أصدر فريق من الخبراء الأوروبيين في علوم البحار تقريرًا جديدًا يحذر من أن المحيطات قد تواجه أوبئة نتيجة للتغيرات المناخية وتأثيراتها على تنوع الكائنات البحرية.
نُشر التقرير من قبل «المعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحر»، ويشير إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات، مما يجبر الكائنات البحرية على الانتقال إلى بيئات جديدة بحثًا عن ظروف حياة ملائمة. ويحذر الباحث كارلوس بيريرا دوبازو، المؤلف الرئيسي للفصل المعني بالتنوع البيولوجي، من أن تحركات الأنواع البحرية نتيجة التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انتشار كائنات دقيقة (مثل البكتيريا أو الفطريات) تكون مسببة للأمراض، وعندما تنتقل إلى مواطن جديدة تؤثر سلبًا على الأنواع البحرية الأصلية الموجودة في تلك البيئات، مما يهدد وجودها واستدامتها، باختصار، قد تؤدي الحركة غير المألوفة للكائنات البحرية إلى تعرض الأنواع المحلية لمخاطر صحية جديدة نتيجة الأمراض التي تجلبها الأنواع الوافدة.
يقدم التقرير نصائح قوية للحكومات حول كيفية التعامل مع المخاطر المحتملة الناتجة عن تغير المناخ بالتركيز على أهمية تحديد الكائنات البحرية باستخدام الأساليب التقليدية والجديدة، ومعرفة مواقع الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض ومخاطرها على الكائنات البحرية.
يتناول التقرير أيضًا تحركات الكائنات البحرية مع تغير المناخ، وكيف يمكن تجنب النزاعات بين الدول عند انتقال الكائنات البحرية إلى مناطق جديدة. يوضح الخبراء أن الأنشطة التي يقوم بها الإنسان ستؤثر على تنوع الكائنات البحرية، ويجب البحث عن طرق للتخفيف من هذه المخاطر.
يؤكد التقرير أن حماية الكائنات البحرية تتطلب تكاليف مرتفعة، لكن عدم اتخاذ أي إجراء سيؤدي إلى تكاليف أكبر على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، لذا يجب على الحكومات اتخاذ إجراءات فورية لحماية التنوع البيولوجي الذي يعد أساسًا حيويًا لصحة كوكبنا.