Despelote.. نقلة نوعية في عالم ألعاب السرد التفاعلى

Despelote.. نقلة نوعية في عالم ألعاب السرد التفاعلى
اخبار بواسطة: اليوم السابع المشاركة في: قد 05, 2025 مشاهدة: 51

تقدم لعبة Despelote تجربة فريدة من نوعها، تمزج بين الطابع الوثائقي واللعب البسيط، لتروي مذكرات الطفولة من خلال عدسة طفل في الإكوادور خلال صيف عام 2001، في وقت كانت فيه البلاد تعيش على وقع حُمى التأهل لأول مرة إلى كأس العالم، هذه التجربة الشخصية أنشأها المطور جوليان كورديرو، الذي يشارك ذكرياته في مدينة كيتو بطريقة مؤثرة وساحرة.

في قلب اللعبة، يتحكم اللاعب في طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، يستكشف شوارع كيتو، يركل كرة، يتفاعل مع أسرته وجيرانه، ويعيش تلك اللحظات الصغيرة التي ترسم ملامح الطفولة، كل هذا وسط خلفية من الأحداث الوطنية التي تتسلل عبر الأخبار والمحادثات الجانبية، مما يضيف طبقات من العمق والتاريخ دون أن تنتزع التركيز من التجربة الشخصية.

تعتمد Despelote على تسجيلات صوتية حقيقية من شوارع كيتو، ومشاهد مصورة تم تحويلها إلى بيئات داخل اللعبة بتقنيات تجعلها تبدو كأنها ذكريات مشوشة، بينما تُرسم الشخصيات والأشياء المهمة بخطوط حادة تُبرز أهميتها. هذه التوليفة البصرية المميزة تخلق شعوراً يشبه الحلم، بينما تظل تفاصيل الحياة اليومية حقيقية ومألوفة.

الأسلوب البسيط في التحكم — مثل ركل الكرة، الجري، التفاعل مع الأشخاص، أو حتى النظر إلى الساعة لمعرفة موعد العودة للمنزل — يعزز الإحساس بالانغماس. وتُكمل اللعبة مشاهد من السريالية السحرية التي تعكس المستقبل والتغيرات في حياة كورديرو وبلده، دون أن تفسد إحساس البراءة الطفولية.

ورغم أن Despelote لا تقدم قصة تقليدية بمراحل وتصاعد درامي، إلا أنها تبني سرداً داخلياً قوياً من خلال لحظات يومية بسيطة: كطفل يرسم على نافذة ضبابية، أو أم تحاول جذب انتباه ابنها بعيداً عن ألعاب الفيديو، أو مجموعة من الأطفال يستعيضون عن الكرة بزجاجة فارغة بعدما سرقها جار عابس. تلك اللحظات العادية تتحول إلى عالم غني بالمشاعر، وتمنح اللعبة قوتها.

في نهاية اللعبة، يكسر كورديرو الجدار الرابع ليتحدث مباشرة إلى اللاعب، موضحاً كيف سافر مع شريكه في التطوير سباستيان فالبوينا لجمع البيانات والتسجيلات من كيتو، متأملاً في هشاشة الذكريات ومحاولاً إيصال “سحر تلك اللحظة” التي كانت فيها كرة القدم كل شيء، وكان هو مجرد طفل.

Despelote ليست مجرد لعبة؛ إنها مذكرات حية، تقدم نموذجاً جديداً لرواية القصص التفاعلية، حيث تكمن القوة في الصدق والبساطة.

 

اقرأ هذا على اليوم السابع
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة