
في لحظة من اللحظات التي لا تُنسى، ارتقى اللواء أحمد محمد عبد الستار عسكر شهيدًا في ساحة الواجب، بينما كان يتأهب ليتصدى لعنفٍ لا يعرف معنى الرحمة.
كان ذلك اليوم في شارع الخزان قلب مدينة العريش، حيث لقي اللواء بدم بارد مصيرًا غادرًا، إثر إطلاق نار من مجهولين، ليختلط الدم الطاهر بأرض الوطن في مشهد يختزل عمق التضحيات التي يقدّمها رجال الأمن.
كان اللواء عسكر رجلًا لا تعرف قدمه المسار إلا في دروب الحق، حيث أمضى حياته في خدمة وطنه، مدافعًا عن أمنه وسلامته، ولم يكن يومًا مجرد ضابط في قطاع مصلحة الأحوال المدنية بل كان رمزًا للصدق والإخلاص في كل لحظة من عمله. بينما كان ينفذ مهام عمله في العريش، كان يراهن على أن مهمته ليست فقط الحفاظ على النظام، بل كانت رسالته أن يبقى الوطن آمنًا، مهما كانت الظروف.
في لحظة فارقة، عندما انطلقت الأعيرة النارية في الهواء، كان اللواء أحمد عبد الستار عسكر يتنقل بين مهماته، في حيٍّ يعرفه ويعرفه الناس، فكان مخلصًا لواجبه، وأمينًا لوطنه.
وفي تلك اللحظة المأساوية، اختار القدر أن يكون شهيدًا، متحليًا بشجاعة لا تُقاس، ورحلة عطاء كانت تتجاوز حدود الكلمات.
لن ينسى أبناء العريش، ولن ينسى الوطن، تلك اللحظة التي قدم فيها اللواء أحمد عبد الستار عسكر روحه فداءً للواجب. وستظل ذكراه في الأذهان، نبراسًا للرجولة والوفاء، وحلمًا بأن تظل راية الوطن عالية رغم كل المحن.
ففي رحيله، تجدد العهد بين الأجيال على أن الأبطال لا يموتون، بل يبقون أحياء في كل شبر من الأرض التي دافعوا عنها.