أشارت دراسة منشورة في دورية «Neurology» إلى أن الشفاء الكامل من مرض التهاب الدماغ المناعي الذاتي قد يستغرق ما يزيد عن ثلاث سنوات. تسلط الدراسة الضوء على التحديات المستمرة التي يواجهها المرضى بعد تلقي العلاج.
يُعد التهاب الدماغ المناعي الذاتي من الأمراض النادرة التي تنشأ بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الدماغ عن طريق الخطأ. غالبًا ما يظهر المرض لدى الشباب مصحوبًا بأعراض أولية تشمل الصداع، التعب، والحمى، قبل أن تتفاقم الأعراض لتشمل فقدان الذاكرة، الهلوسات، التغيرات السلوكية، وأحيانًا التشنجات أو فقدان الوعي.
يتداخل المرض في بعض الأحيان مع اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، مما يؤدي إلى تشخيصات خاطئة وتأخير العلاج. وعلى الرغم من استخدام العلاجات المناعية في كثير من الحالات، إلا أن رحلة التعافي لا تزال طويلة ومعقدة.
شملت الدراسة 92 مريضًا هولنديًا بمتوسط عمر 29 عامًا. أظهرت النتائج أن التحسن المعرفي والنفسي يبدأ سريعًا خلال الأشهر الستة الأولى بعد العلاج، لكنه يتباطأ تدريجيًا خلال السنوات الثلاث التالية. حتى بعد مرور هذه الفترة، ظل نحو 34% من المرضى يعانون من مشكلات معرفية مستمرة، بينما سجل 65% أداءً أقل من المتوسط في اختبارات الذاكرة واللغة.
أبلغ المرضى عن صعوبات في التكيف الاجتماعي وانخفاض الصحة العاطفية ومستويات الطاقة، ولم يتمكن حوالي 30% منهم العودة إلى العمل أو الدراسة، فيما احتاج 18% إلى تعديلات في بيئاتهم المهنية أو التعليمية.
أكدت الدراسة على ضرورة إدراج برامج إعادة التأهيل المعرفي والاجتماعي في خطط العلاج. يمكن أن تساعد هذه البرامج المرضى على استعادة حياتهم اليومية وتقليل الآثار السلبية للمرض على المدى الطويل.
يرتبط المرض بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو بوجود أورام حميدة أو سرطانية تُحفز الجهاز المناعي لمهاجمة الدماغ. كما تظل العديد من الحالات غير معروفة الأسباب، مما يزيد من تعقيد التشخيص والعلاج.
توفر هذه الدراسة فهماً أعمق لهذا المرض النادر، مما يساعد الأطباء والمرضى على توقعات أكثر واقعية حول التعافي، ويشجع على مزيد من البحث حول تحسين التشخيص المبكر وطرق العلاج.