أظهرت دراسة جديدة من جامعة جورج واشنطن أن الأحداث الكبيرة، مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يمكن أن تعزز جماعات الكراهية عبر الإنترنت وتجذبها للتقارب حول قضايا حساسة. حيث وجدت الدراسة، التي نشرت في دورية npj Complexity، أن انتخابات عام 2020 في الولايات المتحدة وحدت حوالي 50 مليون حساب في مجتمعات الكراهية على الإنترنت، مما زاد من قربها وتأثيرها على الجماهير الأوسع، بما في ذلك المليارات حول العالم.

تتشكل جماعات الكراهية في شكل شبكات أو مجموعات عبر الإنترنت أو على منصات التواصل الاجتماعي، يجمعها هدف مشترك يتمثل في نشر أو تعزيز الأفكار المتطرفة أو العنصرية أو التحريضية ضد أفراد أو مجموعات معينة، بسبب اختلافات في الدين، العرق، الجنس، أو الانتماءات السياسية وغيرها. وتروج للكراهية والعنف، وتستخدم منصات التواصل لتبادل رسائل وصور ومحتويات تعزز الأفكار السلبية والتحيزات، مما يزيد من تأثيرها وانتشارها.

تركز الدراسة على تأثير الانتخابات في توليد محتوى كراهية جديد، خاصة حول قضايا مثل الهجرة والأصول العرقية ومعاداة السامية، تتماشى هذه القضايا عادةً مع نظريات مؤامرة متطرفة. حدد الباحثون زيادة واضحة في خطاب الكراهية حول هذه القضايا في نوفمبر 2020، عندما أُعلن عن فوز جو بايدن بالانتخابات، وأيضًا بعد أحداث الشغب في مبنى الكونغرس في يناير 2021.

قاد فريق البحث البروفيسور نيل جونسون، الذي قام بتطوير "تلسكوب عبر الإنترنت" لتحليل محتوى الكراهية بشكل غير مسبوق. وأظهرت النتائج أن منصة "تيليجرام" تلعب دوراً رئيسياً في توصيل وتنسيق جماعات الكراهية، حيث تفتقر للرقابة الفعالة من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أكد الباحثون على أهمية توسيع نطاق سياسات مكافحة خطاب الكراهية لتشمل المنصات المختلفة، وليس فقط تلك الأكثر شهرة مثل "فيسبوك" و"تويتر". كما أوصوا بعدم حصر الرسائل المناهضة للكراهية حول أحداث معينة فقط، إذ يمكن أن يتضمن خطاب الكراهية قضايا متداخلة ترتبط بأحداث واقعية مختلفة.