عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ندوة حول الهجرة واللجوء في مصر والمنطقة العربية أمس الأول، وذلك بمقر نادي الصحافة السويسري في جنيف، على هامش مشاركتها في فعاليات الدورة 39 للجنة الأمم المتحدة لحماية العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.
أدار الندوة محمد راضي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وشارك فيها كل من الدكتور أيمن زهري الخبير في دراسات السكان والهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعلاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
وافتتحت أعمال الندوة إيزابيل فالكونييه مديرة نادي جنيف للصحافة، والتى رحبت بالمنظمة العريقة ذات الأربعين عامًا وذات الإسهام الكبير، ورحبت بالحضور الصحفي في الندوة، والتى تأتى في توقيت هام من حيث أهمية الموضوع الذي بات يشكل هما عالميًا كبيرا مع الارتفاع الملحوظ في أعداد اللاجئين والنازحين والمهاجرين على مستوى العالم، والأضرار المترتبة على تلك الظاهرة.
وجه «راضي» في البداية الشكر لنادي الصحافة السويسري على الاستضافة، مؤكدًا اهتمام المنظمة القوي بمخاطبة الإعلام الدولي، وخاصة الأوروبي الذي يشارك بلداننا العربية الاهتمام بقضايا اللجوء والنزوح والهجرة المتزايدة، موضحاً أن المنطقة العربية منطقة طاردة للهجرة، كما أنها منطقة منشأ وعبور، ومقصد مثل الوضع في مصر، وكل ذلك يأتي كنتائج مباشرة للاحتلال الأجنبي والنزاعات والاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
ومن جانبه، أوضح علاء شلبي، أنه يرفض مصطلح الهجرة الشرعية، ويفضل استخدام مصطلح الهجرة غير النظامية حيث تتمتع حركة الأشخاص والبضائع من الشمال للجنوب بحرية الحركة والدخول، ولا يتمتع أبناء بلدان الجنوب بهذا الحق.
وأشار شلبي إلى أن منابع أزمة اللاجئين والنازحين والمهاجرين في المنطقة العربية، تتركز وتبدأ بداياتها مع قضية الاحتلالات الأجنبية، وخاصة فلسطين التي تتعرض لشتى الفظاعات والجرائم، ونتيجة النزاعات المسلحة الداخلية، حتى أصبح ما يقارب النصف من عدد اللاجئين والنازحين على مستوى العالم يأتي من المنطقة العربية فقط.
وأكد «شلبي» أن دول المنطقة لا تستطيع تحمل أعباء الأزمات المتتالية، ويجب تطبيق مبدأ تقاسم الأعباء على المستوى الدولي، موضحا أنه ومنذ تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عام 1983 اهتمت بقضية اللاجئين والنازحين كظاهرة خطيرة تهدد حقوق الإنسان، ونظراً لطبيعة عمل المنظمة إقليميا، واختصاصها بالدفاع على حقوق الإنسان في المنطقة العربية، وتوزيع منظماتها العضوة والافرع في أغلب الدول العربية فقد نهضت بأدوار مهمة في الدفاع عن اللاجئين ومساعدة طالبي اللجوء، منوها بدور المنظمة في تقديم الدعم الفني لمراقبي الجامعة العربية في سوريا 2011، وتقييم الاحتياجات الإنسانية خلال الحرب الأهلية على نحو ساعد مؤسسات الأمم المتحدة، فضلاً عن تشجيع تقديم مؤسسات الهلال الأحمر العربية الدعم للمنكوبين داخل سوريا وفي كل من الأردن ولبنان وتركيا.
وأكد الدكتور أيمن زهري خلال مداخلته بالتأكيد على قدم ظاهرة اللجوء والنزوح في المنطقة العربية بداية من قضية اللجوء الفلسطينية وولاية منظمة الأونروا، وبعدها تأسيس المفوضية السامية لشئون اللاجئين واتفاقية اللجوء 1951، وقبل بداية الألفية كان نسبة اللاجئين والنازحين العرب لم تكن كبيرة، ولكنها ارتفعت مع الألفية الجديدة باحتلال العراق وحدوث الانفجار في الأعداد بشكل كبير مع الربيع العربي.
وأكد زهري على أهمية ظاهرة الهجرة على مستوى العالم لحركة السكان والعمالة كظاهرة ايجابية، وانضم لرأي علاء شلبي في ضرورة استخدام مصطلح الهجرة غير النظامية، وتأثيرها على الاقتصاد العالمى ولكن لديها الجانب السلبي من هجرة العقول والكفاءات خاصة في الدول العربية بعد استثمار الدول العربية في تعليم ابنائها كهجرة الاطباء من مصر وتونس.
وقدم «زهري» شرحاً وافياً بالاحصاءات لموجات الهجمات واللجوء منذ عقد السبعينيات في القرن الماضي، موضحاً التحولات المرتبطة بعوامل الاقتصاد والسياسة والأمن والمناخ التي تتغير تأثيراتها من عقد إلى آخر وفقا لهذه العوامل، مع بيان التنامي المفزع في الأرقام من وإلى المنطقة، ومدللا بنموذج مصر بصفة رئيسية.
وأكد «زهري» رفضه اتجاه أوروبا إلى تحريك حدودها إلى جنوب المتوسط لحماية نفسها من ظاهرة الهجرة غير النظامية واللجوء وطالب بتقاسم الأعباء على المستوي الأممي وتحملا لدول الغنية لمسئولياتها.