خدعة المياه القلوية.. دراسة علمية تفضح المبالغات التسويقية حول فوائدها

خدعة المياه القلوية.. دراسة علمية تفضح المبالغات التسويقية حول فوائدها
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يوليو 15, 2025 مشاهدة: 210

في رفوف المتاجر، تتراص الزجاجات اللامعة من المياه القلوية، تُسوّق بعبارات مبهرة: «لترطيب أفضل»، «لجهاز مناعي أقوى»، «لجسم متوازن». تغلّف هذه الادعاءات رغبة بشرية طبيعية في الصحة والوقاية. لكن، ماذا لو كانت هذه الشعارات مجرد دعاية مبالغ فيها؟ أجابت عن هذا التساؤل خبيرة التغذية سالومي كروجر، أستاذة التغذية في جامعة نورث ويست بجنوب إفريقيا، مؤكدة أن «الفوائد المنسوبة للمياه القلوية غالبًا ما تكون غير مدعومة بأدلة علمية كافية»، محذرة من الانجرار وراء مزاعم الشركات المنتجة. التحليل العلمي..فوائد مبالغ فيها وأدلة محدودة تستند فكرة المياه القلوية إلى رفع درجة حموضة الماء إلى ما بين 8 و9، مقارنة بالماء العادي المتعادل عند الرقم 7. ويُعتقد أن هذه المياه تساعد في تقليل حموضة الجسم وتحسين الترطيب، وربما حتى الوقاية من الأمراض المزمنة. لكن كروجر توضح أن الجسم البشري مزود بآليات طبيعية قوية – خاصة الكليتين والرئتين – تعمل باستمرار على تنظيم توازن الحموضة في الدم بدقة متناهية، ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 7.35 و7.45. وبمجرد وصول الماء القلوي إلى المعدة، يتم تحييد حموضته فورًا بفعل العصارات الهضمية شديدة الحموضة. الارتباط لا يعني السببية دراسة رصدية على أكثر من 300 امرأة أشارت إلى أن من يشربن الماء القلوي لديهن مؤشرات صحية أفضل، مثل انخفاض ضغط الدم ونسبة السكر. ولكن، كما توضح كروجر، هؤلاء النساء أيضًا كن يتمتعن بنمط حياة أكثر صحة: دخل أعلى، تغذية متوازنة، نشاط بدني. وهذا يجعل من الصعب عزو النتائج للماء القلوي فقط. وتضيف الأستاذة المشاركة في الدراسة، ليز هافمان-نيل، أن أغلب الأبحاث تعاني من مشاكل منهجية، مثل حجم العينات الصغير، أو غياب قياسات واضحة، مما يحد من قدرتها على إثبات العلاقة السببية بشكل قاطع. مخاطر محتملة خلف الدعاية بعيدًا عن الفوائد المشكوك فيها، تحذر كروجر من أن شرب الماء القلوي – خاصة إذا تجاوز الرقم الهيدروجيني 9 – قد يكون ضارًا لبعض الفئات: مرضى الكلى: يمكن أن تتراكم المعادن في أجسامهم بسبب ضعف التصفية، ما يسبب اختلالًا في توازن المعادن. مستخدمي مثبطات حمض المعدة: قد يرتفع الرقم الهيدروجيني للمعدة بشكل مفرط، مما يعطّل عملية الهضم الطبيعية. الذين يستهلكون كميات عالية من الصوديوم: بعض المنتجات القلوية تحتوي على بيكربونات الصوديوم، ما يزيد من عبء الصوديوم في الجسم ويؤثر على صحة القلب. لا حلول سحرية في زجاجات الماء تختتم كروجر تحذيرها بالقول إن «الماء القلوي، رغم انتشاره كاتجاه عصري، لا يحمل منافع صحية مؤكدة تفوق الماء العادي، بل قد يحمل بعض المخاطر عند الإفراط أو الاستخدام غير الواعي». في النهاية، لا تزال المياه النقية العادية، والنظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم هي الأسس الحقيقية للصحة، بعيدًا عن الوعود التسويقية. Adblock test (Why?)

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة