حدث في مثل هذا اليوم، 14 أبريل عام 1989، أن دخلت شركة “نينتندو” التاريخ من أوسع أبوابه عندما أعلنت رسميًا عن إصدار أول جهاز Game Boy، لتبدأ معه ثورة جديدة في عالم ألعاب الفيديو المحمولة وتُغير مفاهيم الترفيه لدى جيل كامل من اللاعبين حول العالم.

جهاز “جيم بوي” جاء بتصميم بسيط لكنه مبتكر، يجمع بين شاشة أحادية اللون، أزرار مخصصة للعب، وسهولة الحمل والتنقل. كانت لعبة Tetris من أوائل الألعاب التي صدرت مع الجهاز، وسرعان ما أصبحت ظاهرة عالمية ساهمت في رواج الجهاز بشكل غير مسبوق.

منذ اللحظة الأولى، تميّز “جيم بوي” عن أي جهاز آخر؛ فقد جمع بين سهولة الاستخدام، وتنوع الألعاب، وطول عمر البطارية، مما جعله رفيقًا مثاليًا للمستخدمين في أي مكان.

ولم يتوقف نجاح “جيم بوي” عند حدود اليابان، بل اجتاح الأسواق العالمية، لتتجاوز مبيعاته عشرات الملايين في سنوات قليلة. كما أطلقت نينتندو نسخًا مطورة لاحقًا مثل “Game Boy Color” و”Game Boy Advance”، مما عزز مكانتها الرائدة في صناعة الألعاب.

لقد كان جيم بوي أكثر من مجرد جهاز ترفيهي؛ بل كان بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لعصر الألعاب المحمولة، ومصدر إلهام لمئات الشركات التي سعت لاحقًا لتقليد نجاح نينتندو.

على الرغم من المراجعات المتباينة التي تنتقد شاشته أحادية اللون مقارنةً بالأجهزة المنافسة الملونة بالكامل مثل سيجا جيم جير ، وأتاري لينكس ، و NEC توربو إكسبريس ، إلا أن سعره المعقول، وعمر بطاريته، ومكتبة الألعاب الواسعة، دفعته إلى الهيمنة على السوق. 

بِيعَ ما يُقدَّر بنحو 118.69 مليون وحدة من جيم بوي وخليفته، جيم بوي كولور (الذي صدر عام 1998)، عالميًا، مما جعلهما رابع أكثر الأجهزة مبيعًا على الإطلاق، وشهد جيم بوي العديد من عمليات إعادة التصميم خلال فترة إنتاجه، بما في ذلك جيم بوي بوكيت الأصغر حجمًا (1996) وجيم بوي لايت ذي الإضاءة الخلفية (1998).

اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على إطلاقه، ما زال “جيم بوي” يُذكر بكل فخر باعتباره أحد أيقونات التكنولوجيا التي شكلت الوعي الترفيهي لجيل الثمانينات والتسعينات، ورسّخت حضور نينتندو كاسم لا يُنسى في تاريخ الألعاب.