استخدام ChatGPT قد يُفسد عقلك.. باحثون يكشفون مدى تأثيره على مهاراتك الحياتية

استخدام ChatGPT قد يُفسد عقلك.. باحثون يكشفون مدى تأثيره على مهاراتك الحياتية
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يونيو 25, 2025 مشاهدة: 69

منذ ظهور ChatGPT قبل ثلاث سنوات تقريبًا، ثار جدل واسع حول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على التعلم. فهل هي أدوات مفيدة للتعليم الشخصي، أم أنها مدخلٌ للغش الأكاديمي؟

والأهم من ذلك، كان هناك قلق من أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى «تبسيط» واسع النطاق، أو تراجع في القدرة على التفكير النقدي. ويذهب هذا الجدل إلى أنه إذا استخدم الطلاب أدوات الذكاء الاصطناعي مبكرًا جدًا، فقد لا يطورون المهارات الأساسية للتفكير النقدي وحل المشكلات.

هل هذا صحيح؟ وفقًا لدراسة حديثة أجراها علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يبدو الأمر كذلك. يقول الباحثون إن استخدام ChatGPT للمساعدة في كتابة المقالات يمكن أن يؤدي إلى «ديون معرفية» و«انخفاض محتمل في مهارات التعلم».

فماذا وجدت الدراسة؟

الفرق بين استخدام الذكاء الاصطناعي والدماغ وحده

على مدار أربعة أشهر، طلب فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من 54 بالغًا كتابة سلسلة من ثلاثة مقالات باستخدام إما الذكاء الاصطناعي (ChatGPT)، أو محرك بحث، أو أدمغتهم (مجموعة «الدماغ فقط»). قام الفريق بقياس التفاعل المعرفي من خلال فحص النشاط الكهربائي في الدماغ والتحليل اللغوي للمقالات.

كان التفاعل المعرفي لدى من استخدموا الذكاء الاصطناعي أقل بكثير من المجموعتين الأخريين. كما واجهت هذه المجموعة صعوبة في تذكر الاقتباسات من مقالاتهم، وشعرت بانخفاض في شعورها بالملكية تجاهها.

ومن المثير للاهتمام، أن المشاركين بدّلوا الأدوار في المقال الرابع والأخير (مجموعة الدماغ فقط استخدمت الذكاء الاصطناعي، والعكس صحيح). كان أداء مجموعة الذكاء الاصطناعي والدماغ أسوأ، وكان تفاعلها أفضل بقليل من المجموعة الأخرى خلال جلستها الأولى، وهو أقل بكثير من تفاعل مجموعة الدماغ فقط في جلستها الثالثة.

يدّعي المؤلفون أن هذا يُظهر كيف أدى الاستخدام المُطوّل للذكاء الاصطناعي إلى تراكم «الديون المعرفية» لدى المشاركين. وعندما أتيحت لهم الفرصة أخيرًا لاستخدام أدمغتهم، لم يتمكنوا من تكرار التفاعل أو الأداء بنفس جودة المجموعتين الأخريين.

بحذر، يُشير المؤلفون إلى أن 18 مشاركًا فقط (ستة لكل حالة) أكملوا الجلسة الرابعة والأخيرة. لذلك، تُعدّ هذه النتائج أولية وتتطلب مزيدًا من الاختبار.

هل يُظهر هذا حقًا أن الذكاء الاصطناعي يجعلنا أكثر غباءً؟

لا تعني هذه النتائج بالضرورة أن الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي تراكموا «الديون المعرفية». في رأينا، تُعزى هذه النتائج إلى التصميم المُحدد للدراسة.

من المرجح أن يكون التغيير في الترابط العصبي للمجموعة التي استخدمت الدماغ فقط خلال الجلسات الثلاث الأولى نتيجةً لزيادة إلمامها بمهمة الدراسة، وهي ظاهرة تُعرف باسم «تأثير التآلف». فمع تكرار المشاركين في الدراسة للمهمة، أصبحوا أكثر إلمامًا وكفاءة، وتتكيف استراتيجيتهم المعرفية وفقًا لذلك.

عندما تمكنت مجموعة الذكاء الاصطناعي أخيرًا من «استخدام أدمغتهم»، كانوا يؤدون المهمة مرة واحدة فقط. ونتيجةً لذلك، لم يتمكنوا من مطابقة تجربة المجموعة الأخرى. ولم يحققوا سوى تفاعل أفضل بقليل من مجموعة الدماغ فقط خلال الجلسة الأولى.

ولتبرير ادعاءات الباحثين تمامًا، سيحتاج المشاركون في مجموعة الذكاء الاصطناعي إلى إكمال ثلاث جلسات كتابة بدون استخدام الذكاء الاصطناعي.

وبالمثل، فإن حقيقة أن مجموعة الدماغ استخدمت ChatGPT بشكل أكثر إنتاجيةً واستراتيجيةً ترجع على الأرجح إلى طبيعة مهمة الكتابة الرابعة، والتي تطلبت كتابة مقال حول أحد المواضيع الثلاثة السابقة.

بما أن الكتابة بدون الذكاء الاصطناعي تتطلب جهدًا أكبر، فقد اكتسبوا قدرةً أفضل على تذكر ما كتبوه سابقًا. ولذلك، استخدموا الذكاء الاصطناعي في المقام الأول للبحث عن معلومات جديدة وصقل ما كتبوه سابقًا.

ما هي آثار الذكاء الاصطناعي على التقييم؟

لفهم الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي، يمكننا العودة إلى ما حدث عندما أصبحت الآلات الحاسبة متاحة لأول مرة.

في سبعينيات القرن الماضي، تم تنظيم تأثيرها من خلال جعل الامتحانات أكثر صعوبة. فبدلًا من إجراء العمليات الحسابية يدويًا، كان يُتوقع من الطلاب استخدام الآلات الحاسبة وتكريس جهودهم المعرفية لمهام أكثر تعقيدًا.

في الواقع، رُفع مستوى الأداء بشكل كبير، مما جعل الطلاب يعملون بنفس القدر من الاجتهاد (إن لم يكن أكثر) مما كانوا عليه قبل ظهور الآلات الحاسبة.

يكمن التحدي الذي يواجهه الذكاء الاصطناعي في أن المعلمين، في معظم الأحيان، لم يرفعوا مستوى أدائهم بما يجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. لا يزال المعلمون يطلبون من الطلاب إكمال نفس المهام ويتوقعون نفس مستوى العمل الذي كانوا يتوقعونه قبل خمس سنوات.

في مثل هذه الحالات، قد يكون الذكاء الاصطناعي ضارًا بالفعل. قد يُحمّل الطلاب في الغالب مسؤولية التفاعل النقدي مع التعلم، مما يؤدي إلى «كسل ما وراء المعرفي».

ومع ذلك، وكما هو الحال مع الآلات الحاسبة، يمكن للذكاء الاصطناعي، بل وينبغي عليه، أن يساعدنا في إنجاز مهام كانت مستحيلة سابقًا، ولا تزال تتطلب تفاعلًا كبيرًا. على سبيل المثال، قد نطلب من الطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي لإعداد خطة درس مفصلة، ​​والتي سيتم تقييمها بعد ذلك من حيث الجودة والسلامة التربوية في امتحان شفوي.

في دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كان المشاركون الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي يُنتجون مقالاتٍ «عادية». عدّلوا تفاعلهم لتقديم مستوى العمل المتوقع منهم.

سيحدث الأمر نفسه إذا طُلب من الطلاب إجراء عمليات حسابية معقدة باستخدام آلة حاسبة أو بدونها. ستتعرق المجموعة التي تُجري الحسابات يدويًا، بينما بالكاد يرمش من يستخدمون الآلات الحاسبة.

تعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي

تحتاج الأجيال الحالية والمستقبلية إلى القدرة على التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات. ومع ذلك، يُغيّر الذكاء الاصطناعي معنى هذه الأشياء.

لم يعد إنتاج المقالات بالقلم والورقة دليلًا على القدرة على التفكير النقدي، تمامًا كما لم يعد إجراء القسمة المطولة دليلًا على المهارات الحسابية.

إن معرفة متى وأين وكيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي هو مفتاح النجاح على المدى الطويل وتنمية المهارات. إن تحديد أولويات المهام التي يُمكن تفويضها إلى الذكاء الاصطناعي لتقليل التراكم المعرفي لا يقل أهمية عن فهم المهام التي تتطلب إبداعًا وتفكيرًا نقديًا حقيقيًا.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة