صور تجسس رُفعت السرية عنها تكشف موقع معركة القادسية بين المسلمين والفرس (تفاصيل)

صور تجسس رُفعت السرية عنها تكشف موقع معركة القادسية بين المسلمين والفرس (تفاصيل)
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: نوفمبر 12, 2024 مشاهدة: 231

قادت صور أقمار صناعية تجسسية أمريكية تم رفع السرية عنها تعود إلى سبعينيات القرن العشرين فريقا أثريا بريطانيا وعراقيا إلى ما يعتقدون أنه موقع معركة «القادسية» التاريخية، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية.

ودارت معركة القادسية في العراق والتي كانت تعرف حينها باسم «بلاد ما بين النهرين»، في 13 شعبان من السنة الـ15 للهجرة على أرجح الأقوال، بين المسلمين وجيش السلالة الفارسية «الساسانية» أثناء فترة الفتوحات الإسلامية.

ولعبت المعركة دورا حاسما في انتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة، حيث قادها الصحابي سعد بن أبي وقاص، خلال خلافة الصحابي، عمر بن الخطاب، في القرن الـ7الميلادي، والفرس بقيادة رستم فرّخزاد، وانتهت بمقتل رستم وانتصار جيش المسلمين، واستمر في مسيرته إلى بلاد فارس «إيران الآن».

وعثر فريق مشترك من علماء الآثار من جامعة دورهام البريطانية وجامعة القادسية على الموقع أثناء قيامهم بمسح عن بعد لرسم خريطة لدرب زبيدة، وهو طريق للحج من الكوفة في العراق إلى مكة في المملكة العربية السعودية تم بناؤه منذ أكثر من 1000 عام، إذ نشرت النتائج يوم الثلاثاء في مجلة «أنتيكويتي- Antiquity».

الجوثري عالم الآثار العراقي خلال وجوده في الموقع المكتشف

العثور على سمات بالموقع بما يتفق مع الرويات التاريخية

لاحظ الفريق أثناء رسم خريطة الطريق، أن موقعًا يبعد حوالي 30 كيلومترًا، جنوب الكوفة في محافظة النجف جنوب العراق، وهي منطقة صحراوية بها قطع متناثرة من الأراضي الزراعية، يحتوي على ميزات تتطابق بشكل وثيق مع وصف موقع معركة القادسية الموصوف في النصوص التاريخية.

وفي هذا السياق، أوضح ويليام ديدمان، المتخصص في الاستشعار عن بعد الأثري بجامعة «دورهام»، أن صور الأقمار الصناعية في حقبة «الحرب الباردة» هي أدوات شائعة الاستخدام من قبل علماء الآثار العاملين في الشرق الأوسط، لأن الصور القديمة غالبًا ما تظهر ميزات تم تدميرها أو تغييرها ولن تظهر في صور الأقمار الصناعية الحالية.

وقال ديدمان، إن الشرق الأوسط تطور كثيرًا خلال الـ50 عامًا الماضية، سواء من حيث التوسع الزراعي أو التوسع الحضري، مشيرا إلى أن بعض السمات المميزة في موقع القادسية، مثل الخندق المميز، كانت «أكثر نقاءً ووضوحًا» في صور السبعينيات، مؤكدا على أن المسح الميداني النتائج وأقنع الفريق بأنهم حددوا الموقع بشكل صحيح.

منطقة صحراوية تتطابق سماتها بشكل وثيق مع وصف موقع معركة القادسية الوارد في النصوص التاريخية

موقع لخندق ومعبر لمرور فرس يمتطون أفيالا

بدوره قال جعفر الجوثري، أستاذ علم الآثار في جامعة القادسية، والذي شارك في الفريق الذي أجرى الاكتشاف، إن السمات الرئيسية للموقع كانت خندقًا عميقًا وحصنين ونهرًا قديمًا قيل إنه كان معبر ذات يوم لجنود فارسيين يمتطون «الأفيال».

وأشار إلى أن الفريق يخطط لبدء أعمال التنقيب في الموقع في العام المقبل، فيما عثر فريق المسح على شظايا فخارية تتوافق مع الفترة الزمنية التي وقعت فيها المعركة.

ويأتي هذا الاكتشاف كجزء من مشروع أوسع أطلق في عام 2015 لتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالانقراض في المنطقة، وفي السنوات الأخيرة، عادت الحفريات وتم استعادة آلاف القطع الأثرية المسروقة.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة