من أتلانتا إلى العالم.. كيف غير Windows NT شكل الحوسبة من قلب مايكروسوفت؟

من أتلانتا إلى العالم.. كيف غير Windows NT شكل الحوسبة من قلب مايكروسوفت؟
اخبار بواسطة: اليوم السابع المشاركة في: قد 25, 2025 مشاهدة: 45

أطلقت شركة مايكروسوفت نظام التشغيل Windows NT في 24 مايو عام 1993، الذي مثّل نقطة تحوّل حقيقية في تاريخ الحوسبة. النظام وُلد في أتلانتا، في مختبرات مايكروسوفت، بقيادة المهندس "ديف كاتلر" وفريقه الذي عمل على تطوير نظام تشغيل متقدم يختلف عن سلسلة Windows التقليدية، ليخدم المؤسسات الكبيرة ومحطات العمل.

فلسفة التصميم: الاستقرار والأمان فوق كل شيء

لم يكن Windows NT مجرد نسخة محسنة من ويندوز، بل كان إعادة تصميم جذري بنية النظام. تم التركيز على الاستقرار والأمان، وهما جانبان كانا من أضعف نقاط أنظمة التشغيل في تلك الحقبة. تبنى NT معمارية 32-بت متطورة، مع فصل صارم بين البرامج والنظام لمنع الأعطال، مما جعله أكثر موثوقية وقابلية للاستخدام في بيئات العمل الحساسة.

الفرق بين Windows NT وأنظمة ويندوز التقليدية

على عكس Windows 3.1 أو Windows 95 التي استهدفت المستخدم العادي والأجهزة الشخصية، كان NT موجهًا بشكل أساسي لخوادم الشركات ومحطات العمل التي تحتاج أداء عاليًا واستقرارًا دائمًا. كما دعم NT تعدد المعالجات (SMP) وإدارة أفضل للذاكرة، ما جعله مناسبًا للأعمال التي تتطلب قوة حوسبة كبيرة.

حيث يعد نظام التشغيل Windows NT من أكثر الإصدارات التي شهدت نقلة نوعية في تاريخ شركة مايكروسوفت، إذ جاء مختلفًا تمامًا عن أنظمة ويندوز التقليدية التي سبقته، فبينما كانت إصدارات ويندوز السابقة مثل Windows 3.1 وWindows 95 موجهة للاستخدام الشخصي والأجهزة ذات القدرات المحدودة، جاء Windows NT ليقدم معمارية متقدمة تستهدف المؤسسات والخوادم عالية الأداء.

تم بناء Windows NT بالكامل على معمارية 32-بت، ما مكنه من استغلال موارد الحوسبة الحديثة بشكل أفضل، سواء في المعالجة أو إدارة الذاكرة. كما اتسم بتصميمه المستقل عن الأجهزة، مما جعله قابلاً للعمل على منصات متعددة، وهو ما لم يكن متاحًا في الأنظمة التقليدية التي اعتمدت بشكل كبير على معمارية 16-بت أو هجينة 16-بت/32-بت، ومهد الطريق لتطورات لاحقة مثل Windows 2000 وWindows XP، التي تعتمد جوهريًا على بنيته.

تقنيات رائدة في Windows NT شكلت مستقبل الحوسبة

ضم Windows NT عدة تقنيات مبتكرة مثل نظام الملفات NTFS الذي وفر أمانًا ومرونة أعلى، إضافة إلى دعم الأمان على مستوى المستخدمين والملفات، ونظام إدارة العمليات المتقدم الذي مكن من تشغيل عدة برامج في نفس الوقت بدون تعارضات. كما قدم دعمًا للتشغيل عبر منصات متعددة، مثل أجهزة Intel وRISC.

التأثير الممتد: من الخوادم لمحطات العمل وصولًا للمستخدم العادي

رغم أن NT بدأ كمنتج للشركات، إلا أن تأثيره امتد سريعًا ليشمل أنظمة تشغيل ويندوز المستقبلية التي اعتمدت على بنيته الأساسية. أنظمة مثل Windows 2000 وXP جاءت معززة بتقنيات NT، ما جعل التجربة اليومية للمستخدم العادي أكثر أمانًا واستقرارًا.

إرث NT في أنظمة ويندوز الحديثة.حتى اليوم، تظل البنية الأساسية لأنظمة ويندوز الحديثة مستندة إلى مفاهيم وتصميمات Windows NT. تقنيات إدارة الذاكرة، الأمان، تعدد المهام، ودعم تعدد المعالجات ما زالت تُطوّر بناءً على هذا الأساس، مما يجعل NT حجر الزاوية في تاريخ الحوسبة التي نعيشها.

لماذا لا يزال Windows NT أساس الحوسبة حتى اليوم؟

السر يكمن في تصميمه المرن والقوي الذي سمح له بالتطور مع الزمن ومواجهة تحديات الحوسبة الحديثة. من خلال توفير بيئة مستقرة وآمنة، مكنت NT الشركات والأفراد من الاعتماد على نظام تشغيل قوي لا ينهار بسهولة، وهو ما جعل إرثه يستمر بقوة لأكثر من ثلاثة عقود.

اقرأ هذا على اليوم السابع
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة