تشويش فوق السحاب.. كيف تُستخدم إشارات «GPS» كسلاح في الحروب السيبرانية؟

تشويش فوق السحاب.. كيف تُستخدم إشارات «GPS» كسلاح في الحروب السيبرانية؟
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: أبريل 19, 2025 مشاهدة: 58

في أعقاب زلزال مدمر ضرب ميانمار نهاية مارس الماضي، انطلقت طائرات الإغاثة الهندية في مهمة إنسانية عاجلة، لكن ما واجهته تلك الطائرات لم يكن اضطرابًا جويًا أو صعوبة في الهبوط، بل هجومًا خفيًا على نظام الملاحة ذاته، إذ كشف الجيش الهندي أن تلك الرحلات تعرضت لتلاعب في نظام تحديد المواقع العالمي «GPS»، ما أجبرها على الاعتماد على أنظمة احتياطية لتحديد المسار.

عندما يتحول «GPS» إلى سلاح

شهد العالم منذ صيف 2024 تصاعدًا غير مسبوق في هجمات تزييف «GPS»، خاصةً في مناطق الصراع مثل أوروبا الشرقية، الشرق الأوسط وميانمار.

وتأثرت أكثر من 2000 رحلة جوية يوميًا على مستوى العالم، وفق بيانات شركة SkAI Data Services، ما ألقى الضوء على هشاشة أنظمة الملاحة العالمية في وجه هجمات رقمية متقدمة.

أشار الباحث في الأمن السيبراني، بينوا فيجيت، مستندًا على إحصائيات حديثة، إلى تورط دول في هذه العمليات، نظرًا لقوتها ودقتها، مؤكدًا في حديثه لموقع «دارك ريدنج» أن ما يتم رصده لا يبدو عشوائيًا، بل إنه تكتيك عسكري منظم.

في ميانمار، على سبيل المثال، بدأت عمليات التشويش قبل الزلزال في ظل تصاعد الاضطرابات السياسية والعسكرية.

ومن الشرق الأوسط إلى روسيا والبحر الأسود، أصبحت الهجمات السيبرانية أداة فعالة في الحروب الحديثة لتضليل الطائرات والصواريخ والطائرات المسيّرة، مستخدمة إشارات أقوى من إشارات الأقمار الصناعية لخداع الأجهزة.

وعلى الرغم من انخفاض الهجمات لفترة قصيرة نهاية 2024، عادت للارتفاع مجددًا في 2025، وسط توسع ملحوظ في جنوب شرق آسيا.

خريطة تظهر أكثر الدول تعرضًا لتشويش gps

انتحال الإشارة.. هجمات خفية تفتح جبهة جديدة في الحروب

وسط عالم يزداد فيه اعتمادنا على إشارات لا تُرى بالعين، تبرز هذه الحرب الصامتة لتذكرنا أن حتى التكنولوجيا التي نعتبرها بديهية، قد تكون سلاحًا أو هدفًا في صراعات المستقبل، فالتقنيات الدفاعية تتطور أيضًا، والجيوش تعتمد على هوائيات ذكية مشفّرة، فيما تتجه الشركات التكنولوجية إلى حلول أكثر طموحًا، مثل الملاحة الكمومية التي تقدمها شركات مثل «Q-CTRL»، والتي لا تعتمد على الأقمار الصناعية ولا يمكن تشويشها أو خداعها.

تقنيات الملاحة في مرمى الهجمات الدولية

في أبريل 2023، وبينما كانت آلاف الطائرات تحلّق في أجواء العالم، وقع ما يشبه «التمرد الصامت» على أنظمة الملاحة، إذ تعرّض نظام تحديد المواقع العالمي «GPS» لسلسلة من عمليات التشويش المتعمدة، أُطلقت خلالها إشارات زائفة أربكت الأجهزة، وأوهمت المستخدمين بمعلومات خاطئة عن مواقعهم الجغرافية، ما بدا للوهلة الأولى خللًا تقنيًا عابرًا، سرعان ما تحوّل إلى أزمة عالمية، بعدما تبيّن أن نحو 10 آلاف طائرة تأثّرت بهذه الإشارات في ذلك الشهر وحده.

لكن القصة لا تتوقف عند حدود الطيران المدني، فنظام تحديد المواقع لم يعد مجرد وسيلة لمعرفة الاتجاهات أو توصيل الطلبات، بل بات شريانًا حيويًا تعتمد عليه الجيوش حول العالم في حماية مواقعها الحساسة وتوجيه قواتها بدقة في ساحات المعارك، ولهذا فإن استهداف هذا النظام غالبًا ما يكون جزءًا من خطط متعمدة لتعقّب تحركات شخصيات بارزة أو إرباك أنظمة دفاعية في دول بعينها لتغيير موازين القوة.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة