تأثير التغيرات المناخية على انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الطيور المهاجرة (خاص)

تأثير التغيرات المناخية على انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الطيور المهاجرة (خاص)
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: نوفمبر 18, 2024 مشاهدة: 213

كشفت دراسة علمية جديدة، نشرتها دورية «Frontiers in Cellular and Infection Microbiology»، عن دور الطيور المهاجرة في نقل أنواع غريبة من القراد عبر مسافات شاسعة، مما يفتح المجال أمام انتشار أمراض جديدة بفعل تغير المناخ.

وأوضح الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يوفر بيئة مناسبة لهذه الأنواع الغريبة للبقاء والتكاثر في أماكن كانت غير ملائمة لها سابقًا.

وأكد الدكتور «شاهيد كريم»، المعد الرئيسي للدراسة في تصريح خاص لـ«المصري اليوم» أن «الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي أصبح أكثر ملاءمة للأنواع المدارية من القراد، مما يزيد من احتمالية استقرارها في مناطق جديدة وإحضار أمراض جديدة معها».

وتمثل الأنواع المدارية من القراد، أنواعًا تعيش في المناطق المدارية أو الاستوائية ذات المناخ الحار والرطب، وتعتبر هذه البيئات ظروف مثالية لتكاثرها وانتشارها، بما يشمل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، ويمتلك القراد قدرة استثنائية على نقل الأمراض بين الحيوانات والبشر، بما في ذلك داء لايم (مرض بكتيري ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات القراد ويسبب طفح جلدي وأعراضًا مشابهة للإنفلونزا)، وأمراض أخرى قد تنشأ من طفيليات جديدة.

أشار «كريم» إلى أن تغير المناخ هو العامل الأساسي الذي يعزز انتشار هذه الأنواع، موضحًا: «التغيرات في درجات الحرارة تزيد من فرصة القراد الغريب، مثل القراد الآسيوي طويل القرون، في الاستيطان بأماكن بعيدة، حيث رُصد لأول مرة في نيوجيرسي عام 2017 وانتشر لاحقًا إلى 14 ولاية أخرى».

تفاصيل الدراسة

من خلال دراسة شملت أكثر من 15 ألف طائر مهاجر عند ست نقاط توقف على طول ساحل خليج المكسيك، قام الباحثون بتحليل الطيور والقراد الذي تعلق بها، حيث تم جمع 421 قرادة من 164 طائرًا فقط. وأظهرت النتائج أن الطيور المهاجرة القصيرة المسافة كانت الأكثر عرضة لحمل القراد مقارنةً بالطيور المهاجرة الطويلة المسافة.

حلل العلماء الحمض النووي للقراد لتحديد أنواع البكتيريا التي يحملها، وأوضحت النتائج أن البكتيريا الأكثر شيوعًا كانت من نوع Francisella، وهي بكتيريا متعايشة تدعم وظائف القراد.

كما وُجدت بكتيريا أخرى من نوع Rickettsia، والتي تلعب دورًا غير معروف حتى الآن في مساعدة القراد على تحمل الضغوط الناتجة عن رحلات الطيور الطويلة.

يذكر أن بعض أنواع Rickettsia قد تسبب أمراضًا بشرية مثل الحمى، لكن مدى خطورة الأنواع الغريبة على البشر لا يزال قيد الدراسة.

أشار «كريم» إلى أن الدراسة تسلط الضوء على ضرورة البحث المستمر لتقييم المخاطر، قائلًا: «لا يقتصر الأمر على احتمال إدخال القراد لأمراض جديدة، بل قد يُصبحون ناقلين إضافيين لأمراض معروفة أو يساعدون في الحفاظ على مسببات الأمراض في مخازن طبيعية، مما يزيد من احتمال انتقالها إلى البشر والحيوانات».

وحذر «كريم» من المخاطر المحتملة لانتشار القراد الغريب، داعيًا إلى اتخاذ تدابير وقائية تشمل استخدام طارد الحشرات، وفحص الملابس والجسم بعد التواجد في مناطق قد تكون موبوءة بالقراد.

وتُعد الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق للعلاقة بين تغير المناخ وانتشار الأمراض المنقولة عبر القراد، ما يستدعي تعاونًا عالميًا لمواجهة هذا التحدي الصحي المتصاعد.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة