خلال حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس.. «مدبولى»: معًا نبنى مُستقبلًا رقميًا واعدًا تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات والبرمجيات

خلال حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس.. «مدبولى»: معًا نبنى مُستقبلًا رقميًا واعدًا تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات والبرمجيات
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يونيو 05, 2025 مشاهدة: 200

ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال فعاليات إطـلاق خدمات الجيـل الخامس لشركات المحمول فى مصر، مساء أمس الأول، والتى حضرها عدد من الوزراء، ومحافظ الجيزة، وعدد من الوزراء السابقين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجموعة من كبار المسؤولين، ومسئولى الأجهزة المختصة بقطاع الاتصالات فى مصر، ورؤساء وممثلى شركات المحمول فى مصر.

واستهل رئيس مجلس الوزراء كلمته، بالترحيب بالوزراء الحضور، وممثلى الشركات العالمية والمحلية، كما رحب بشباب مصر من قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بالمشاركة فى هذه المناسبة المهمة، التى يتم إطلاق فيها خدمات الجيل الخامس (٥G) فى مصر رسميًا؛ إيذانًا بمرحلة جديدة فى مسيرة التحول الرقمى، والتمكين التكنولوجى، والتنمية الاقتصادية المستندة لبنية تحتية رقمية داعمة للنمو.

وفى هذا الإطار، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن الدولة المصريةُ، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وضعت رؤية استراتيجيةً واضحة لبناء «مصر الرقمية»، انطلاقا من إيمان الدولة العميق بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو القطاع الواعد الذى ينضم إلى القطاعات الاقتصادية التقليدية الثلاثة (الزراعة، والصناعة، والسياحة) ليكون محركًا رئيسيًا لقاطرة التنمية الاقتصادية فى الدولة، ويتحول من قطاعٍ خدمى فحسب، إلى قطاعٍ خدمى إنتاجى يُسهم فى تحقيق نهضة اقتصادية ومعرفية لمصر.

وأكد رئيس الوزراء أن تأكيد الرئيس على هذا التوجه جليًا جاء فى سياق كلمة سابقة أكد سيادته خلالها أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو القطاع الجدير بالانضمام للقطاعات الإنتاجية الأخرى لزيادة الإنتاج وفرص العمل والصادرات المصرية خلال المرحلة المقبلة.

وخلال كلمته، قال رئيس مجلس الوزراء: لقد بات من المؤكد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو قاطرة التنمية فى القرن الحادى والعشرين؛ ليس فقط لكونه من أسرع القطاعات نموًا، بل لأنه من أكثرها تأثيرًا فى إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد الحديث، وإحداث نقلة نوعية فى طريقة تقديم الخدمات، وإنتاج المعرفة، وتطوير التعليم، والرعاية الصحية، والإدارة الحكومية، مضيفا أنه من هذا المُنطلق، كنتُ أتابع عن كثب الجهود الحثيثة لمنح تراخيص الجيل الخامس لشركات المحمول بمصر وخطة إطلاق خدمات الجيل الخامس، اتساقًا مع رؤية الدولة لتطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمواطنين والمؤسسات فى مصر، وكذلك بناء بيئة جاذبة للاستثمار، فلذلك حرصتُ على أن أشهد توقيع أول اتفاقية لمنح تراخيص الجيل الخامس فى عام ٢٠٢٤، وتذليل مختلف التحديات لمنح التراخيص لباقى المشغلين خلال العام باستثمارات بلغت نحو ٧٠٠ مليون دولار، مؤكدا أن هذه الاستثمارات تأتى لتبرهن على قدرة الدولة على تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر.

فى السياق نفسه، أضاف الدكتور مصطفى مدبولى: ونحن نخطو بثقة نحو تطبيقات الجيل الخامس، فإننا لا نطلق فقط خدمة جديدة، بل نؤسس لِبِنْية تحتية ذكية، قادرة على دعم الصناعات الرقمية، والذكاء الاصطناعى، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والأنظمة السيبرانية، وكل ما يرتبط بمستقبل اقتصاد المعرفة.

وانتقل رئيس مجلس الوزراء للحديث عن حرصه بشكل مستمر خلال زياراته الميدانية للمحافظات على متابعة تطور البنية التحتية الرقمية فى مختلف أنحاء الجمهورية، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للتنمية الشاملة التى تنتهجها الدولة، مشيرا إلى أن إدخال خدمات الإنترنت فائق السرعة، وتحسين جودة خدمات المحمول فى قرى مصر، ضمن المبادرة الرئاسية الطموحة «حياة كريمة»، يأتى دليلًا واضحًا على التزام الحكومة المصرية بمد مظلة التحول الرقمى إلى جميع المواطنين، ولاسيما فى قرى الريف المصرى، حيث توفر هذه الخدمات فرصةً هائلة لأبنائنا للتعلم والعمل كمهنيين مستقلين.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى: «لا يفوتنى هنا أن أذكر ما أشهده أيضًا خلال زياراتى المتكررة لمراكز إبداع مصـر الرقميـة ومدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية ومراكز التعهيد، فما رأيته من طاقات شابة مُبدعة ومُؤَهَلَة، يجعلنى أكثر يقينًا بأن العنصرَ البشرى المصرى شديد التفوق فى هذا المجال. لقد رأيت شبابًا من خلفيات علمية متنوعة – من الحقوق والآداب والتجارة والزراعة والفنون – وقد قرروا العمل والانطلاق فى هذا القطاع الواعد، كما التقيتُ بشباب لم يجدوا فرصة فى مجالاتهم التقليدية، لكنهم امتلكوا الإرادة لإعادة التوجيه المهنى نحو التكنولوجيا، وحققوا نجاحات مُبهرة».

وتحدث رئيس الوزراء عن إحدى زياراته لمحافظة الوادى الجديد، والتى التقى خلالها بفتياتٍ مجتهداتٍ يَدْرُسنَ بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ويحرِصنَ على استكمال مسيرتِهِن التعليمية فى الجامعات، وهو الأمر الذى حدا بنا إلى إيلاء الأولوية لخريجى مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى الالتحاق بالجامعات التكنولوجية، مشيرا إلى أنه بالفعل تم تحقيق إنجاز فى هذا الأمر بصدور قرار من المجلس الأعلى للجامعات منذ أيام بفتح باب التقدم لخريجى الدبلومات الفنية المتخصصة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية بما فيها مدارسWE للالتحاق بكليات الحاسبات والذكاء الاصطناعى، وهى خطوة تعد الأولى من نوعها فى هذا المِضمار.

كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولى لما شاهده من شــــركات تعمل على مضاعفة عدد موظفيها خلال أشهر وبعضها يعتمد على متخصصين يعملون من المنزل فى محافظاتهم، ومراكز تعهيد تقدم خدمات متقدمة لشركات عالمية فى مجالات بالغة التخصص، من صناعة البرمجيات للسيارات، إلى الأمن السيبرانى، ووصولًا إلى خدمات الذكاء الاصطناعى التوليدى.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على مواصلة الحكومة التركيز على بناء المزيد من الكوادر البشرية فى هذا القطاع، مشيرا إلى أحدث المبادرات الحكومية فى هذا الشأن وهى مبادرة «الرواد الرقميون» التى تُقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وتُنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية لتدريب ١٢ ألف شاب وفتاة سنوياً من مختلف أنحاء الجمهورية فى تخصصات متقدمة كالأمن السيبرانى وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعى والبرامج المدمجة، وغيرها من العلوم التى تؤهل شبابنا لتحويل مسارهم المهنى نحو الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وخلال كلمته أيضا، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الدولة اليوم، ومع إطلاق خدمات الجيل الخامس، تتيح للبنية التكنولوجية فى مصر قفزة نوعية جديدة، تُمكّننا من تسريع التحول الرقمى فى كل قطاعات الدولة، وتحقيق مُستهدفات «مصر الرقمية»، وربط المواطن بخدمات أكثر كفاءة وذكاء، مجددا ما ذكره قبل ذلك من إيمانه بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو قطاع الأمل؛ ففى وقت يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبرى، يواصل هذا القطاع النمو بمعدلات ١٦٪ سنوياً كما أشار الرئيس منذ بضعة أيام، وما زالت فرص النمو فى هذا القطاع عظيمة.

وقبل أن يختتم كلمته، توجه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بالشكر إلى كل العاملين فى هذا القطاع الحيوى، وإلى شركائنا من القطاع الخاص المحلى والدولى، الذين يُبرهنون يومًا بعد يوم على ثقتهم فى السوق المصرية، وفى قدرات أبنائه، وأقول لشبابنا: هذا وقتكم وهذه فرصتكم. الجيل الخامس ليس فقط سرعة أعلى للاتصال، بل هو تمكين حقيقى لمواهبكم، ولمشروعاتكم الناشئة، ولأفكاركم المبتكرة، ولنظرتكم المختلفة للمستقبل.

وجدد الدكتور مصطفى مدبولى تأكيد أن الحكومة المصرية ستواصل دعمها لهذا القطاع بكل ما يلزم، سـواء من حيث البنية التحتية، أو التشريعات، أو التدريـب، أو الشراكات الدولية، فنحن ملتزمون بتهيئة المناخ المناسب للاستثمار، داعيا جميع شركاء القطاع الخاص فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستفادة من هذه الإرادة الحكومية الصادقة لدعم تنمية هذا القطاع، وضخ المزيد من الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية والاعتماد على العقول المصرية.

واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلا: «معًا، نبنى مُستقبلًا رقميًا واعدًا، تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات، والبرمجيات، والخدمات الرقمية... ونُسهم جميعاً، حكومة وقطاع خاص ومُجتمع مدنى، فى بناء (مصر الرقمية)».

ألقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كلمة، خلال فعاليات احتفالية إطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول فى مصر رسميا، والتى شهدها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بحضور عدد من الوزراء، ومحافظ الجيزة، وعدد من الوزراء السابقين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجموعة من كبار المسؤولين، ومسئولى الأجهزة المختصة بقطاع الاتصالات فى مصر، ورؤساء وممثلى شركات المحمول فى مصر.

واستهل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمته بالترحيب برئيس مجلس الوزراء، والسادة الوزراء، وأبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر، فى حفل إطلاقِ خدماتِ الجيل الخامس فى مصر، وقال: «ربما ونحن فى حضرةِ الأهرامات... هذا الرمزُ الخالدُ للتقدمِ الإنسانى، يسوغ لى أن أدعو حضراتَكم لتأملِ مسيرةِ قطاعِ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر.. قطاعٌ وإن بدا قطاعًا شابًا فتيًا، بيد أن جذورَه تمتدُ إلى أكثرِ من مائةٍ وسبعينَ عامًا... عندما كان التواصلُ الإنسانى قد تطورَ إلى تقنيةِ البرق – أو ما درجنا على تسميتِه بالتلغرافِ، فتأسست الشركةُ الشرقيةُ للتليغراف فى عامِ ١٨٥٤، وأُطلِق أولُ خطٍ للتليغرافِ بين القاهرة والإسكندرية».

واستكمل الدكتور عمرو طلعت مسيرة قطاع الاتصالات بالإشارة إلى إنشاء أولِ خطٍ للتليفون فى مصر عام ١٨٨١، فى دلالةٍ واضحةٍ على أن مصر كانت — ولا تزال — سبّاقةً فى تبنى التطوراتِ التكنولوجية العالميةِ المتعاقبة، مشيرا إلى أنه حين تأسسَ الاتحاد الدولى للاتصالاتِ فى منتصف القرنِ التاسعِ عشر، كانت مصر ضمن خمسٍ وعشرينَ دولةً رائدةً على مستوى العالم، والأولى عربيًا وأفريقيًا، فى الانضمام للاتحاد كواحدةٍ من الدولِ التى شاركت ضمن الطليعة التى أسهمت فى عمل الاتحاد لتنظيم خدمات الاتصالات وشاركت فى وضعِ أطرِها التنظيميةِ الحاكمة.

فى السياق نفسه، أضاف الدكتور عمرو طلعت أنه ربما قبل عقدين فقط، لم يكن يخطر ببالنا أن تتحول تكنولوجيا الاتصالات إلى جسرٍ فورىٍ للتواصل، تتجاوز الزمانَ والمكان، واليوم، لا يكاد يخلو محفل أو نشاط يومى – شخصى كان أو مهنى – من الاعتمادِ عليها، حتى غدت ركيزةً أساسيةً للحياةِ والعملِ والتنمية.

وفى الوقت نفسه، أشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أنه منذ أن تأسست وزارة الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات قبل أكثرِ من ربع قرنٍ من الزمان، وجهود تطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أخذت تتسارع وتيرتها ويتعمق تأثيرها، فأطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاونِ مع شركاتِ المحمول فى مصر، أجيالًا متعاقبةً من خدماتِ الاتصالات وصولًا إلى الجيلِ الخامسِ اليوم.

وخلال كلمته، تقدم الدكتور عمرو طلعت بأسمى آياتِ التقديرِ والعرفانِ للسادةِ الوزراءِ ولجميع القائمين على قطاعِ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممن سبقونا، فى ترسيخِ دعائمَ هذا القطاع وبناءِ أُسسِه بإخلاصٍ وعملٍ دؤوبٍ ومهدوا الطريق فى بناءِ ما نواصل اليومَ البناءَ عليهِ، مقدما لهم تحيةً عطرةً مستحقة لجيلِ الرواد.

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: اليوم ونحن نخطو بثباتٍ نحو إطلاقِ جيلٍ جديد من خدمات الاتصالات، فإننا نُقِر أن تقنيات الجيلِ الخامس لا تتعلق بالسرعةِ فحسب، بل هى خطوة وثابةٌ نحو باقةٍ جديدةٍ من القدراتِ التقنيةِ، تفتح آفاقًا جديدةً فى مجالاتِ: الصحةِ، والزراعةِ، والنقلِ، والصناعةِ، وغيرِها، وهذه التطبيقاتُ ليست مجرد طموحاتٍ مستقبليةٍ، بل أضحت واقعًا ملموسًا تشهده دول العالم اليوم، ومصر حريصةٌ على الاستفادةِ منها؛ فاستهللنا عام ٢٠٢٤، بمنح أولِ ترخيصٍ لتكنولوجيا الجيل الخامس والذى شهد مراسمه رئيس مجلس الوزراء، ولم ينتهِ العام إلا وكانت باقى تراخيصِ الجيل الخامس قد مُنِحَت لكافة الشركاتِ المشغلةِ لخدماتِ المحمول فى مصر.

وفى هذا الإطار، أوضح وزير الاتصالات أن هذه الخطوات جاءت تتويجًا لجهودٍ ممتدةٍ واستثماراتٍ كبرى شهدَها القطاع خلال السنوات الماضية، لتعزيز كفاءة البنيةِ التحتيةِ الرقمية؛ فمنذ عام ٢٠١٩، استثمرت شركات المحمول فى مصر مليارين وسبعمائة مليون دولار فى تخصيصات الطيف الترددى والتراخيص، لتعكس هذه الاستثماراتُ ثقةً راسخةً من المستثمرينِ المحليين والدوليين فى جاذبية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى.

وواصل الدكتور عمرو طلعت كلمته خلال الحفل بالإشارة إلى أن قِطاع الاتصالاتِ فى مصر شهد تحولًا عميقًا خلال العقدِ الأخيرِ، من خلال الاستثماراتِ فى البنيةِ التحتيةِ الرقميةِ، وتوسيعِ قاعدةِ المستفيدين من خدمات الاتصالات لملايينِ المواطنين، مع ضمان وصولِ ثمارِ التحولِ الرقمى إلى جميع أفرادِ وقطاعاتِ المجتمع، اتساقًا مع رؤيةِ الدولة لبناءِ «مصر الرقمية».

وأضاف وزير الاتصالات: يتجلى ذلك فى معدلاتِ استخدامِ خدماتِ الاتصالاتِ حيثُ بلغت الاشتراكاتُ مائةً وعشرين مليونًا فى عام ٢٠٢٤، وزادت معدلات استخدامِ الإنترنتِ المحمولِ بنسبةٍ تجاوزت العشرةِ بالمائة فى عامٍ واحدٍ فقط، مقارنةً بالمعدل العالمى الذى بلغَ ما يقرب من اثنين ونصف بالمائة، كذلك أُطلِقَت الشرائح المدمجة (eSIM ) على مستوى الجمهورية، وأُطلِقَت خدماتَ الاتصالِ عبرَ الإنترنت الثابت ( WiFi Calling)، لتحسين جودةِ الاتصالِ الصوتى داخل المبانى، دون أى أعباءٍ إضافيةٍ على المواطن، كما استكملنا جهودَنا بالتعاونِ مع الشركاتِ لتغطيةِ الطرقِ والمحاور الرئيسية مكتملةِ البناء فى جميعِ أنحاءِ الجمهورية.

وتطرق الدكتور عمرو طلعت للحديث عن المبادرة الرئاسية « حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، فقال: انطلاقًا من إيمان الدولة بضرورة إتاحة خدماتِ الاتصالات للجميع، والتزامًا بسدِ الفجوةِ الرقمية، أتى التزام الحكومة بتطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فى إقرارٍ سياسى واعٍ بأن النفاذَ لخدماتِ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى القرنِ الحادى والعشرين أصبحَ حقًا لكلِ مواطنٍ شأنه شأن سائر المرافقِ الأساسية كالماءِ النقى.

وأضاف الوزير: تجسيدًا لهذه الرؤية، تلتزم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باستثماراتٍ ضخمةٍ بالتعاون مع شركاتِ المحمولِ الأربع لتطوير البنيةِ التحتيةِ التكنولوجية فى جميع القرى المصرية، من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» ترسيخًا لدعائم العدالة الرقمية؛ حيث تتحمل الدولةُ الاستثمارات فى مشروعاتِ مدِ كابلات الأليافِ الضوئيةِ وتتشارك مع مشغلى المحمول فى كلفةِ بناء محطات المحمول فى أكثر من أربعة آلاف قرية بواقع تسعةِ ملايين وحدةٍ سكنيةٍ، باستثمارات قرابة التسعة مليار جنيه لتحسين تغطية خدمات المحمول، ونمضى بخطىً ثابتة، تُستكمل فصولَها تباعًا، لتصلَ خدمات الاتصالات عالية الكفاءة لكلِ أرجاءِ الجمهورية.

وخلال كلمته أيضا: قال الدكتور عمرو طلعت إن مصر تتبنى نهجًا مؤسسيًا علميًا للإسراعِ بوتيرةِ التحولِ الرقمى فى مختلفِ القطاعات وإعادةِ صياغةِ دورِ قطاعِ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات فى مصر؛ ليتحول من قطاعٍ خدمىٍ إلى محركٍ إنتاجىٍ توظيفىٍ يسهم فى الناتجِ القومى الإجمالى لمصر بصورةٍ مطردةٍ ويعزز من صادراتِ مصرِ الرقمية.

وأضاف الوزير: اليوم والدولة المصرية تبنى أسسَ اقتصادٍ رقمىٍ، تنافسىٍ، وشاملٍ.. تفتح التكنولوجيا آفاقًا جديدةً للتوظيف فيه، فإننا حريصون على أن يكون معيارَ النجاحِ دائمًا متمحورًا حول المواطن... لذا نسأل أنفسَنا جميعًا فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: كم شابًا وفتاة يمكنهم النفاذ لأسواق العملِ الحرِ العالمية من منازلِهم؟، وكم مواطِنًا فى قرى مصر يمكنُه تلقى الخدماتِ الحكوميةِ الرقمية بصورةٍ أفضل وأسرع وأسهل؟، وكم أمًا باتت قادرةً على كسبِ دخلٍ وتحسين مستوى معيشةِ أسرتِها بفضلِ المهاراتِ الرقمية التى اكتسبتها ومكنتها من النفاذ لأسواق العملِ الحر أو العمل التقليدى؟

وفى هذا الصدد، قال الدكتور عمرو طلعت: ربما الأرقامُ تتحدثُ عن نفسِها لتجيب عن هذه التساؤلات.. فلقد ارتفع عدد حساباتِ المصريين على منصاتِ العملِ الحر العالمية من خمسين ألف حسابٍ فى عام ٢٠٢٠، إلى أكثرِ من نصف مليون حساب فى عام ٢٠٢٤.. وتضاعف عددُ المستخدمين لمنصةِ مصر الرقمية من مليون مواطن مُسجَل فى بداية إطلاقِها، لأكثرِ من ثمانيةِ ملايين مواطنٍ حاليًا يستفيدون من حوالى مائتى خدمةٍ حكوميةٍ رقمية، فضلًا عن ثلاثمائةِ وحدةٍ للتشخيص عن بعد بالمحافظات تُمكن المواطنينَ فى القرى من الاتصالِ باستشاريين فى كبرى المستشفياتِ الجامعيةِ حولَ الجمهورية، بالإضافة إلى حوالى خمسةِ ملايين مزارعٍ لديهم كارت الفلاح الذكى، ونؤكدُ عزمَنا على مواصلةِ هذا المسار التنموى بما يضمن التوسع فى الخدمات الرقمية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية.

وأضاف الوزير، فى السياق نفسه: على نحوٍ مماثل، فقد تضاعفت قدرتُنا على بناءِ القدراتِ الرقميةِ لشبابِنا فى مختلف أنحاء الجمهوريةِ بفضل الدمجِ بين البرامج التقليدية من خلال التوسع من ثلاثة مراكز إلى أربعة وعشرين مركزًا من مراكز إبداع مصر الرقمية، وتبنى نماذج التدريب الرقمية.. فزدنا عدد المستفيدين من هذه البرامج من حوالى أربعة آلاف متدرب منذ بضعة أعوام إلى نصف مليون متدرب فى العام الحالى.. أى تضاعف عددُ المستفيدين مائةً وخمسةً وعشرينَ ضعفًا فى سبع سنواتٍ فقط.

وقال الدكتور عمرو طلعت أيضا: وبالتوازى مع تطويرِ البنية التحتيةِ الرقمية، والتوسع فى صقل الطاقاتِ الإبداعيةِ لشبابِنا فى القطاع، فقد أتت هذه الجهودُ ثمارَها فى زيادة عددِ الشركاتِ العاملةِ فى تصديرِ الخدماتِ الرقمية من مصر بنسبةٍ تجاوزت المائة والثمانين بالمائة منذ عام ٢٠٢١، وهو ما أسهمَ فى مضاعفةِ عددِ المتخصصينِ المصريين العاملين فى هذا المجال، وزيادة حجمِ الصادراتِ الرقمية خلال السنواتِ الثلاثِ الماضية بنسبة ثمانين بالمائة.

ثم تحدث وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن إطلاقَ رخص الجيل الخامس فى مصر، قائلا: لم يكن أبدًا هذا الإطلاق خطوةً تقنيةً تكتيكيةً، بل طريقٌ طويلٌ تضافرت خلاله جهودٌ دؤوبةٌ وتلاحمت فى سبيلهِ عزائمٌ صلبةٌ لا تعمل إلا لخيرِ هذا البلد، ولا تسعى إلا لرفعةِ هذا القطاع.

وفى هذا الصدد، توجه الدكتور عمرو طلعت ببالغِ الشكرِ والتقديرِ لرئيس مجلس الوزراء، الذى وصف دعمِه المتواصل بأنه كان له أبلغَ الأثرِ فى تهيئةِ مناخِ الاستثمارِ فى هذا الملف، مؤمنًا برسالةِ بناء مصر الرقمية ودورِها التنموى، كما عبر عن التقديرُ والعرفانُ لكلِ المؤسساتِ الوطنيةِ ورجالِها الأشداء ذوى الإرادةِ الفولاذية، الذين تعاونوا لبلوغِ هذا المرمى.

كما توجه الدكتور عمرو طلعت بالشكرِ الصادقِ لزملائه فريقِ العملِ الوطنىِ القدير بالجهازِ القومى لتنظيم الاتصالات بقيادة المهندس محمد شمروخ، على جهودِهم المثمرة لتوفير بيئةٍ تنظيميةٍ تُسهمُ فى تعزيز كفاءةِ القطاع، وتؤسسُ لبناءِ شراكاتٍ بناءةٍ وثقةٍ راسخةٍ مع شركاتِ المحمولِ الأربعة الذين يستثمرون فى بناءِ مصر الرقمية وتقديم خدماتِ اتصالات متطورةٍ لمواطنينا.

واختتم وزير الاتصالات كلمته، بتجديد التأكيدَ على التزامِ الوزارة ببناءِ مصر الرقمية.. مجتمعٌ يكونُ النفاذُ فيه لخدماتِ اتصالات كفءٍ حقًا أصيلًا، لا رفاهية؛ وأداةُ تمكينٍ.. لا غاية فى حد ذاتها؛ مجتمعٌ تسهمُ فيه الاتصالاتُ وتكنولوجيا المعلوماتُ فى الارتقاءِ بالخدماتِ فى مختلفِ القطاعاتِ تيسيرًا على المواطن.. مجتمعٌ تكونُ فيه التكنولوجيا قوةً دافعةً للتنميةِ والازدهار.. مجتمع مصر الرقمية.

وصرح المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، بأن إطلاق خدمات الجيل الخامس فى مصر يعد لحظة محورية فى مسيرة تطوير قطاع الاتصالات، ويمثل بداية لمرحلة جديدة من التحول الرقمى المتكامل.

وقال المهندس محمد شمروخ: تأتى هذه الخطوة تتويجًا لجهود استراتيجية بذلها الجهاز بالتعاون مع شركائنا من شركات المحمول؛ بهدف توفير بيئة تنظيمية وفنية متطورة تستوعب أحدث التقنيات العالمية.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة