بعد أن زيف مشهدًا من الحرب.. ما هو «VEO» أداة جوجل الجديدة التي أربكت الجميع؟

بعد أن زيف مشهدًا من الحرب.. ما هو «VEO» أداة جوجل الجديدة التي أربكت الجميع؟
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يونيو 15, 2025 مشاهدة: 83

تخيل بعد أن ترى مقطع فيديو للحرب وتتفاعل معه بين عشرات مقاطع الفيديو التي توثق الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، تكتشف أنه مُصمم بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي؟ بدا المقطع حقيقيًا لدرجة جعلت كثيرين يتداولونه بوصفه ضربة إيرانية مصوّرة، لكنه لم يكن سوى منتج جديد من الذكاء الاصطناعي، صنعته أداة تحمل اسم «VEO»… من جوجل.

هكذا، في لحظة، اختلطت الحرب بالخداع، والواقع بالسينما، دون أن يفرق أحد بين رعبٍ حقيقي وآخر محاكى بإتقان. لكن ما هي هذه الأداة التي جعلت الناس يصدقون الخيال؟ ولماذا تُثير كل هذا القلق من تأثيرها على الإعلام والوعي العام؟

VEO… حين يصنع الذكاء الاصطناعي فيلمًا من جملة واحدة

«VEO» ليست مجرد أداة فيديو، بل منصة قادرة على إنتاج مشاهد كاملة من الصفر، عبر أوامر نصية بسيطة. تكتب ما تريده، وتقوم الأداة ببناء مشهد حي، واقعي، متكامل: صورة، صوت، حركة، مؤثرات، وأحيانًا لهجة محلية مألوفة كأنك تشاهد نشرات الأخبار.

قال الدكتور ماركو ممدوح، أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن سر واقعية VEO ليس سحرًا، بل هو نتيجة تدريب هائل على كميات ضخمة من البيانات. «كلما زادت كمية وجودة البيانات التي تُدرَّب عليها الأداة، كلما اقتربت نتائجها من الواقع بشكل مدهش»، يوضح ماركو.

وهذا ما يفسر سبب إقناع الفيديو المزيف للجمهور، كل ذلك لم يُقتبس، بل تولد بالكامل من الصفر.

VEO 3

بداية عصر جديد من التضليل البصري

يوضح «ماركو» أن «VEO»، ليست تقنية Deepfake، بل تنتمي إلى فئة الأدوات التوليدية (Generative)، التي تنشئ الفيديو دون الحاجة إلى استبدال وجه أو صوت حقيقي. وهذا يجعلها أكثر أمانًا حاليًا من ناحية الخصوصية، لكنها أكثر خطرًا من ناحية التأثير الجماهيري، لأنها تصنع سرديات كاملة من لا شيء.

صناعة الإعلام على خط النار

الذكاء الاصطناعي لم يعد يساعد في صناعة المحتوى، بل بات يصنعه بنفسه. يرى ماركو أن VEO «تهدد بشكل مباشر صناعة الأفلام، والإعلانات، وحتى المحتوى الإخباري»، لأنها تقلل التكلفة، وتزيد من القدرة الإنتاجية لأي جهة… صغيرة كانت أو كبيرة.

«ببساطة، الشركات الناشئة تستطيع الآن أن تنتج إعلانًا يبدو كأنه بميزانية هوليوود»، يقول ماركو. هذا يعني أن معايير «الاحترافية» القديمة تفقد وزنها، وأن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تُنافس البشر على «الإبداع».

بين الخداع والتقدّم… أين نقف نحن؟

ما فعله فيديو «تل أبيب» المزيف ليس خطأ تقنيًا، بل إشارة واضحة إلى حجم المسؤولية الجديدة على الصحفيين والجمهور. وفي ظل هذا الواقع، يصبح التحقق البصري ضرورة لا رفاهية. وتتحول كل صورة إلى شك، وكل فيديو إلى احتمال، وكل «حقيقة» إلى نص مفتوح قابل للتزوير.

لكن يبقى الضوء في التفاصيل، الفيديوهات المصنّعة لا تزال تترك خلفها آثارًا، خيوطًا صغيرة يمكن أن يكشفها الخبراء… مثل طريقة حركة الأجسام، تزامن الإضاءة، طبيعة الصوت، وحتى تموج ظل تكوين الفيديو.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة