اخبار السياسه وزير «سميراميس» المُقال

عبر البعض عن انزعاجه، بعد إقالة -أو استقالة- وزير التموين، خالد حنفى، وقدموا تعليقات عجيبة، فى مدار تفسيرهم لسر الإقالة، وذكروا أن الوزير أطيح به بسبب حربه على الفساد، وتحديداً موضوع فساد القمح، ولعلك تلاحظ التوافق فى الرأى والرؤية بين هذا الكلام، وما كان يردده الوزير نفسه -قبل الإقالة أو الاستقالة- حول المافيا التى تقف وراء الحملة المطالبة باستقالته، رغم أن كل من طالبوا بذلك استندوا إلى مسئوليته السياسية عن الفساد الذى أكدته لجنة تقصى حقائق توريد القمح، وإلى موضوع إقامته فى فندق سميراميس. من حق من يريد الدفاع عن الرجل أن يفعل، لكن عندما يستند فى دفاعه إلى أن الرجل ذهب ضحية الفساد فعليه أن يقدم المستندات والوثائق الدالة على ذلك، ويكشف هؤلاء المفسدين الذين تربصوا بالوزير الطيب، أما موضوع إقامته فى «سميراميس»، فلست أدرى بأى عين يدافع الوزير أو أنصاره عن هذا الملف. ودعنى أقول لك كيف؟.

وزير التموين خرج على الناس بعد أزمة «سميراميس» واعترف بـ«عضمة لسانه» أنه يقيم بالفعل فى الفندق، وينفق على نفسه من حر ماله.. وماله؟!، لكن الوزير نسى فى غمرة دفاعه المشروع عن الذات أنه يجلس على عرش «التموين»، تلك الوزارة التى ترعى البسطاء والفقراء من أبناء «المحروسة». والسؤال كيف يمكن لمن ينام فى أجنحة الفنادق أن يشعر بالفقير الذى ينام على الفراش الخشن؟. كيف يمكن لمن يأكل من طعام الفنادق أن يشعر بمدمن الفول والطعمية، أو من يمشى فى الأسواق فيصيبه الذعر من أسعار الطماطم والفاصوليا والخيار وخلافه، ويخرج من السوق مهموماً محسوراً، يضرب كفاً بكف، ويسأل نفسه كيف يكون الزمن القادم؟. كيف يمكن لمن يصاحبه فى المبيت بالفنادق رجال أعمال، ونجوم مجتمع، أن يشعر بالأفراد العاديين، إننى أريد أن أذكر وزير التموين وغيره من المسئولين السياسيين بنموذج أسامة الباز -رحمه الله- الرجل الذى لم يكن يجد غضاضة فى ركوب المترو والتجول بين الناس، لكى يعرف فيمَ يفكرون، وما أحلامهم وأوجاعهم؟. نحن لا نحرم زينة الله التى أخرج لعباده -طالما كانت من حلال- كل ما نقوله إن المسئول لا بد أن يكون قريباً من الناس، ومن عقلهم إذا أراد أن ينجح.

وثمة أمر آخر يستحق أن نتوقف أمامه ونحن بصدد الحديث عن وزير «سميراميس»، ويتعلق بالفكر الاقتصادى للدكتور خالد حنفى. هو يقول إنه رجل مغترب، ويقيم فى فندق، وينفق على إقامته من جيبه، وذكر أن التكلفة تعد بمئات الألوف، وليس بالملايين كما ذكر البعض. والسؤال لماذا لم يفكر فى شراء شقة ليقيم فيها، ليحقق هدفه، ويحتفظ برأس مال ثابت؟. سيرد الوزير ويقول إذا قرأ هذا الكلام؟: «عجيبة، أنا حر فى فلوسى». نعم هو حر، لكن أداءه هذا يشهد على أنه لا يفكر بشكل اقتصادى، بل بشكل استهلاكى، وأن مثله -كمسئول- كمثل بعض المواطنين الذين ينفقون أغلب دخلهم على أمور استهلاكية حولتهم بمرور الوقت إلى كائنات نهمة للاستهلاك، لا يحكمها أى فكر أو رؤية إنتاجية. والسر فى ذلك هو هذا الوزير وأمثاله ممن يقدمون للشعب نموذجاً فريداً للتفكير الاستهلاكى.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه باحثة: الاعتراف بدولة فلسطين يسهّل مفاوضات «حل الدولتين»
التالى اخبار السياسه الصحة العالمية لـ«الوطن»: هجمات غير مسبوقة على القطاع الطبي في غزة والسودان