في محاولة لمكافحة الأمراض التي تهدد الشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي، توصل فريق من الباحثين إلى حل بيئي جديد باستخدام مزيج من الكلور، وزبدة الكاكاو، كبديل آمن وفعّال للمضادات الحيوية، ما قد يسهم في تقليل التلوث الناتج عن هذه العلاجات الضارة للحياة البحرية.
وتشهد الشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي، أزمة حادة بسبب انتشار مرض فقدان الأنسجة في الشعاب المرجانية الصخرية، والذي يُعد من أخطر الأمراض التي تؤثر على النظام البيئي الحيوي. يعمل هذا المرض بسرعة عالية وينتقل بين مضيفات متعددة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الشعاب.
وقام الباحثون، بقيادة «جريتا أابي» دكتورة من جامعة قطر، بتجربة علاج جديد يعتمد على استخدام الكلور المخلوط بزبدة الكاكاو كبديل للمضادات الحيوية التقليدية. تقول «أابي» في تصريحتها الخاصة لـ «المصري اليوم»، «بينما يستخدم الباحثون عادة المضادات الحيوية لاحتواء انتشار المرض، هناك خطرًا مرتبطًا باستخدام المضادات الحيوية في البيئة، يتمثل في نمو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهو تهديد متزايد للصحة العامة البحرية والبرية».
وأضافت «أابي» إن الكلور يعتبر مطهرًا فعالًا قادرًا على القضاء على البكتيريا والفيروسات، فيما تُستخدم زبدة الكاكاو كوسيلة لتوزيع الكلور على المناطق المصابة في الشعاب.
وبعد حوالي 80 يومًا من بدء العلاج، أظهرت النتائج فقدانًا أقل للأنسجة في الشعاب التي عولجت بالكلور مقارنةً بتلك التي عولجت بالمضادات الحيوية. كما يُعد الكلور خيارًا بيئيًا أفضل من المضادات الحيوية بفضل قابليته للتحلل السريع، مما يقلل من احتمالية تلوث البيئة البحرية بالمضادات الحيوية.
ورغم النجاح النسبي للعلاج الجديد، تشير «أابي» إلى أن هذا الحل لن يكون كافيًا على المدى البعيد لمواجهة أزمة الشعاب. وتؤكد على أن تحسين جودة المياه وتقليل التلوث واستعادة التوازن البيئي ستكون الحلول الأكثر فعالية لدعم صحة الشعاب على المدى الطويل.
وتأمل «أابي» في توسيع نطاق التجارب لتشمل أنواعًا متعددة من الشعاب في مناطق أخرى، بهدف تطوير علاجات غير مضادة للبكتيريا يمكن استخدامها عالميًا لحماية هذه الكائنات الحيوية.
بفضل هذا الابتكار، بات من الممكن معالجة الأمراض التي تصيب الشعاب المرجانية بشكل أكثر استدامة وصديقة للبيئة، مما قد يسهم في الحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.