حذّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI» (وهى شركة رائدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي)، القطاع المالي والمصرفي من «أزمة عمليات احتيال صوتية وشيكة»، بسبب قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على انتحال شخصية الشخص، لتجاوز عمليات الفحص الأمني وتحويل الأموال.

وفي كلمة ألقاها في مؤتمر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمس الثلاثاء في واشنطن، قال ألتمان: «ما يُرعبني هو أنه على ما يبدو لا تزال بعض المؤسسات المالية تقبل بصمة الصوت كإثبات هوية، إنه أمرٌ جنوني أن يستمر هذا. لقد هزم الذكاء الاصطناعي هذا الأمر تمامًا»، وبحسب ما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس».

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»: «حاليًا، إنها مكالمة صوتية؛ وقريبًا ستصبح مكالمة فيديو أو مكالمة فيديو عبر FaceTime لا يمكن تمييزها عن الواقع»، مُحذرًا من أنه على الرغم من أن شركته لا تُطوّر أدوات انتحال شخصية كهذه، إلا أنها تُمثّل تحديًا سيحتاج العالم قريبًا إلى مواجهته مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي.

وأوضح ألتمان أيضًا أنه قلق بشأن احتمال فقدان البشر السيطرة على نظام ذكاء اصطناعي فائق الذكاء، أو منح التكنولوجيا سلطة كبيرة في اتخاذ القرار، إذ تسعى العديد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «OpenAI»، إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق.

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، أنه يعتقد أن ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين قد تجعل ذكاء الذكاء الاصطناعي يتجاوز بكثير قدرات البشر- ولكن لا يزال من غير الواضح كيف تُحدد هذه الشركات هذا الإنجاز بالضبط ومتى، إن وُجد، سيصلون إليه.

وازدادت شعبية بصمة الصوت كوسيلة تعريف لعملاء البنوك الأثرياء منذ أكثر من عقد، حيث يُطلب من العملاء عادةً نطق عبارة تحدي في الهاتف للوصول إلى حساباتهم، ولكن الآن، يُمكن نسخ الصوت بالذكاء الاصطناعي، وفي النهاية نسخ الفيديو، انتحال شخصية الأشخاص بطريقة قال ألتمان إنها «لا يمكن تمييزها عن الواقع» بشكل متزايد، وستتطلب أساليب جديدة للتحقق.

من جانبها، قالت ميشيل بومان نائبة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي لشؤون الإشراف، وهي أكبر هيئة تنظيمية مالية في البنك المركزي، والتي كانت تستضيف المناقشة مع ألتمان: «قد يكون هذا شيئًا يمكننا التفكير في الشراكة فيه».

ليس ألتمان وحده من يشعر بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيُعزز عمليات الاحتيال، بل حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) من عمليات احتيال «استنساخ» الصوت والفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي العام الماضي.

يُذكر أن ظهور الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، يأتي في الوقت الذي من المتوقع أن يصدر فيه البيت الأبيض «خطة عمل الذكاء الاصطناعي» في الأيام المقبلة، وهي وثيقة سياسية لتحديد نهجه في تنظيم التكنولوجيا وتعزيز هيمنة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي.