ترامب يقاطع وهاريس تسيطر.. كيف تؤثر «سناب شات» في الانتخابات الأمريكية 2024؟

ترامب يقاطع وهاريس تسيطر.. كيف تؤثر «سناب شات» في الانتخابات الأمريكية 2024؟
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: نوفمبر 04, 2024 مشاهدة: 134

في عملية انتخابية من الأكثر إثارة للجدل بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، لعبت منصة «سناب شات» دورًا كبيرًا في جذب وتشجيع ملايين الناخبين لإشراكهم في الانتخابات الأمريكية 2024، بجانب المنصات الاجتماعية الأخرى.

وبينما يستحوذ «فيسبوك» على الحصة الأكبر من الإنفاق الإعلاني السياسي، أثبتت «سناب شات» أنها منصة مبتكرة للتسويق السياسي، خاصة بين الشباب، حيث لجأ المرشحون، لا سيما من اليسار، إلى منصة الشباب المفضلة للترويج لحملاتهم الانتخابية والسياسية باستخدام الفلاتر والسيلفي وحملات الفيديو القصيرة، بل وازداد الإنفاق على الإعلانات السياسية على سناب شات بأكثر من 1600% منذ عام 2018، وفقًا لوكالة بلومبرج.

ليس هذا وفقط، بل تمكنت «سناب شات» من تسجيل 1.2 مليون شخص للتصويت في عام 2020، مما يؤكد تأثيرها الكبير على الساحة السياسية.

كيف كانت تغطية الانتخابات الأمريكية 2024 عبر «سناب شات»؟

منذ بدء السباق الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية، كثفت حملتا دونالد ترامب وكامالا هاريس جهودهما للوصول إلى الناخبين من «الجيل Z والألفية» الذين يحصلون على أخبارهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وتسمح المنصة، التي تم إنشاؤها في عام 2011، للمستخدمين بإرسال رسائل تختفي بعد 24 ساعة بجانب القصص القصيرة، وسرعان ما انتشر أسلوب الاتصال المؤقت بين طلاب الكليات والمدارس الثانوية، الذين استخدموه لتبادل الصور والفيديوهات القصيرة فيما بينهم.

ومنذ ذلك الحين، أظهرت الشركة قدرة على الوصول إلى الأمريكيين المهتمين بالسياسة في عام 2020، قالت شركة «سناب» إنها عملت مع مجموعة «TurboVote» غير الحزبية لتسجيل ما يقرب من 1.2 مليون شخص للتصويت.

جاء الاهتمام بمنصة «سناب شات» بديلًا لمنصة «تيك توك» التي لا يمكن استخدامها في الإعلانات السياسية داخل أمريكا، مما يجعل «سناب شات»منصة ذات تأثير كبير على الناخبين من«جيل الألفية والجيل Z» وهو الجيل الذي أتى بعد جيل الألفية بين منتصف التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من القرن الـ21.

سناب شات ملاذ للشباب الأمريكيين.. فما هي قوتهم الانتخابية؟

وفقًا لتقديرات eMarketer، فإن 52.3٪ من مستخدمي «سناب شات» هم من«الجيل Z»، مقارنة بـ 43.8٪ فقط على«تيك توك» و35٪ على إنستجرام. تتطلع حملتا هاريس وترامب إلى جذب الناخبين الشباب، مما يجعل «سناب شات» مكانًا مناسبًا لمشاركة الناخبين في العملية الانتخابية.

وطوال عام 2024، اشترت حملة هاريس الانتخابية 5619 إعلانًا على «سناب شات»، وفقًا لإفصاحات الشركة، واستهدفت هذه الإعلانات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، وتُرسل إلى الولايات المتأرجحة التي قد لا تمثل قوة لكامالا هاريس مثل ويسكونسن وأريزونا وبنسلفانيا.

وفي ذات السياق، أكد تقرير نشره موقع «فاست كامباني»، تسجيل «سناب شات» ما يزيد قليلًا على 17000 إعلان سياسي تم شراؤها هذا العام، مما يعني أن 32.77٪ من الإعلانات السياسية على المنصة ممولة من حملة هاريس.

لماذا اقتحمت «سناب شات» سباق الانتخابات الرئسية الأمريكية 2024؟

مع أكثر من 80 مليون أمريكي من الشباب يستخدمون «سناب شات» شهريًا، تُعد سناب شات منصة قوية للوصول إلى الناخبين الشباب وتشجيعهم على المشاركة في العملية الانتخابية، والتي استغلتها المرشحة الأمريكية «كامالا هاريس» مع غياب تام للمرشح المنافس لها «دونالد ترامب».

فبحسب بيان سابق نشرته «سناب إنك»، الشركة الأم لمنصة «سناب شات»، فإن لديها أكثر من 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية، حوالي 80 في المائة منهم يبلغون من العمر 18 عامًا أو أكبر وبالتالي يمكنهم التصويت، كما تحتوي المنصة على نسبة أعلى من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا من تطبيقات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.

لذا، اتجهت «سناب» لتغطية الانتخابات الأمريكية، مستفيدة من قاعدة مستخدميها الضخمة من الناخبين، في الوقت التي قامت منافستها الأكبر «ميتا بلاتفورمز إنك» بتقليل أهمية المحتوى السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها (فيسبوك، إنستجرام).

وعلى الرغم من النمو الهائل في الإنفاق على الإعلانات السياسية على المنصة، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شرسة من منصات أخرى مثل «فيسبوك»، فحملة واحدة مثل حملة الديمقراطي «بيتو أورورك» أثناء السباق على منصب حاكم ولاية تكساس في 2021، أنفقت على فيسبوك وحده ما أنفقته جميع الحملات على سناب شات، وفقًا لما نشره موقع USA Today.

وتأتي أهمية منصة سناب شات في جذب الناخبين الأمريكيين، بعد إعلان شركة سناب في إبريل 2024 عن شراكة جديدة مع Vote.org لتسهيل التسجيل للتصويت خلال الانتخابات السياسية، وتم تصميم هذه الشراكة للسماح لمستخدمي «سناب شات» بالبقاء على تواصل مع العملية الانتخابية دون مغادرة التطبيق.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم المنصة محتوى سياسيًا حصريًا بالشراكة مع «NBC News» لتقديم سلسلة حلقات تتحدث مع الناخبين من«الجيل Z» في الانتخابات وكافة القضايا المحلية التي تتردد صداها معهم، وهذه الخطوات تهدف إلى جعل سناب شات وجهة رئيسية للحصول على المعلومات السياسية للشباب، وتشجيعهم على المشاركة في العملية الانتخابية.

تقصي الحقائق لضمان مكافحة الأخبار المفبركة أثناء الانتخابات

أوضح موقع «بلومبرج نيوز»، أن جميع التنسيقات والشراكات التي عقدتها سنابشات هي وسيلة لجلب الإعلانات السياسية التي تستهدف 414 مليون مستخدم نشط يوميًا في سنابشات، فبحسب بيان سنابشات فإنها تقوم بفحص الإعلانات على المنصة من خلال عملية «مراجعة بشرية صارمة» على حد قولها، بالإضافة إلى التحقق من المحتوى المنشور مع معهد بوينتر المتخصص في التحقق من الأخبار، بجانب التحقق من عملية التسجيل والمستخدمين الذين سيقومون بتشغيل الإعلانات، وسيفحص التطبيق المعلومات المضللة، بما في ذلك تلك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور خادعة.

لماذا غاب ترامب عن سناب شات؟

كشف تقرير نشرته «نيويورك تايمز» رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي جرى حظر حسابه الشخصي بعد أعمال الشغب في الكابيتول، إنفاق أموال حملته الانتخابية على إعلانات سناب شات، مما أدى فعليًا إلى التنازل عن المساحة لكامالا هاريس.

ويأتي رفض «ترامب» إنفاق الأموال على سناب شات- وهو تحول عن حملاته السابقة- بعد نزاع طويل الأمد مع الشركة الأم التي يقع مقرها في كاليفورنيا، سناب، والتي حظرت حسابه الشخصي بعد وقت قصير من الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

وأوضح التقرير أن ترامب لم ينشر أي اعلانات على منصة سناب شات، في الوقت التي أنفقت المرشحة المنافسة له كامالا هاريس أكثر من 5.3 مليون دولار على إعلانات حملتها الانتخابية.

في وقت سابق، أنفق الرئيس بايدن ما يقرب من 1.5 مليون دولار على إعلانات سناب شات، قبل انسحابه من السباق بحسب «نيويورك تايمز».

وعلى النقيض من منصات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، لم ترفع سناب الحظر المفروض على الحساب الشخصي لترامب، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من حملته. فعلى الرغم من عدم السماح لترامب بالنشر من حسابه الشخصي، إلا أن الشركة قالت بأنها لا مانع لديها من بيع إعلانات لحملته السياسية، بعد أن تخضع جميعها لفحص داخلى للمحتوى الذي سيتم تقديمه، وهو الأمر الذي أثار غضب حملة الترامب الانتخابية وقاموا بنشر تدوينة عبر منصة «إكس» يتهكمون على قرار منصة سنابشات ويوجهون إتهامات للمنصات الاجتماعية بمساندة كامالا هاريس فقط.

وكتبت حملة «ترامب»: «سناب شات يرفض إعادة حساب الرئيس ترامب- لكنه يطلب بعد ذلك بلا خجل من حملة ترامب الإعلان مع سناب شات». واستشهدت حملته بالشركة كدليل على أن «شركات التكنولوجيا الكبرى تدعم كامالا!».

استخدام فلتر سناب شات في الحملات الانتخابية

في وقت سابق، لجأت الحملة الانتخابية لكامالا هاريس إلى «سناب شات» خلال جولة تايلور سويفت الموسيقية التي وصلت إلى ميامي، باعتبار سويفت واحدة من أشهر داعمي هاريس في عالم الفن، واشترت اللجنة الوطنية الديمقراطية (الهيئة الرسمية الحاكمة للحزب الديمقراطي الأمريكي)، فلتر «سناب شات» لتشجيع مُحبي سويفت على دخول العملية الانتخابية والتفاعل مع الحملة.

فبعد استخدام الفلتر، يُطالب الفلتر المستخدمين باختيار القضية التي يشعرون «بالشجاعة» تجاهها، في إشارة إلى اسم ألبوم سويفت. وتشمل الخيارات حقوق الإنجاب، والعمل المناخي، والعدالة العرقية، وتخفيف أعباء ديون الطلاب.

الانتخابات الرئاسة الامريكية

إعلانات الانتخابات الأمريكية على سناب شات والحرب في غزة

وفي حين تجنبت حملة ترامب سناب شات تمامًا، إلا أن مؤيدوه قاموا بملء فجوة الإعلان بينه وبين منافسته كامالا هاريس، فقد توصل تحقيق حديث أجرته 404 Media إلى أن لجنة العمل السياسي الداعمة لدونالد ترامب والمدعومة من إيلون ماسك، تدفع بإعلانات متضاربة حول موقف هاريس بشأن الحرب في غزة.

على سبيل المثال، قامت لجنة العمل السياسي بشراء إعلانات عبر سناب شات موجهة للمناطق في ولاية ميشيجان التي تضم أعدادًا كبيرة من الناخبين المسلمين، تزعم أن «كامالا هاريس تقف مع إسرائيل» وفي الوقت نفسه، في المناطق في بنسلفانيا التي تضم أعدادًا كبيرة من الناخبين اليهود، تدفع لجنة العمل السياسي بإعلانات سناب شات التي تزعم أن «كامالا هاريس تقف مع فلسطين».

ولم تقف حملة كامالا هاريس في موقف المتفرج، فقد دفعت الحملة بإعلانات عبر سنابشات لتشويه ترامب. ففي تقرير آخر نشره موقع «فاست كومباني»، تحدث فيه عن قوة وجود طامالا هاريس في سنابشات وسط غياب لمنافسها ترامب، وأوضح التقرير أنه منذ يوليو2024، اشترت حملة كامالا هاريس أكثر من 5000 إعلان على سناب شات، بقيمة تقدر بنحو 5.3 مليون دولار، كانت أغلبها تتحدث عن جرائم ترامب حول الإجهاض والحقوق الإنجابية.

هل تأثر ترامب باستبعاده سناب شات في حملته الانتخابية؟

أوضح تقرير بلومبرج، أنه على الرغم من شعبية سناب شات بين الشباب الأمريكي، فإن قاعدة مستخدميها بعيدة كل البعد عن كونها كتلة يمكن لترامب الاعتماد عليها. فوفقًا لمسح حديث أجراه مركز بيو للأبحاث (مركز أبحاث أمريكي غير حزبي، يُقدم معلومات عن القضايا الاجتماعية والرأي العام الأمريكي)، فإن حوالي 51 في المائة من مستخدميها يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين أو يميلون إلى ذلك، مقارنة بـ 41 في المائة يفضلون الجمهوريين.

لذا، تميل المنصات الأكبر مثل «فيسبوك» و«يوتيوب» إلى اليمين، مما يجعلها أرضًا أكثر ملاءمة للمرشح الأمريكي دونالد ترامب.

ووجد مركز بيو أن 60 في المائة من مستخدمي «شناب شات» من الإناث، وهو نقطة ضعف تُحسب لترامب، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الإناث يدعمن كامالا هاريس بأعداد كبيرة، بينما يعتمد ترامب على فئة الذكور من الناخبين بشكل أكبر.

وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية يومها الكبير مع انتخابات الرئاسة الأمريكية غدًا الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية الثالثة في مسيرته، أمام المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الحالي جو بايدن.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة