زعمت دراسة جديدة استخدمت نماذج المناخ الحاسوبية، أن قارات الكوكب تنجرف ببطء، وسوف تندمج في النهاية لتشكل قارة عملاقة تُسمى «بانجيا ألتيما»، مؤكدة أنه من المتوقع أن تكوين القارة الجديدة سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في مناخ الأرض مما يؤدي إلى أن يسود جو حار وجاف للغاية بحيث لا تتمكن معظم أشكال الكائنات الحية من البقاء على قيد الحياة.
وقالت الدراسة التي أجراها فريق بحثي في جامعة بريستول، إن الارتفاع الكبير في درجات حرارة المناخ يحدث نتيجة لثلاثة أسباب؛ تأثير القارية، والشمس الأكثر سخونة، وزيادة ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي، فمع تكوين القارة العملاقة ستكون مساحة أكبر من الأرض بعيدة عن تأثير تبريد البحر، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهي ظاهرة تعرف باسم «تأثير القارية»، ومع اندماج القارات، ستواجه المناطق الداخلية نقصًا في المسطحات المائية مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجو.
ووفقًا للدراسة، ففي المليون سنة القادمة أو نحو ذلك، ستصبح الشمس أكثر سخونة وأكثر سطوعًا، مما يؤدي إلى انبعاث المزيد من الطاقة إلى الأرض، وسيكون المزيد من النشاط البركاني هو السبب وراء إطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون.
يقول الدكتور فارنسورث، معد الدراسة، إن المصير سيتحدد بدرجات حرارة تتراوح من 40 إلى 50 درجة مئوية أو 104 إلى 122 درجة فهرنهايت، مع ظواهر يومية متطرفة أكبر تتفاقم بسبب مستويات الرطوبة العالية، وسيؤدي هذا الارتفاع في درجة الحرارة إلى انقراض العديد من الأنواع من الكائنات، مؤكدًا أن أزمة المناخ الحالية تلوح في الأفق.
واستخدم فريق الباحثين نموذج حركة الصفائح التكتونية وكيمياء المحيطات للتنبؤ بمستقبل ثاني أكسيد الكربون، الذي يبلغ حاليًا حوالي 400 جزء في المليون، ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 600 جزء في المليون في السنوات القادمة، إذ يبدو مستقبل البشرية قاتما إذا لم يتم تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر في أقرب وقت ممكن.
يذكر أنه في السابق، شهدت الأرض 5 أحداث انقراض جماعي، إذ حدث انقراض الأوردوفيشي-السيلوري، الذي قضى على 85% من الحياة البحرية، منذ حوالي 443 مليون سنة، ثم وقع الحادث الثاني، وهو انقراض العصر الديفوني المتأخر، منذ حوالي 360 مليون سنة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 75% من الأنواع.
حدث انقراض العصر البرمي الترياسي، والذي يُطلق عليه أيضًا «الموت العظيم»، قبل 252 مليون سنة، عندما أطلق ثوران بركاني فيما يعرف اليوم بسيبيريا كميات هائلة من الحمم البركانية مما أدى إلى تغير مناخي حاد وأمطار حمضية وتحمض المحيطات، وحدث انقراض العصر الترياسي والجوراسي منذ حوالي 200 مليون سنة، مما أدى إلى مقتل 50% من الأنواع.
كما وقع انقراض العصر الطباشيري- باليوجيني منذ حوالي 66 مليون سنة عندما أدى اصطدام كويكب ضخم إلى خلق حفرة «تشيككسولوب» في المكسيك الحالية، مما أدى إلى مقتل جميع الديناصورات إلى جانب 75% من الأنواع.