قال الاتحاد المصرى للتأمين إن الآلاف من شركات التأمين العالمية تستعد لمواجهة إخطارات المطالبات من المؤسسات المتأثرة بحدث الأزمة التقنية العالمية «CrowdStrike». وأفاد التقرير الأسبوعى لاتحاد التأمين المصرى بأن جميع المؤسسات المتضررة لن تحصل على تعويضات طبقًا للتغطيات التأمينية عن وقتها وأموالها الضائعة.
وأوضح أن هذا الانقطاع أثر على صناعة التأمين، قبل أن تكون هناك أى تقديرات واقعية لخسائر شركات التأمين، ولكن مع وصف خبراء الأمن الإلكترونى لهذا الحدث بأنه غير مسبوق من حيث نطاق وحجم الأنظمة المتأثرة، يُعتبر الأمر تذكيرًا صارخًا بإمكانية حدوث مخاطر التراكم السيبرانى والخسائر الكبيرة فى تأمين انقطاع الأعمال.
وتستعد شركات التأمين لمواجهة تلك الزيادة فى الإخطارات، ما جعل خبراء التأمين يسلطون الضوء على القيود المتعلقة بتلك التغطية التأمينية، حيث قد يؤدى هذا الحدث إلى خسائر اقتصادية كبيرة وآثار قانونية على الشركات المعنية.
وتعرضت المطارات فى جميع أنحاء العالم لانقطاع كبير فى تكنولوجيا المعلومات، ما تسبب فى فوضى واسعة النطاق. وتعرض المسافرون فى جميع أنحاء أوروبا والعالم لتأخيرات طويلة عند تسجيل الوصول، وتأخرت رحلات الطيران فى الإقلاع، كما قامت بعض شركات الطيران بإيقاف الرحلات الجوية بشكل كامل.
وأشار بعض خبراء صناعة التأمين إلى أن شركات التأمين قد تواجه مجموعة كبيرة من مطالبات انقطاع الأعمال، بعد أن أدى انقطاع التكنولوجيا فى جميع أنحاء العالم إلى حدوث شلل كبير فى عدد من الأنشطة لشركات الطيران والمستشفيات ومجموعات الخدمات المالية والمواقع الإعلامية وغيرها.
وعلى الرغم من التوسع فى سوق التأمين الإلكترونى فى الآونة الأخيرة، فإن مكتتبى التأمين الإلكترونى لم يتعرضوا حتى الآن لاختبار ضغط كبير، الأمر الذى أثار تساؤلات حول قدرة شركات التأمين على تغطية تلك المخاطر بشكل صحيح نظرًا لنقص البيانات التاريخية ونقص النمذجة المتقدمة. ولكن يمكن أن يكون هذا هو الاختبار الحقيقى لسوق التأمين السيبرانى.
ويرى بعض المحللين أنه على الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على أحقية العملاء الذين يحملون وثائق التأمين الإلكترونى، فبافتراض أن انقطاع تكنولوجيا المعلومات لم يكن ناجمًا عن هجوم إلكترونى، كما هو موضح فى تقارير وسائل الإعلام، واستمر أقل من ٨ ساعات، فإن ذلك من شأنه أن يساعد فى الحد من خسائر شركات التأمين.
وتسببت الأزمة التقنية العالمية التى ضربت العديد من العواصم الأسبوع الماضى فى حدث غير مسبوق، نتيجة عطل تقنى عالمى ناجم عن تحديث برمجى فاشل فى شلل بالكثير من القطاعات الحيوية فى العديد من الدول، بما فى ذلك المطارات والمستشفيات والبنوك ومحطات التلفزيون.
وانتابت العالم حالة من القلق الشديد خلال الأيام القليلة الماضية بسبب ما حدث عندما قامت شركة الأمن الإلكترونى CrowdStrike بطرح تحديث لخدمة scan Falcon فى وقت مبكر من صباح الجمعة ١٩ يوليو الجارى، تسبب ذلك فى تعطل ملايين أجهزة الكمبيوتر حول العالم، فيما اعتُبر «أكبر توقف لتكنولوجيا المعلومات فى التاريخ»، ما أدى إلى انتشار اعتقادات متفاوتة بين الناس، حتى وصل البعض إلى الاعتقاد بأنها نهاية العالم، وقد بدا تأثير هذا الانقطاع بوضوح على أجهزة الكمبيوتر التى تعمل بنظام مايكروسوفت، حيث تسبب هذا التحديث فى مشكلة تقنية كبيرة تظهر على شاشات الكمبيوتر، المعروفة بـ«شاشة الموت الزرقاء»، لجميع الأجهزة الإلكترونية.
وتابع التقرير: «نظرًا لأن نظام التشغيل (مايكروسوفت وندوز) هو الأكثر انتشارًا فى العالم، فقد كان تأثير هذا العطل واسع النطاق عالميًّا على حوالى ٨.٥ مليون جهاز يعمل بنظام (ويندوز)».
وعلى الرغم من اعتقادات بعض الأشخاص بأن «مايكروسوفت» كانت السبب المباشر فى العطل، فإن الحقيقة تكمن فى أن شركة CrowdStrike، المعروفة بحلولها فى مجال الأمن الرقمى والمعلوماتى، كانت السبب الفعلى وراء هذه المشكلة، حسب التقرير الصادر عن اتحاد التأمين.
وتستخدم برامج CrowdStrike فى عدة صناعات حول العالم لحماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية والاختراقات، ما يجعل الخلل الذى حدث يلقى الضوء على أهمية الأمان الرقمى فى العصر الحديث، وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
وتعطلت بعض خدمات Google الأكثر شهرة، بما فى ذلك YouTube وGmail وGoogle Drive، لمدة ساعة أثناء انقطاع الخدمة فى ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠. وتأثر أكثر من ١٢٠٠٠ مستخدم على YouTube فى أجزاء مختلفة من العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والهند.
وفى يونيو ٢٠٢١، تعرضت الآلاف من المواقع الحكومية والأخبار ومواقع التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم لانقطاع واسع النطاق لمدة ساعة نتيجة لخطأ مرتبط بشركة Fastly السحابية، ومقرها الولايات المتحدة. وأثرت المشكلة على العديد من المواقع عالية الحركة بما فى ذلك Reddit وAmazon وCNN وPayPal وSpotify وAl Jazeera Media Network وNew York Times مع فترات انقطاع تتراوح بين بضع دقائق وحوالى الساعة.
بينما تعطلت المواقع الإلكترونية لعشرات المؤسسات المالية وشركات الطيران فى أستراليا والولايات المتحدة لفترة وجيزة فى ١٧ يونيو ٢٠٢١ بسبب مواطن الخلل المتعلقة بالخادم فى مزود شبكة توصيل المحتوى Akamai. وأعلنت الشركة أن سبب المشكلة هو وجود خلل فى برنامجها.
وتوقفت منصات التواصل الاجتماعى المملوكة لشركة Meta المملوكة لشركة Facebook وWhatsApp وInstagram لمدة ست ساعات فى ٤ أكتوبر ٢٠٢١، حيث أبلغ ١٠.٦ مليون مستخدم عن مشكلات فى جميع أنحاء العالم. وقالت الشركة إن الانقطاع كان بسبب تغيير خاطئ فى ملفات التعريف.
بينما عانت منصة التواصل الاجتماعى تويتر انقطاعًا كبيرًا فى ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢، وأصبح عشرات الآلاف من المستخدمين على مستوى العالم غير قادرين على الوصول إلى منصة التواصل الاجتماعى الشهيرة أو استخدام ميزاتها الرئيسية لعدة ساعات، قبل أن يبدو أن الخدمات قد عادت عبر الإنترنت. وتم رصد أكثر من ١٠٠٠٠ مستخدم متأثر من الولايات المتحدة، وحوالى ٢٥٠٠ من اليابان وحوالى ٢٥٠٠ من المملكة المتحدة فى ذروة التعطيل.
ولكن لم يقترب أى من تلك الانقطاعات من حجم انقطاع خدمة CrowdStrike، الذى ضرب شركات الطيران، والبنوك، وأنظمة الرعاية الصحية.
وجاء تأثير تلك الانقطاعات على الخدمات المالية، حيث اضطر عدد من المؤسسات المالية إلى العودة إلى أنظمة النسخ الاحتياطى أثناء هذا العطل. ولم يتمكن المصرفيون فى بعض البنوك الكبرى مثل JPMorgan وبنك أوف أمريكا من تسجيل الدخول لجزء من يوم الجمعة.
فيما أفادت بلومبرج بأن الآلاف من أجهزة الصراف الآلى التابعة لـ JPMorgan Chase تعطلت أيضًا، كما توقفت عن العمل بعض محطات الصرافة.
وصرحت إحدى كبرى شركات الوساطة والاستشارات فى التأمين عالميًّا بأن العشرات من عملائها يستعدون لتقديم مطالبات بشأن هذه المسألة.
وجاء تأثيرها الثانى على شركات الطيران، حيث عانت مراكز المطارات من برلين إلى دلهى التأخير والإلغاء، وتقطعت السبل بالركاب، فى يوم كان مزدحمًا بشكل خاص بالسفر. وتأخرت أكثر من ٢١ ألف رحلة جوية على مستوى العالم.
واستأنفت شركتا United Airlines وDelta Air Lines Inc عملياتهما تدريجيًّا يوم الجمعة، على الرغم من أن آثار التعطيل قد تستمر لعدة أيام فى ضوء موسم الطيران المزدحم.
ومن بين شركات الطيران الأمريكية الأخرى التى أوقفت رحلاتها مؤقتًا شركة American Airlines Group Inc، وشركة Spirit Airlines Inc، وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية.
فيما أثرت اضطرابات الخدمات الصحية فى البنية التحتية الحيوية، بما فى ذلك خدمات الطوارئ، حيث لم يتمكن الأطباء فى الخدمة الصحية الوطنية فى المملكة المتحدة من الوصول إلى عمليات الفحص واختبارات الدم وتاريخ المريض. وحذر مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان فى نيويورك، ومركز ماس جنرال بريجهام، ومقره بوسطن، من أن مشكلة CrowdStrike تؤثر على رعاية المرضى. وأفادت المستشفيات فى أوروبا بأنها اضطرت إلى إغلاق العيادات، وإلغاء العديد من الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية.