يبحث البعض عن نسخ معدلة من التطبيقات الرسمية للحصول على مزايا إضافية أو تجربة استخدام مختلفة. ومنها تطبيق «واتساب» وهو واحد من أبرز التطبيقات التي يلجأ بعض مستخدميه إلى تحميل نسخ غير رسمية مثل «واتساب الذهبي» و«واتساب بلس»، في محاولة للاستفادة من مزايا إضافية يُعتقد أنها غير متوفرة في النسخة الرسمية.
إلا أن هذا الإجراء قد يعرض المستخدمين لمخاطر أمنية تهدد بياناتهم وخصوصيتهم.
واتساب الذهبي والنسخ المعدلة بين المزايا المغرية والمخاطر الجسيمة
تقدم النسخ غير الرسمية مثل «واتساب الذهبي«مجموعة من الخصائص التي تجذب المستخدمين، مثل إمكانية تخصيص الواجهة بالكامل، وتغيير الألوان وأنماط الخطوط، بالإضافة إلى إخفاء حالة»Last Seen«أو»Online«، مما يتيح للمستخدمين مشاهدة الحالات دون إعلام أصحابها. كما أنها تتيح للمستخدم تشغيل حسابين على نفس الجهاز. هذه الميزات تبدو مغرية للبعض، لكنها تترافق مع تهديدات أمنية قد تكون غير مرئية للمستخدم العادي.
على الجانب الآخر، يوفر الإصدار الرسمي من واتساب العديد من الخصائص الأمنية التي تتفوق بوضوح على النسخ المعدلة. بالإضافة إلى تحسينات في الأداء والخصوصية مثل ميزة «Chat Lock» التي تتيح قفل المحادثات بكلمة مرور، يضمن الإصدار الرسمي مستوى عالٍ من الأمان من خلال آليات الحماية المدمجة. لكن النسخ غير الرسمية لا تحظى بأي إشراف من شركة «واتساب»، ما يجعلها عرضة للأخطار الأمنية.
مخاطر أمنية حقيقية: البرمجيات الخبيثة وتسريب البيانات
وفقًا لشركة كاسبرسكي للأمن السيبراني، فإن استخدام النسخ المعدلة مثل «واتساب الذهبي» قد يعرض أجهزة أندرويد للخطر، حيث تحتوي بعض هذه النسخ على شيفرات برمجية خبيثة تسمح للمهاجمين باختراق الأجهزة والتجسس على المستخدمين. كما أن هذه النسخ تتداول في بعض الأحيان عبر مجموعات غير موثوقة على تطبيقات مثل تليجرام، ما يزيد من خطر التفاعل مع برمجيات ضارة.
في دراسة أجرتها كاسبرسكي في أغسطس 2023، تم رصد انتشار واسع لنسخ معدلة من واتساب في دول مثل مصر والسعودية واليمن وتركيا وأذربيجان، حيث تقدر الشركة أن هذه التطبيقات تم تثبيتها أكثر من 340 ألف مرة حتى أكتوبر الماضي. وهو ما يعكس الانتشار السريع لهذه النسخ غير الرسمية في الأسواق المختلفة.
إضافة إلى المخاطر المتعلقة بالبرمجيات الخبيثة، فإن استخدام النسخ المعدلة قد يؤدي إلى حظر الحسابات بشكل دائم. حيث إن شركة «واتساب» تعتبر استخدام هذه النسخ انتهاكًا لشروط الخدمة الخاصة بها، وبالتالي فإن الحسابات المرتبطة بهذه النسخ قد تتعرض للحظر.
حماية الخصوصية: الفرق بين الإصدار الرسمي والنسخ المعدلة
بينما توفر النسخة الرسمية من «واتساب» مستويات متقدمة من الحماية، بما في ذلك ميزة «توثيق الجهاز» التي تساعد في حماية الحسابات حتى في حال تعرض الهاتف للاختراق، فإن النسخ المعدلة تفتقر إلى هذه الخصائص الأمنية. ميزة «توثيق الجهاز» تضيف ثلاث طبقات حماية لتعزيز أمان الحساب، بما في ذلك رمز أمان متغير ورقمًا عشوائيًا يتغير مع كل محاولة اتصال، ما يصعب على المتسللين الوصول إلى بيانات المستخدم حتى في حال نجاحهم في اختراق الجهاز.
أما النسخ المعدلة، فلا تخضع للتحديثات أو الإشراف من شركة «واتساب»، مما يجعلها أكثر عرضة للاختراق والهجمات السيبرانية. في حين أن النسخة الرسمية تتمتع بإجراءات فحص أمنية لحماية المستخدمين من التطبيقات المعدلة أو المقرصنة، مثل تلك التي تحتوي على برمجيات خبيثة تهدف إلى سرقة البيانات.
خطر حظر الحسابات: توعية للمستخدمين
لقد حذر «ويل كاثكارت»، المدير التنفيذي لتطبيق «واتساب»، في أكثر من مناسبة من مخاطر استخدام النسخ المعدلة من التطبيق، مشيرًا إلى أن هذه النسخ تتضمن برمجيات خبيثة تستهدف سرقة بيانات المستخدمين. وأضاف أن هذه النسخ تتجنب الكشف عنها بواسطة خدمة الحماية «Google Play Protect»، وهو ما يزيد من خطر تحميلها من مصادر غير رسمية. كما شدد على أن «واتساب» تتعاون مع «جوجل» لتحسين قدرة نظام أندرويد على اكتشاف هذه التطبيقات وحذفها من أجهزة المستخدمين.
الاستنتاج: الأفضلية للنسخة الرسمية لحماية بياناتك
بناءً على جميع المخاطر الأمنية التي تم الكشف عنها، يتضح أن استخدام النسخة الرسمية من «واتساب» هو الخيار الأكثر أمانًا للمستخدمين. فإن النسخ المعدلة مثل «واتساب الذهبي» و«واتساب بلس» قد تمنح بعض المزايا المؤقتة، لكنها في النهاية تعرض المستخدمين لمخاطر كبيرة تشمل البرمجيات الخبيثة وتسريب البيانات وحظر الحسابات. لذلك، من الضروري تجنب تحميل النسخ المعدلة والاعتماد على النسخة الرسمية التي توفر الحماية والأمان الكاملين للمستخدمين.