نجوم خارج القطبين.. صابر عيد.. نجم غزل المحلة الذي صنع مجد "زعيم الفلاحين"

نجوم خارج القطبين.. صابر عيد.. نجم غزل المحلة الذي صنع مجد
اخبار بواسطة: اليوم السابع المشاركة في: مارس 07, 2025 مشاهدة: 128

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

صابر عيد.. نجم غزل المحلة الذي صنع مجد "زعيم الفلاحين" 

في ذاكرة كرة القدم المصرية، يبقى صابر عيد اسمًا محفورًا بأحرفٍ من ذهب، ليس فقط كأحد أبرز لاعبي غزل المحلة، بل كرمزٍ لجيلٍ ذهبيٍ سطّر تاريخًا خالدًا لهذا النادي العريق.

 

كان صابر عيد قلب الدفاع الصلب، وروح الفريق، وأحد فرسان المستطيل الأخضر الذين رفعوا اسم المحلة عاليًا، ليس في الدلتا وحدها، بل في مصر بأسرها.

 

برفقة زملائه في الجيل الذهبي، أمثال شوقي غريب، المشاقي، أحمد حسن، ناصر التليس، البلعوطي، وزكي عبد الفتاح، صنع صابر عيد ربيعًا كرويًا للمحلة، وأصبح أحد أعمدته التي لا تُنسى.

 

لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان رجلًا بأخلاق الفارس، متواضعًا، محبًا لناديه وجماهيره، يعطي بلا مقابل، ويقاتل في الملعب بروح من يرتدي الشعار بفخر.

ويُعد صابر عيد واحدًا من أبرز مدافعي نادي غزل المحلة في تاريخه، حيث شكّل جزءًا من الجيل الذهبي الذي صنع أمجاد "زعيم الفلاحين" خلال الثمانينيات، وحقق معه بطولتي الدوري المصري وكأس مصر، ليظل اسمه محفورًا في سجلات الفريق العريق.

لم يقتصر تألق صابر عيد على المستوى المحلي، بل امتد إلى المنتخب المصري، حيث كان ضمن كتيبة الجنرال محمود الجوهري في كأس العالم 1990 بإيطاليا، وشارك كبديل في هذا الحدث التاريخي الذي ما زال عالقًا في أذهان الجماهير المصرية.

على المستوى التدريبي، خاض عيد عدة تجارب مهمة، حيث تولى قيادة فريق الاتفاق السعودي، كما عاد إلى بيته الكبير غزل المحلة في أكثر من مناسبة لقيادته فنيًا. ومن الجدير بالذكر أن شقيقه خالد عيد سار على نفس الدرب، حيث تولى تدريب غزل المحلة سابقًا، ويشغل حاليًا منصب المدير الفني لنادي الترسانة.

بأخلاقه العالية وروحه القتالية، ظل صابر عيد رمزًا للعطاء داخل وخارج الملعب، ليبقى أحد أساطير "زعيم الفلاحين" وأحد أبناء الكرة المصرية الذين قدموا الكثير لجمهورها. 

وشهدت الأيام الماضية موقفًا إنسانيًا كشف معدن الرجال، حيث مر صابر عيد بأزمة صحية استدعت تدخّل عدد من رموز الكرة المصرية لمساندته.

 

حب أهل المحلة لنجمهم التاريخي لم يتغيّر، بل ازداد عمقًا وتألقًا، الجميع يدعون له بالشفاء العاجل، حتى يعود لممارسة عمله، وينير من جديد المشهد الرياضي الذي لطالما كان جزءًا لا يتجزأ منه، فصابر عيد ليس مجرد لاعب سابق، بل هو روح المحلة، وأحد رجالها الذين لن تُمحى أسماؤهم من سجلات المجد.

اقرأ هذا على اليوم السابع
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة