كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز أبحاث «Intermountain Health» الأمريكي عن العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة الالتهابات لدى مرضى القلب، خاصةً المصابين بفشل القلب.

عُرضت الدراسة في مؤتمر الجمعية الأمريكية للقلب لعام 2024 في شيكاغو، أكدت أن تلوث الهواء يُشكِّل عبئًا إضافيًا على أجسام مرضى القلب، مقارنةً بمن لا يعانون من أمراض قلبية.

قام الباحثون بفحص عينات دم مأخوذة من مرضى مسجلين في برنامج «INSPIRE» التابع لمركز Intermountain Health. يجمع البرنامج بيانات طبية وعينات بيولوجية من أفراد أصحاء وآخرين مصابين بأمراض مزمنة. شملت الدراسة مقارنة عينات دم 44 مريضًا يعانون من فشل القلب، و35 شخصًا لا يعانون من أمراض قلبية.

تمت مقارنة العينات التي أُخذت في أيام ذات مستويات منخفضة من تلوث الهواء (PM2.5 أقل من 7 ميكروجرام/متر مكعب) مع تلك التي أُخذت في أيام ارتفع فيها تلوث الهواء (PM2.5 وصل إلى 20 ميكروجرام/متر مكعب أو أكثر) بسبب دخان حرائق الغابات في الصيف أو ظاهرة الانعكاس الحراري في الشتاء.

وجد الباحثون أن اثنين من مؤشرات الالتهاب، هما CCL27 وIL-18، ارتفعا بشكل ملحوظ لدى مرضى فشل القلب خلال فترات تلوث الهواء المرتفع. في المقابل، لم يظهر أي تغيير في هذه المؤشرات لدى الأشخاص الأصحاء. تشير النتائج إلى أن مرضى القلب يواجهون تحديات أكبر في التكيف مع الالتهابات الناتجة عن تلوث الهواء.

صرح الدكتور «بنجامين هورن»، مؤلف الدراسة في بيان صحفي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، قائلًا: «نتائجنا تُظهر أن مرضى القلب ليسوا قادرين على التكيف بشكل جيد مع الالتهابات البيئية الحادة مقارنة بالأفراد الأصحاء. هذا يجعلهم عرضة لمضاعفات صحية أكبر أثناء فترات تلوث الهواء.»

وأضاف: «من الضروري أن يتخذ مرضى القلب احتياطات إضافية خلال فترات تلوث الهواء المرتفع، مثل ممارسة الرياضة داخل المنازل، الالتزام بالأدوية الموصوفة، وتجنب المناطق المزدحمة بالمرور.»

تُعتبر الدراسة خطوة مهمة لفهم آليات التأثير البيئي على صحة مرضى القلب، مما يساعد في توجيه السياسات الصحية ووضع استراتيجيات وقائية فعالة.