تصدر حادث انقلاب أتوبيس الجلالة محرك البحث جوجل، ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الحزن، عقب إعلان الصحة وفاة 12 وإصابة 33 طالبا، حيث كان الأتوبيس يقل طلابا يدرسون بجامعة الجلالة، وذلك وفقًا للحصر الأولي لضحايا حادث انقلاب حافلة ركاب (أتوبيس) على طريق الجلالة- السخنة جنوبي محافظة السويس.

وقالت الدكتورة آيات الحداد عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إنها تقدمت بمقترح برغبة حول استراتيجية تطوير قطاع النقل والمواصلات في مصر، موضحة أن كثرة حوادث الطرق والقطارات أصبحت تتطلب خطة لتطوير قطاع النقل بشكل عام حقنًا لدماء المصريين.

وأضافت «الحداد» للمصري اليوم: «لإحداث طفرة كبيرة في مجال النقل والمواصلات في مصر وتحقيق تقدم نوعي يجعلها دولة متقدمة، يجب تبني استراتيجية شاملة ومتكاملة تقوم على مجموعة من العناصر الرئيسية التي تجمع بين الابتكار، الاستثمار، التكنولوجيا الحديثة، والبنية التحتية المتطورة»، مشيرة إلى أنه لتتفوق مصر في هذا المجال، يجب أن تتبنى استراتيجية تعتمد على الابتكار، التمويل المستدام، والتكنولوجيا الحديثة لتطوير قطاع النقل بما يعزز مكانة مصر كمركز نقل إقليمي ودولي.

وشملت الاستراتيجية التي قدمتها عضو لجنة النقل والمواصلات في مقترح برغبة إلى مجلس النواب، إطلاق مشروع «مصر للنقل الذكي والمستدام 2035»، يتمثل في إطلاق مشروع وطني متكامل لتطوير النقل والمواصلات يركز على تبني التقنيات الذكية، تخطيط المدن، والنقل المستدام، لتحقيق قفزة نوعية تتجاوز المعايير الحالية في الدول المتقدمة، وتحديد أهداف استراتيجية تشمل إنشاء شبكة نقل متكاملة ومتعددة الوسائط تضم: النقل البري، النقل البحري، النقل النهري، والنقل الجوي، مع ربط هذه الوسائط بتقنيات إدارة ذكية ومتكاملة.

كما شملت الاستراتيجية إنشاء «المركز الوطني للتحول الرقمي في النقل والمواصلات»: من خلال إنشاء مركز وطني يكون مسؤولًا عن توجيه التحول الرقمي في قطاع النقل من خلال تبني أنظمة النقل الذكي (ITS)، مثل أنظمة إدارة حركة المرور، والمركبات ذاتية القيادة، وتقنيات التنقل المشترك، وتطبيق أحدث أدوات التحليل للبيانات الضخمة (Big Data) وتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل تدفق الحركة، وتوقع الازدحام، وإدارة الأزمات المرورية.

كما تضمنت تطوير شبكة نقل كهربائية متكاملة: من خلال تحويل جزء كبير من منظومة النقل العام إلى نظام نقل كهربائي (حافلات، مترو، قطارات) مع إنشاء بنية تحتية لشبكات الشحن الكهربائي، بالإضافة إلى إنشاء خطوط ترام كهربائي في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية لربط المناطق السكنية بالمدن الجديدة والمناطق الصناعية.

كما طالبت بتبني مفهوم «التنقل كخدمة» (Mobility as a Service- MaaS)، من خلال إنشاء منصة رقمية متكاملة تجمع بين خدمات النقل العام، المشاركة في السيارات (Carpooling)، وتأجير الدراجات والسكوترات الكهربائية، لتسهيل تجربة المستخدم وتعزيز الاعتماد على وسائل النقل المستدامة، بالإضافة إلى تصميم تطبيق ذكي يمكن المستخدمين من الوصول إلى جميع وسائل النقل عبر تطبيق واحد، مع خيارات للدفع الإلكتروني، التخطيط الذكي للرحلات، والتواصل الفوري.

واقترحت إنشاء «مدينة ذكية للنقل والمواصلات»، من خلال إنشاء مدينة نموذجية للنقل الذكي في مصر تكون عبارة عن مركز متكامل لتطبيق وتطوير حلول النقل المستقبلية، مثل السيارات ذاتية القيادة، الطائرات بدون طيار للنقل، والحلول الذكية لإدارة الحركة، وتضم المدينة بنية تحتية متطورة لتجربة أنظمة النقل المستقلة، وأنظمة النقل الجوي الحضري (Urban Air Mobility)، مع استضافة مراكز أبحاث عالمية متخصصة في النقل.

وطالبت بإطلاق «البرنامج الوطني لتحديث البنية التحتية للنقل»، لتحديث وتطوير البنية التحتية الحالية لشبكات الطرق والسكك الحديدية، مع التركيز على إنشاء طرق ذكية تتضمن حساسات لمراقبة الحركة، وتكنولوجيا لتوجيه السائقين في الوقت الفعلي، وتطوير نظام نقل نهري حديث يربط المدن الكبرى عبر نهر النيل باستخدام تقنيات نقل مستدامة وصديقة للبيئة.

واقترحت إدخال «النقل الجوي الحضري» (Urban Air Mobility- UAM)، من خلال الاستثمار في تطوير النقل الجوي الحضري من خلال المركبات الجوية الكهربائية (eVTOL) لتسهيل التنقل السريع بين المدن الكبرى والمناطق النائية، وإنشاء مطارات صغيرة (Vertiports) في مناطق استراتيجية لدعم هذا النوع من النقل الذي يُعد أحد الاتجاهات المستقبلية في المواصلات.

وطالبت بتأسيس «صندوق الاستثمار للنقل المستدام» لدعم الابتكار والمشروعات الضخمة، من خلال إنشاء صندوق استثماري مخصص لدعم المشروعات المستدامة في مجال النقل، بالتعاون مع مؤسسات مالية دولية، وشركاء القطاع الخاص، بالإضافة إلى تخصيص جزء من عائدات الصندوق لدعم الأبحاث والتطوير، تمويل الابتكارات المحلية، وتقديم منح لتحفيز الشركات الناشئة في مجال النقل والتكنولوجيا.

وفيما يتعلق باليات التنفيذ، أشارت «الحداد» إلى التعاون الدولي والاستفادة من الخبرات من خلال عقد شراكات استراتيجية مع الجهات الرائدة في النقل من دول مثل ألمانيا، اليابان، وسنغافورة لتبادل الخبرات وتبني النماذج الناجحة، وتأسيس مجلس استشاري دولي يضم خبراء في مجال النقل والتخطيط الحضري لتقديم المشورة والتوجيه بشأن أفضل الممارسات العالمية.

وفيما يتعلق بالتشريعات والتنظيمات الداعمة: عن طريق تعديل القوانين المتعلقة بالنقل لتشجيع استخدام التقنيات الجديدة، مثل المركبات الكهربائية وذاتية القيادة.

تقديم حوافز استثمارية لشركات النقل والتكنولوجيا التي تتبنى حلولاً مستدامة وذكية، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية وطنية: تهدف للتوعية بأهمية استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة وتغيير السلوكيات نحو الاعتماد على النقل العام والمشاركة في وسائل النقل، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات ومعارض دولية للنقل المستدام في مصر لجذب الاستثمارات وزيادة الوعي بأهمية التحول نحو النقل الذكي.

وأكدت أنه بتبني هذه الاستراتيجية الشاملة، يمكن لمصر إحداث طفرة نوعية تجعلها تتقدم في مجال النقل والمواصلات، ستساهم هذه الاستراتيجية في تحويل قطاع النقل إلى قطاع مبتكر ومستدام، مع تحقيق تحسينات كبيرة في جودة الحياة، جذب الاستثمارات، وتعزيز مكانة مصر كوجهة عالمية للتنقل الذكي والمستدام.

وقدمت عضو مجلس النواب، خالص التعازي لأسر الضحايا، معربة عن تمنياتها بالشفاء للمصابين في حادث انقلاب اتوبيس الجلالة.