اخبار السياسه «وطن» بطعم مصر

تغضب أسرتى، حينما يأخذنى العمل الصحفى أحياناً ولا أتواصل معهم طوال النهار للاطمئنان.. وعالجت هذه المشكلة إلى حد ما، لكن فى فترات تأسيس جريدة «الوطن» منذ 5 سنوات، عاد الغضب مرة أخرى للظهور بقوة، فقد كانت أحداث الوطن الكبير، واللهفة إلى تأسيس الوطن الصغير كتجربة مختلفة وسط الفوضى السياسية والأمنية والإعلامية، تمثلان تحدياً كبيراً تاهت خلاله مشاكلى الشخصية والأسرية.. وبعد أشهر بسيطة انقلب الحال، لم تعد الأسرة تغضب، بل أصبحوا يتواصلون هم للاطمئنان علىّ كل يوم بعد أن ازدادت حوادث استهداف الجريدة فى عهد الجماعة الإرهابية الخائنة، ورئيسها، ثم عمليات مهاجمة مقر «الوطن»، والتظاهر أمامه بعد ثورة 30 يونيو، التى وصلت فى مرات عديدة إلى أن شاهدنا «ضرب نار» من شبابيك المبنى، حيث كان من حظى تولى المسئولية يوم الجمعة صباحاً، وأيضاً فى الطبعة الثانية، كانت سهرة الجمعة فرصة للرصد الحقيقى لأعداد المظاهرات وتراجعها. وكما طوّقت ثورة 30 يونيو أعناق المصريين جميعاً، فقد أكرمت أيضاً جريدة «الوطن» حينما هاتفنى الصديق محمد عبدالعزيز، مؤسس حركة «تمرد» يوم 2 يوليو، طالباً عقد مؤتمر صحفى للحركة يوم 3 يوليو، فرحبنا وحضر عبدالعزيز، ومعه محمود بدر وحسن شاهين، وشاركت فى المؤتمر مع الصديقين مجدى الجلاد، رئيس التحرير المؤسس، وأحمد الخطيب، ونالنا السباب والشتائم من الإخوان عدة ساعات على مواقع التواصل الاجتماعى، بينما كانت مكالمات التهنئة تطاردنا من أصدقائنا وأقاربنا، الذين شاهدونا على الفضائيات، ومعها أيضاً مكالمات الاطمئنان، حتى أنقذنا الرئيس عبدالفتاح السيسى ببيان 3 يوليو، وكنا المحطة قبل الأخيرة لرجال «تمرد» حيث اتصل بهم أحد أصدقائهم يخبرهم بأن العقيد أحمد محمد على يحاول الاتصال بهم، ولا يردون، وبالفعل اتصلوا به بعد أن حصلوا على رقم تليفونه، وغادروا الجريدة إلى اجتماع القوى الوطنية فى سيارة «الجلاد».

نجحت «الوطن» قبل 30 يونيو، وبعدها، وكانت شاهداً رئيسياً على تجاوزات الإخوان، وفضحت مخططاتهم، واستدعى ذلك أن ضمت قوائم الاغتيالات الكاتب مجدى الجلاد، وأنا، وفقاً لأوراق تم ضبطها مع الإرهابيين، وظلت الجريدة تدافع عن شعب 30 يونيو وكانت فيديوهاتها وموضوعاتها أحد أهم الأدلة فى أحداث الاتحادية وفى أحداث كثيرة أخرى أمام القضاء.

تطورت الجريدة بتغير الأحداث، فرغم أنها تأسست فى خضم معركة الانتخابات الرئاسية عام 2012 فى ظل حالة سيولة، لكنها وُلدت مستقرة ومستقلة بعد اجتماعات مهنية عديدة كان فندق موفينبيك شاهداً عليها، قادها «الجلاد» وشاركت فيها مع عدد من أهم الأسماء الصحفية اللامعة: د.أحمد محمود، د. محمود خليل، علاء الغطريفى، ميلاد زكريا، وهيثم دبور، كما قامت الجريدة على أكتاف مجموعة شباب مهرة، ولعل السعادة الحقيقية فى ملف اليوم «الوطن قوته فى ناسه» أن الفكرة والإشراف تولاها شاب من الرعيل الأول للجريدة، إمام أحمد، حيث مد الخط على استقامته، لنحتفى بالمتميزين فى الوطن الأكبر يوم عيد ميلاد الوطن الجريدة، وشارك فى كتابة مقالات عديدة عدد كبير من زملائه، لذلك استمرت «الوطن» صامدة ومستقرة ومتطورة، كما أرادها مؤسسها م. محمد الأمين، الذى أتذكر مقولته عند توقيعى عقد تولى رئاسة التحرير بعد فترة وجيزة غبت فيها عن «الوطن»، عملت خلالها رئيساً لتحرير «المصرى اليوم»، فقد قال لى «الأمين»، وكأنه ألقى عبئاً كبيراً من على ظهره «سلمتك الأمانة.. وأوصيك أن تحافظ عليها».. وقد حاولنا خلال الفترة الماضية أن نوازى بين كشف الفساد وفتح طاقات أمل للناس، وأن نواجه الأخطاء مع الحفاظ على الدولة، وأن نفتح جسراً للحوار بين المختلفين على أرضية الوطن، مع التصدى لكل أعداء البلد بكل قوة.. كما حرصت «الوطن» على مواكبة التطوير لمواجهة التحديات الجديدة من خلال التنظيم المؤسسى، الذى يقوده الصديق القدير عبدالفتاح الجبالى، رئيس مجلس الإدارة، وفريق عمله.

نجح الصديق العزيز والمخضرم مجدى الجلاد فى الانطلاق بـ «الوطن» خلال فترة حرجة.. واستطاع الصديق الشجاع محمود الكردوسى قيادة السفينة بعده بتوازن، وقد كان السؤال قبل التأسيس الذى يطاردنا فى الاجتماعات كافة: هل سننجح؟.. هل سيستقبلنا القارئ وسط كل هذه الإصدارات؟ هل سنتميز؟.. ثم انطلقت «الوطن» وحققنا طموحاتنا، لكن الأسئلة لم تتوقف، بل إنها تبدلت فقط، وأصبحت: كيف سنستمر؟.. ما الخلطة الجديدة لمواجهة غول السوشيال ميديا؟.. كيف نتميز مع إعلاء مصلحة مصر؟. ويومياً يستمر الحوار حول هذه الأسئلة مع الأصدقاء د.أحمد محمود، ومحمود الكردوسى، ومديرى التحرير محمد البرغوثى، وعيد حامد، وأسامة خالد، وإيهاب الخطيب، والفنان المصور محمد مسعد، ومجموعة كبيرة من رؤساء الأقسام، والمحررين والشباب بعد أن تحولت الجريدة إلى مقر دائم للعمل والتفكير والأكل والاستراحة أيضاً، واختلطت همومنا الشخصية بمشاكل المهنة بطموحات الوطن الكبير، وتعودت أسرتى الصغيرة على أن لا يغضبوا واختفت عبارة «كل حاجة الشغل.. كل حاجة الوطن» واستمروا هم فى التواصل للاطمئنان علينا جميعاً فى ظل زخم وأحداث متجددة لا تنتهى.. ولكننا نفخر دائماً بأننا نعمل فى جريدة نتذوق فيها مع القارئ «طعم مصر»!!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه طريقة عمل الكشك باللبن.. أكلة خفيفة وسهلة التحضير
التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي