اخبار السياسه كاميرات المراقبة "في كل حتة".. وخبير: "صندوق أسود" لا يمنع الجريمة

قبل عامين أو أكثر كان هناك عدد كبير من المناطق في مصر بدون كاميرات مراقبة أو لا تعمل عدد منها والتي كان تلجأ إليها قوات الأمن بعد وقوع حادث إرهابي أو جريمة في منطقة ما، حيث إن استخدام كاميرات المراقبة في الشوارع المصرية لم يكن أمرا اعتياديا في فترة ما قبل ثورة 2011 وحتى ثورة 2013، حتى أصبحت كاميرات المراقبة عين الشرطة العاملة دوما لتدوين ما يرتكبه المجرمون والإرهابيون والخارجون عن القانون.

استخدام كاميرات المراقبة في منع وقوع الجريمة ومواجهتها قبل حدوثها، الأمر المعتاد عليه في أنحاء كثيرة من العالم، وأخيرا، ساعدت كاميرات المراقبة في الوصول إلى الجناة في عدد من القضايا أثناء ارتكابهم إياها في مناطق كثيرة من الشوارع المصرية، حيث أصبحت الشرطة تعتمد بشكل مباشر وكبير على كاميرات المراقبة في حالة وقوع جريمة ما في أي محافظة من الجمهورية وذلك بعدما قامت المحليات الخاصة بكل محافظة بإلزام المحال التجارية على وضع كاميرات مراقبة أمامها لرصد عمليات السرقة أو القتل أو التفجيرات.

ساعدت كاميرات المراقبة الموجودة في منطقة البدرشين بالجيزة على رصد الحادث الإرهابي الذي استهدف سيارة شرطة أمس، وأدى إلى استشهاد 5 من رجال الشرطة، واستيلاء منفذي الهجوم على جهاز لاسلكي وأسلحة خاصة بالشهداء الخمسة.

يقول اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن وجود الكاميرات في الشوارع وأمام المحال التجارية يُعتبر بمثابة "صندوق أسود" تستعين به قوات الأمن للوصول إلى الجناة وتعقبهم، موضحا أن الجريمة لم تقل بسبب انتشار مثل تلك الكاميرات ولكنها أصبحت أكثر سهولة لتعقب المجرمين وعدم إهدار الوقت في الاستماع للشهود ما إذا قامت الكاميرا بالتقاط صور حية للمجرم أثناء ارتكابه لجريمة ما.

ويضيف نور الدين، في تصريح لـ"الوطن"، أنه يجب على المحليات في المحافظات إجبار جميع المحال التجارية بوضع كاميرات مراقبة لسهولة الوصول وتعقب الجناة، موضحا أن قوات الأمن تحصل على تلك الفيديوهات ومن ثم تضبط الإحداثيات الخاصة بها وتقوم على الفور بعلميات التعقب والمداهمة.

"شوارع لندن الرئيسية فيها أكثر من 40 ألف كاميرا غير كاميرات الدولة" كلمات أوضح بها الخبير الأمني تقنية التتبع التي تستخدمها الشرطة اللندنية في الحصول على أماكن المجرمين والتي تعتبر بمثابة "صندوق أسود"، مشيرا إلى أن هناك نوعا من كاميرات المراقبة والتي تمنع وقوع الجريمة من الأساس وذلك من خلال استخدامها في المناطق مثل محطات مترو الأنفاق أو المناطق الحيوية والتي تكون موصولة بغرفة مراقبة وأفراد أمن يحيطون بها حتى إذا وجدوا أي شخص مشتبه فيه يقومون بإخبارهم عن مكانه ويستطيع الوصول إليه قبل تنفيذ عمليته الإجرامية.