في عالمنا الذي تحكمه التكنولوجيا، غالبًا ما تكون هواتفنا أول ما نصل إليه في اللحظة التي نستيقظ فيها، سواء كان ذلك للتحقق من الرسائل أو التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مواكبة الأخبار، فقد أصبحت هذه العادة طبيعية بالنسبة للعديد منا.
ومع ذلك، فإن بدأ يومك ملتصقًا بشاشة فقد يكون أكثر ضررًا مما تدرك، فوفقا لموقع "onlymyhealth"، تُظهر الأبحاث أن استخدام هاتفك فور الاستيقاظ يمكن أن يعطل صفاء ذهنك ويزيد من التوتر.
أسباب ضرورة ابتعادك عن هاتفك فور الاستيقاظ
عندما نستيقظ، يكون جسمنا لا يزال في مرحلة انتقالية، حيث ينتقل من حالة الراحة والتعافي أثناء النوم إلى حالة اليقظة، تستغرق هذه العملية بعض الوقت، ويحتاج العقل إلى بضع دقائق حتى "يستيقظ" تمامًا.
التحقق من هاتفك فور الاستيقاظ يجبر عقلك على التعامل مع معلومات قد تسبب لك التوتر مثل الأخبار أو رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل أو إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال استخدام الهاتف على الفور في الصباح، فإننا نجهد العقل للعمل، وهذا لا يعطل عملية الاستيقاظ الطبيعية فحسب، بل يزيد أيضًا من احتمالية التوتر أو القلق الناجم عن استيعاب الكثير من المعلومات في وقت مبكر جدًا.
إدمان الهاتف وأثره على الصحة النفسية
أحد أهم المخاطر المترتبة على استخدام الهاتف بعد الاستيقاظ مباشرة هو إدمان الهاتف، وبمرور الوقت، قد يؤثر هذا على صحتك العقلية، ويبعدك عن التفاعل في العالم الحقيقي، مما يتيح مساحة لإدمانك عليه.
سواء كان الأمر يتعلق بفحص رسائل البريد الإلكتروني أو المنصات، فإن هذه الأفعال قد تؤدي إلى زيادة نشاط عقلك حتى قبل أن يكون لديك الوقت الكافي للاستيقاظ بالكامل، وهذا يرهق قدراتك الإدراكية، ويخلق حالة من "اليقظة المفرطة" التي يمكن أن تستمر طوال يومك، مما يحافظ على مستويات التوتر لديك مرتفعة.
الحاجة إلى روتين صباحي يقظ
يجب أن يكون الاستيقاظ عملية لطيفة تسمح لك بالاسترخاء في يومك، بدلاً من التحقق من هاتفك على الفور، خذ بعض الوقت للتنفس والتمدد والسماح لعقلك بالاستيقاظ بشكل طبيعي، عندما نستيقظ بعد هذا النوم العميق، يحتاج جسدنا وعقلنا إلى الوقت لمعالجة اليوم القادم، يحتاج إلى بعض الوقت، ويوصي بقضاء 15 دقيقة على الأقل في التأمل الهادئ، أو القيام بتمارين التمدد الخفيفة، أو حتى مجرد الجلوس في صمت.
من خلال منح عقلك هذا الوقت لإعادة التشغيل، فأنت بذلك تهيئ نفسك ليوم أكثر إنتاجية وهدوءً، ويضيف التقرير أن اليوم الليلي هو الوقت الذي يمكن فيه لجسمنا إعادة التشغيل خلال تلك الساعات الثماني من النوم العميق بينما يستريح عقلنا، استخدام الهاتف على الفور يشبه دفع عقلنا إلى وضع العمل، وهو ما يسبب ضررًا أكثر من نفعه.
احترام الإيقاع الطبيعي لجسمك
من خلال منح نفسك هذا الوقت في الصباح للاستيقاظ تدريجيًا، فأنت لا تحترم جسدك فحسب، بل وتضفي أيضًا طابعًا إيجابيًا على بقية يومك. سواء كان ذلك احتساء كوب من الشاي، أو ممارسة اليقظة الذهنية، أو مجرد الاستمتاع بلحظة من الهدوء، فإن هذه الأفعال الصغيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صفاء ذهنك وتوازنك العاطفي.