القهوة ليست مجرد وسيلة لتعزيز النشاط في الصباح بالنسبة للكثيرين، بل هي طقس يساعدنا على بدء يومنا أو التغلب على الكسل في فترة ما بعد الظهر، ولكن متى يكون الوقت الأمثل لشرب القهوة للحصول على أقصى استفادة؟ سواء كنا نفضل تناول فنجان القهوة في الصباح أو بعد الظهر أو في المساء أو حتى في الليل، فإن كل وقت من اليوم يقدم فوائد فريدة وعيوبًا محتملة، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
قهوة الصباح: تجديد الطاقة
ارتبط شرب القهوة في الصباح منذ فترة طويلة بإيقاظ الدماغ والجسم، وذلك لأن الكافيين المنشط الأساسي في القهوة، يحجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، مما يمنعنا من الشعور بالنعاس، كما أن الصباح هو الوقت الذي يكون فيه الكورتيزول، وهو هرمون يساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي والإجهاد، مرتفعًا بشكل طبيعي، إن شرب القهوة خلال هذا التوقيت يمكن أن يكمل مستويات الطاقة الطبيعية في أجسامنا، مما يمنحنا تلك الدفعة التي نحتاجها بشدة لبدء يومنا، ويقترح بعض الخبراء الانتظار قليلًا بعد الاستيقاظ قبل تناول الفنجان الأول، وهذا يسمح لمستويات الكورتيزول بالاستقرار، مما يعزز فعالية الكافيين، ووفقًا لدراسة نشرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب، فإن استهلاك القهوة المعتدل، وخاصة من كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًا، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وقد يطيل عمرك.
قهوة بعد الظهر: لمكافحة الكسل بعد الغداء
في فترة ما بعد الظهر، وخاصة بعد تناول وجبة الغداء، يلجأ العديد من الأشخاص إلى تناول كوب آخر من القهوة لمحاربة الكسل الذي يصيبهم بعد الغداء، وخلال هذا الوقت، قد تنخفض مستويات طاقتنا، مما يجعل من الصعب علينا البقاء مركزين ومنتبهين، ولكن كوب القهوة يمكن أن يساعد في تجديد طاقتنا وتحسين وظائفنا الإدراكية، وقد أظهرت الدراسات أن تناول القهوة في فترة ما بعد الظهر يمكن أن يعزز من حدة الذهن والإنتاجية، مما يجعل من الأسهل علينا تواصل يوم العمل، ومن المهم أن تكون على دراية بكمية القهوة التي تستهلكها خلال هذه الفترة، فالإفراط في تناول الكافيين في فترة ما بعد الظهر قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر أو اضطرابات النوم في وقت لاحق من المساء، ويوصي الخبراء بالالتزام بفنجان واحد في فترة ما بعد الظهر لتجنب هذه الآثار الجانبية المحتملة.
قهوة المساء: سلاح ذو حدين
إن شرب القهوة في المساء هو نوع من السيف ذو الحدين، فمن ناحية، يمكن أن يوفر دفعة من الطاقة في وقت متأخر من اليوم، مما يساعدنا على القيام بالمهام المسائية أو المناسبات الاجتماعية، ومن ناحية أخرى، فإن تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يتداخل مع أنماط النوم لدينا، وهذا يعني أن شرب القهوة في وقت متأخر من المساء يمكن أن يبقينا مستيقظين لفترة أطول مما نرغب، وبالنسبة لأولئك الذين لديهم حساسية تجاه الكافيين، حتى كمية صغيرة في المساء يمكن أن تسبب الأرق أو القلق، لذلك إذا كنت تستمتع بطقوس القهوة المسائية، ففكر في التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين، حيث تشير الأبحاث الصادرة عن الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أنه على الرغم من أن القهوة منزوعة الكافيين لا توفر نفس الفوائد القلبية الوعائية مثل القهوة المحتوية على الكافيين، إلا أنها لا تزال يمكن أن تكون مشروبًا مريحًا وممتعًا.
قهوة الليل: وصفة لليالي بلا نوم
ولا ينصح الخبراء عمومًا بشرب القهوة ليلًا، وخاصةً بالنسبة لأولئك المعرضين لاضطرابات النوم، ويمكن أن يؤدي شرب القهوة ليلًا إلى تعطيل دورة نومنا الطبيعية بشكل كبير، مما يؤدي إلى ضعف جودة النوم وصعوبة النوم، ويمكن أن تستمر التأثيرات المنشطة للكافيين لعدة ساعات، مما يجعل من الصعب على أجسامنا الاسترخاء، وبالنسبة لأولئك الذين يعملون في نوبات متأخرة، قد تكون القهوة ضرورية للبقاء مستيقظين ومنتبهين، وفي مثل هذه الحالات، من المهم مراقبة كمية الكافيين المستهلكة والوعي بكيفية تفاعل جسمك معها، وقد يجد بعض الأفراد أنهم يستطيعون تحمل كمية صغيرة من القهوة ليلاً دون اضطراب كبير في النوم، لكن هذا يختلف من شخص لآخر.
التوقيت هو كل شيء عندما يتعلق الأمر بشرب القهوة
يمكن لقهوة الصباح أن تبدأ بها يومك وتعزز مستويات الطاقة الطبيعية لديك، بينما يمكن أن تساعدك قهوة بعد الظهر على التغلب على الركود بعد الغداء، ويجب تناول قهوة المساء بحذر، ومن الأفضل عمومًا تجنب قهوة الليل إذا كنت تريد ليلة نوم جيدة، وفي النهاية، يعتمد أفضل وقت لشرب القهوة على نمط حياتك وتحملك للكافيين والتفضيلات الفردية.