفت للأنظار في إخماد الحرائق التي أشعلها "الإرهاب" في مناطق ومساحات مختلفة من العالم، وقد كان له الكعب العالي وقصب السبق بمبادراته الاستباقية في إحباط الكثير من المخططات الإرهابية وهي لا زالت في مهدها، وأضاف بأن النجاح الذي تحقق على يد سموه محلياً ودولياً في مكافحة الإرهاب يتمثل في شمولية الفهم ووضوح الرؤيا ودقة الأهداف المرسومة لعلاج المرض وليس فقط لتسكين العرض، حيث أنار بفكره وحزمه وعظمه العقول، وأسر الألباب بحكمته وحنكته التي استمدها من مدرسة والده الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله -، وفي سبيل خدمة دينه ووطنه والإنسانية التي ننتمي جميعاً إليها، قام بتوظيف كافة الأدوات المشروعة لمعالجة أخطر الأمراض وأشدها فتكاً وأثراً في النسيج المجتمعي، فعالج الفكر بالفكر وأقام صروحاً ومنابر يصدح فيها بالفهم الصحيح للقيم والمبادئ التي هي من أهم مرتكزات أمتنا الإسلامية، واستقطب لذلك العقول الراشدة التي تعتمد الحوار مبدأ في منهجها وأسلوبها، وقد آتت تلك الصروح ثمارها يانعة بفضل الله وتوفيقه.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي بأن حصول سمو ولي العهد على هذه الجائزة الرفيعة هو تأكيد على الدور الرئيس الذي تلعبه المملكة في مكافحة الإرهاب على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي على مدى سنوات طويلة، وهي تحمل دلالة رمزية في أنها رد بليغ من أهم جهاز استخباراتي في العالم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على الادعاءات الصادرة من منظمات وقوى ودول مارقة تحاول ربط الإرهاب بالمملكة، وهي شهادة تقدير لجهد المملكة كدولة وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- كقائد لأهم جهاز أمني تصدى للجماعات الإرهابية بكفاءة واقتدار وساعد العالم عبر معلومات دقيقة في إحباط كثير من العمليات الإرهابية الكبيرة والتي لو وقعت لا سمح الله لذهب ضحيتها العديد من الأبرياء.

وبينت الباحثة في التاريخ العسكري والسياسي تواصيف المقبل بأن كثير من الباحثين والمؤرخين يرون بأن الإرهاب ظاهرة قديمة منذ وجود الإنسانية على وجه الأرض، لذا نجد أن هذه الظاهرة ظهرت في أقدم الحضارات على وجه الأرض بين ابني آدم قابيل وهابيل وإلى وقتنا الحاضر، فالإرهاب ظاهرة تاريخية قديمة لا وطن ولا دين قد تمارسه أحزاب أو طوائف أو أقليات عرقية أو حكومات، ويتخذ أشكالاً متنوعة ومظاهر متعددة، ومقاصد الإرهاب عديدة أهمها محاولة فرض نمط أو فكر سياسي معين، فالتطرف والإرهاب ليسا من ابتكار العصر الحديث بل ظهر من القدم، وأضافت بأن جائزة سمو ولي العهد -حفظه الله- هي رسالة لكل من يحاول أن يلصق تهمة الإرهاب بالشعب السعودي تحديداً، فالمملكة جزء من هذا العالم يحصل بها ما يحصل بأي بقاع الأرض من جرائم، وهي لا ترضى بهذه الظواهر المنافية للإنسانية وللدين الإسلامي الحنيف، لذلك حاربت الإرهاب بكافة الوسائل وبتعاضد جميع الوزارات وعلى رأس الهرم "وزارة الداخلية" التي يديرها سمو ولي العهد بكل حنكة واستباقية ووقائية للأعمال التخريبية التي تهدف إلى إرهاب المجتمعات الآمنة، وأكدت من الطبيعي أن تحظى تجربة المملكة في التصدي للإرهاب بتقدير محلي ودولي نظراً لجهودها المبذولة وعمق معالجتها الناجحة ويأتي هذا الدور الرائد للمملكة بسبب خبرتها التراكمية، التي من خلالها عملت بالحد من الهجمات الإرهابية والقضاء على بؤرها في المملكة، إضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب.

image 0

د. ناصر العريفي

image 0

د. عبدالرحمن المطرف

image 0

حمود الزيادي

image 0

تواصيف المقبل

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر جريدة الرياض وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى