منذ أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، ارتفعت أسعار الرهن العقاري، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.
وأدى الارتفاع إلى تثبيط سوق الإسكان المحاصرة، حيث بدأ المشترون المحتملون الذين كانوا يستهدفون أسعارًا أقل في التراجع وانتظار الأمر، في الوقت الذي تتجه فيه مبيعات المنازل إلى تسجيل أسوأ عام لها منذ عام 1995، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وارتفع متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 عامًا إلى 6.72% هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ الأول من أغسطس، وفقًا لرقم «فريدي ماك» الأسبوعي.
وذكرت صحيفة «مورتجيج نيوز ديلي»، التي تتابع الوضع عن كثب في الوقت الحقيقي، يوم الخميس أن المتوسط بلغ 7.09%، وهذا هو أعلى مستوى منذ يوليو- وهو يتجاوز حاجزا نفسيا يمكن أن يكون بمثابة عامل إحباط- وخاصة بالنسبة للمشترين الذين كانوا يعتقدون أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يخفض أسعار الرهن العقاري.
عندما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، كانت أسعار الرهن العقاري المتوسطة أقرب إلى 6%.
وقال تشين تشاو، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في شركة «ريدفين» الأمريكية، في بيان يوم الخميس: «كان هناك احتمال أن ترتفع أسعار الرهن العقاري بعد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكننا لم نتوقع أن ترتفع بهذا القدر».
وتابع: العلاقة بين سعر الفائدة الذي يحدده بنك الاحتياطي الفيدرالي وسعر الفائدة على الرهن العقاري ليست واضحة.
في الأساس، يتحكم بنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة قصيرة الأجل، أما أسعار الفائدة الأطول أجلًا، بالنسبة لسندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، فتُحدَّد في أسواق السندات العالمية، استنادًا إلى توقعات التضخم وما يعتقد المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يفعله في المستقبل، كما أوضح «نيل إروين» من «أكسيوس» الشهر الماضي.
تتحرك أسعار الرهن العقاري لمدة 30 عامًا بالتوازي مع أسعار السندات الأطول أجلاً.
في أغسطس الماضي، اعتقد المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة عدة مرات لتحفيز الاقتصاد.
في ذلك الوقت، كان معدل التضخم في انخفاض، وبدا أن نمو الوظائف يتباطأ، لذا، انخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات، كما انخفضت أسعار الرهن العقاري.
وأضاف الموقع الأمريكي: «حصلنا على مفاجأة في شهر أكتوبر، بعدما جاء تقرير الوظائف أقوى من المتوقع، فلقد غير هذا كل شيء، فلم يعد المستثمرون يتوقعون المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة؛ بل أصبح المستقبل أكثر غموضا».
وقد أدى هذا الغموض إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، وأسعار الرهن العقاري أيضا.
«المؤامرة» عندما نتحدث عن حالة عدم اليقين، تلعب الانتخابات الأمريكية دورًا هنا أيضًا، بحسب «أكسيوس».
في الوقت الحالي، فإن الرأي المتفق عليه بين المستثمرين هو أن دونالد ترامب سوف يفوز الأسبوع المقبل، كما أوضح «توم جراف»، وهو تاجر سندات الرهن العقاري منذ فترة طويلة، في حلقة حديثة من البودكاست «Odd Lots».
إن الاعتقاد السائد هو أن رئاسة ترامب ــ والتخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية الأعلى التي قد تجلبها ــ سوف تكون تضخمية ومتقلبة على نطاق واسع.
وهذا قد يعني عدم خفض أسعار الفائدة، أو خفضها على نحو أقل، أو خفضها بشكل أقل حدة، ولكن من يستطيع أن يجيب على هذا السؤال؟.
وقد أدى عدم اليقين بشأن الانتخابات أيضًا إلى إبطاء مشتري المنازل، الذين ينتظرون لمعرفة ما سيحدث قبل اتخاذ قرار كبير في حياتهم، وفقًا لوكلاء «Redfin».
اقرأ أيضًا:
«الدولار بـ100 جنيه وأسعار الشقق زادت 5 أضعاف».. خبير يتحدث عن «فقاعة عقارية» في مصر
بعد الحديث عن «فقاعة عقارية».. هل الوقت مناسب لشراء العقارات؟ مسؤول يرد: «مش بتاعتي» (فيديو)