حذر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من تصاعد المخاطر الإقليمية المحيطة بمصر في ظل الأوضاع المتفجرة في المنطقة، مؤكداً أن تماسك الجبهة الداخلية يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري.
وقال الدكتور مهران في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن المنطقة تشهد مرحلة استثنائية من التحديات الأمنية والسياسية غير المسبوقة، تتطلب يقظة شديدة وتعاوناً وثيقاً بين جميع مؤسسات الدولة والشعب المصري، مشيراً إلى أن مصر نجحت حتى الآن في تجنب الانزلاق إلى أتون الصراعات الإقليمية.
وأوضح الخبير الدولي أن القاهرة تلعب دوراً محورياً في تهدئة التوترات وإيجاد حلول سلمية للأزمات، خاصة في الملف الفلسطيني، حيث تقود جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، مشدداً على أهمية الدور المصري في احتواء تداعيات الأزمات المتلاحقة في المنطقة.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية وتداعياتها، أشار الدكتور مهران إلى أن تصاعد العمليات العسكرية في سوريا يهدد بموجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها، الأمر الذي يستدعي تحركاً عربياً موحداً وسريعاً لاحتواء تداعيات هذه الأزمة قبل تفاقمها.
وشدد الخبير على ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بحجم التحديات المحيطة، ودعم جهود الدولة في مواجهة الشائعات والأخبار المغلوطة التي تستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي للبلاد.
وأكد مهران أن تجنب مصر لويلات الحروب المشتعلة في المنطقة يتطلب استمرار تعزيز القدرات العسكرية والأمنية للدولة، مع العمل على تطوير منظومة الأمن الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الاستراتيجية، إلى جانب تقوية العلاقات الدبلوماسية مع مختلف القوى الإقليمية والدولية.
وحذر أستاذ القانون الدولي من محاولات بعض القوى الإقليمية لتوسيع رقعة الصراع، مؤكداً أن المرحلة تتطلب حكمة بالغة في التعامل مع الأزمات وعدم الانجرار وراء المخططات التي تستهدف استقرار المنطقة، خاصة في ظل تشابك المصالح وتعقد المشهد الإقليمي.
كما أشار مهران إلى أهمية تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني مع الدول الصديقة، مع مواصلة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحصين المجتمع من الداخل، موضحاً أن قوة الجبهة الداخلية تمثل الضمانة الحقيقية لحماية الأمن القومي المصري.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن قوة مصر واستقرارها يمثلان صمام أمان للمنطقة العربية بأكملها، وأن الحفاظ على هذا الاستقرار مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل مصري، مشدداً على أهمية الوعي الشعبي بحجم التحديات وضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية في هذه المرحلة الدقيقة.